يحيى فهد جاموس

أهمية البحث والتطوير والابتكار في صحة المجتمع بالمملكة

السبت - 08 أكتوبر 2022

Sat - 08 Oct 2022

إن صحة الإنسان والوصول إلى حياة أفضل وأطول هي على رأس الأولويات الوطنية في المملكة. ويأتي أهمية دور البحث والتطوير والابتكار في الصحة في مملكتنا الرشيدة في عدة أمور من أهمها: إيجاد حلول أكثر كفاءة وفاعلية للأمراض المزمنة غير المعدية كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والتي جميعها تصيب المجتمع السعودي بشكل خاص والعالم بشكل عام.

وقد ينعكس الاهتمام البحثي والابتكار في مجال الصحة في توفير بيئة صحية سليمة قليلة الأمراض لكبار السن وضعيفي المناعة والأشخاص المعرضين للأمراض المستعصية من خلال تقديم حلول صحية مبتكرة مثل الرعاية الصحية الرقمية وتطبيقات الطب الشخصي والوراثي وتطبيقات الكشف المبكر على الأمراض والسرطانات.

كما يستطيع البحث والابتكار المساهمة في رصد الأمراض المعدية وتحقيق الجاهزية القصوى للتصدي لها ومكافحتها، ويأتي دور الابتكار كذلك في تطوير وإنتاج منتجات وقائية وتشخيصية وعلاجية متقدمة قائمة على التقنية الحيوية وتكون آمنة وفعالة ومعتمدة من الجهات التشريعية ومتوافقة مع متطلبات التصنيع الجيد وتكون قابلة للاستخدام البشري والتسويق التجاري والتي قد تعمل على تقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج وسد حاجة المملكة من كثير من العلاجات الباهظة الثمن.

إن تطوير قطاع الصحة والتغلب على تحدياته من خلال البحث والتطوير والابتكار يكمن في تعزيز الدراسات الجزيئية والخلوية والجينية والسلوكية والسريرية والمسح الجغرافي لدراسة أمراض المجتمع بشكل أوسع وأدق للوصول إلى أفضل السبل للوقاية والتشخيص والعلاج. كما أن الاستفادة من مشاريع توطين التقنيات المتخصصة ومنصات دعم الباحثين والمبتكرين وتبادل الاستشارات والتعاون بين المؤسسات البحثية ومراكز البحوث والمستشفيات والشركات العلاجية والتشخيصية الرائدة تسهم بشكل كبير في التركيز على أولويات المملكة في مجال الصحة وكذلك في تطوير البرامج التوعوية التي تعمل على تكثيف مستوى الوعي المجتمعي للوقاية من الأمراض المزمنة وأمراض الشيخوخة.

من المتوقع أن يكون قطاع البحث والتطوير والابتكار في المملكة مركزا هاما للابتكار في مجال الصحة من خلال استقطاب الكوادر المحلية وتدريبهم وتقديم البرامج البحثية والخدمات الاستشارية والتعليمية والتقييمات التحليلية للقطاعات الحكومية والخاصة ويكون مصدرا لنشر أحدث مخرجات الأبحاث في المجلات العالمية المحكمة الكبرى وتسجيل براءات الاختراع وتطبيقها على المستوى المحلي.

وبالتالي سيؤدي دور البحث والتطوير والابتكار في مجال الصحة إلى تحقيق رؤية 2030 من خلال بناء مجتمع صحي ونمو وتنوع الاقتصاد الوطني وخلق فرص وظيفية والاكتفاء الذاتي من المنتجات العلاجية والتشخيصية وجلب الاستثمارات الواعدة وانضمام الباحثين المبتكرين والمبدعين.