لماذا تفشل جمعيات المتقاعدين؟!
الاثنين - 10 أكتوبر 2022
Mon - 10 Oct 2022
مهما بذلت الجهات الحكومية والجهات غير الربحية من جهود كبيرة في محاولة لم شمل المتقاعدين تحت مظلة واحدة وكبيرة وشاملة اسمها «جمعية المتقاعدين» - وانحسرت جهودها في توفير مقر للجمعية و»سير جري كهربائي» وتلفزيون ذكي-؛ فشلت، والسبب بسيط وحتمي، وهو أن قطاع المتقاعدين عددهم كبير جدا، مما يصعب أن تجمعهم جمعية واحدة، وتحمل تنوع اهتماماتهم عنوان واحد هو التقاعد فحسب، فالمتقاعدون سواء بالتقاعد المبكر أو بقوة النظام لا يجمعهم شيء مشترك إلا التقاعد.
والتقاعد وحده لا يكفي كقاطع مشترك بينهم تقوم على أساسه جمعية، كما لو أسست جمعية اسمها جمعية الموظفين (بلا تخصص)، ذلك أن اهتمامات المتقاعدين مختلفة للغاية، وأوضاعهم الاجتماعية وآمالهم وطموحاتهم هي الأخرى مختلفة، بعضهم قد يعاني مشاكل صحية، فالصحة أولى أولياته، لكن الأكثر يتقاعد وهو بصحة جيدة وقادر على العطاء والعمل لو تهيأ له ذلك، لذلك تبدو أولوياته هو العمل والاستثمار؛ والآن عندما تهيأ له الوقت الكافي ليمارس فيه هذه الرغبة الملحة التي كانت تطل برأسها عليه في أيام العمل، ربما يكون أولى أولياته، بينما آخرون لم يجدوا كفايتهم من المتعة والسفر إلا بعد التقاعد فقد حان الوقت لممارسة ذلك، وبذلك لا تتقاطع كثيرا اهتماماتهم.
كما أن المتقاعد لا يزال شابا ولا يزال ذا قوة ونشاط وعقلية متقدمة وخبرة عريضة بالحياة، لكن ثمة تفاوت فكري بينهم، أحدهم متقاعد بسيط آخر متقاعد قيادي، متقاعد ذو اهتمامات مستمرة وآخر قرر الهدوء والسكون والراحة والترجل عن كل متاعب الحياة، لذلك حتى تفكيرهم مختلف بشكل كبير، لذلك التأمل في حياة المتقاعد يجعل الحلول للجمعيات الخاصة بهم أكثر فاعلية، لكن جمعهم تحت عنوان واحد ظلم لهم وإنهاء لأي عمل قبل أن يبدأ؛ إن كان هدفه العناية بهم وخدمتهم.
لا أفضل جمعيات متخصصة للمتقاعدين، فجمعية للمتقاعدين المستثمرين في العقار، يعتبر خيارا جيدا يتبادلون الخبرات والاستثمارات والتسهيلات أيضا، وجمعيات صحة المتقاعدين باختلاف طبائعها، فهناك العناية الصحية بالمتقاعد والوقائية للأصحاء الذين لم يكونوا يجدون الوقت الكافي للعناية بصحتهم، وربما تكون هناك جمعيات صحية قد تساعد المتقاعدين في العناية في صحتهم لحظة أصابتهم بالأمراض لا قدر الله.
وجمعيات أخرى للمتقاعدين محبي السفر والترحال لتبادل الخبرات والتسهيلات أيضا، وآخرين لمحبي عمل الخير والتطوع وممارسة أعمال البر التي كانت تحدثهم نفسهم بها ولم يجدوا الوقت الكافي لذلك.
كل هذا يجعل فكرة الجمعيات المتخصصة أكثر فاعلية، وتحتاج لغطاء من جهات حكومية ذات علاقة وجهات غير حكومية غير ربحية يمكنها تفعيل جهد المتقاعد أو استثماره أو على الأقل باعتباره الرجل الذي قدم الكثير، وصار واجبا علينا إعادة بعض ما يستحق له بعد عمل طويل!
وربما علي الإضافة، بأن على المتقاعدين أن يساعدوا أنفسهم بأنفسهم، ويفكروا بالقواطع المشتركة فيما بينهم لاكتشاف أنواع أخرى للجمعيات التي تناسب ميولهم واهتماماتهم حتى ولو كانت للزواج للعازب منهم، فعليهم التفكير فيما يجمع وينجّح الجمعيات، وألا ينتظروا عون أحد، إن فشلوا في عون أنفسهم، لا قدر الله.
لقد طال متوسط عمر الفرد على مستوى العالم ككل، ولم يعد الرجل الستيني يعاني كثيرا كما كان سابقا أو يهدده شبح الموت والمرض، بل صار مرحلة جديدة من مراحل الحياة فيها متعتها الخاصة، وإن لم يستثمر المتقاعد في نفسه ما دام توفر له المال والوقت -اللذين لم يكونا متوفرين من قبل- فإنه حكم على نفسه بموت مبكر، بل وموت قبل الموت.
Halemalbaarrak@
والتقاعد وحده لا يكفي كقاطع مشترك بينهم تقوم على أساسه جمعية، كما لو أسست جمعية اسمها جمعية الموظفين (بلا تخصص)، ذلك أن اهتمامات المتقاعدين مختلفة للغاية، وأوضاعهم الاجتماعية وآمالهم وطموحاتهم هي الأخرى مختلفة، بعضهم قد يعاني مشاكل صحية، فالصحة أولى أولياته، لكن الأكثر يتقاعد وهو بصحة جيدة وقادر على العطاء والعمل لو تهيأ له ذلك، لذلك تبدو أولوياته هو العمل والاستثمار؛ والآن عندما تهيأ له الوقت الكافي ليمارس فيه هذه الرغبة الملحة التي كانت تطل برأسها عليه في أيام العمل، ربما يكون أولى أولياته، بينما آخرون لم يجدوا كفايتهم من المتعة والسفر إلا بعد التقاعد فقد حان الوقت لممارسة ذلك، وبذلك لا تتقاطع كثيرا اهتماماتهم.
كما أن المتقاعد لا يزال شابا ولا يزال ذا قوة ونشاط وعقلية متقدمة وخبرة عريضة بالحياة، لكن ثمة تفاوت فكري بينهم، أحدهم متقاعد بسيط آخر متقاعد قيادي، متقاعد ذو اهتمامات مستمرة وآخر قرر الهدوء والسكون والراحة والترجل عن كل متاعب الحياة، لذلك حتى تفكيرهم مختلف بشكل كبير، لذلك التأمل في حياة المتقاعد يجعل الحلول للجمعيات الخاصة بهم أكثر فاعلية، لكن جمعهم تحت عنوان واحد ظلم لهم وإنهاء لأي عمل قبل أن يبدأ؛ إن كان هدفه العناية بهم وخدمتهم.
لا أفضل جمعيات متخصصة للمتقاعدين، فجمعية للمتقاعدين المستثمرين في العقار، يعتبر خيارا جيدا يتبادلون الخبرات والاستثمارات والتسهيلات أيضا، وجمعيات صحة المتقاعدين باختلاف طبائعها، فهناك العناية الصحية بالمتقاعد والوقائية للأصحاء الذين لم يكونوا يجدون الوقت الكافي للعناية بصحتهم، وربما تكون هناك جمعيات صحية قد تساعد المتقاعدين في العناية في صحتهم لحظة أصابتهم بالأمراض لا قدر الله.
وجمعيات أخرى للمتقاعدين محبي السفر والترحال لتبادل الخبرات والتسهيلات أيضا، وآخرين لمحبي عمل الخير والتطوع وممارسة أعمال البر التي كانت تحدثهم نفسهم بها ولم يجدوا الوقت الكافي لذلك.
كل هذا يجعل فكرة الجمعيات المتخصصة أكثر فاعلية، وتحتاج لغطاء من جهات حكومية ذات علاقة وجهات غير حكومية غير ربحية يمكنها تفعيل جهد المتقاعد أو استثماره أو على الأقل باعتباره الرجل الذي قدم الكثير، وصار واجبا علينا إعادة بعض ما يستحق له بعد عمل طويل!
وربما علي الإضافة، بأن على المتقاعدين أن يساعدوا أنفسهم بأنفسهم، ويفكروا بالقواطع المشتركة فيما بينهم لاكتشاف أنواع أخرى للجمعيات التي تناسب ميولهم واهتماماتهم حتى ولو كانت للزواج للعازب منهم، فعليهم التفكير فيما يجمع وينجّح الجمعيات، وألا ينتظروا عون أحد، إن فشلوا في عون أنفسهم، لا قدر الله.
لقد طال متوسط عمر الفرد على مستوى العالم ككل، ولم يعد الرجل الستيني يعاني كثيرا كما كان سابقا أو يهدده شبح الموت والمرض، بل صار مرحلة جديدة من مراحل الحياة فيها متعتها الخاصة، وإن لم يستثمر المتقاعد في نفسه ما دام توفر له المال والوقت -اللذين لم يكونا متوفرين من قبل- فإنه حكم على نفسه بموت مبكر، بل وموت قبل الموت.
Halemalbaarrak@