علي الحجي

ليكن الفصل الدراسي الثالث أولا

السبت - 08 أكتوبر 2022

Sat - 08 Oct 2022

مع التغير والتطور العالمي المتسارع في مجالات العلوم والمعارف لا بد من وجود نظام تعليمي يواكبه منهج وهيكل، وأي تقاعس أو تلكؤ سيؤدي بالتأكيد إلى التأخر في السباق العالمي في كل المجالات، وأي تغيير تربوي لابد أن يقابله تغير وأثر اجتماعي، وتحدث بعض المقاومة الاجتماعية حتى يألفه المجتمع.

ومن أهم التحديثات التي طرأت على النظام التعليمي تقسيم العام الدراسي إلى ثلاثة فصول دراسية لاستيعاب التغير والتوسع في المناهج والمقررات، وبعد مرور سنة على هذا التغيير وجدت بعض الملاحظات التي بالتأكيد وصلت للمسؤولين ورصدها خبراء التربية والتي بالتأكيد ستكون في الحسبان لمواءمتها.

من المشكلات التي ظهرت للسطح الفصل الدراسي الثالث الذي يأتي في نهاية العام الدراسي يلتقي فيه التململ من طول فترة الدراسة مع دخول فترة الصيف بأجوائه الصعبة المرهقة.

ولعل من ضمن حلول الإصلاح أن يحول الفصل الثالث إلى فصل مختلف، فيتم التركيز في الفصلين الأولين على الجوانب النظرية والمعرفية، في حين يخصص الفصل الثالث لتعزيز الجانب العملي والمهاري أكثر، فمثلا إن ركز الفصل الأول على النحو والصرف، يكون الفصل الثالث للإملاء والخط والتعبير، وهكذا في المواد العلمية يركز في الفصل الثالث على التجارب المعملية والتطبيقات العملية وتعليم مهارات الزراعة والصناعة والصيانة البسيطة للمنزل والسيارة وأجهزة الحاسب، والأمر ذاته ينسحب على باقي المواد.

كما يكون التقييم فيه على هيئة مشاريع وإنجازات، بحيث يقيم الطالب في مادة التربية الرياضية على مستواه اللياقي، والأحياء على عدد الأشجار التي زرعها والحيوانات التي أشرف على تربيتها، وفي الكيمياء على المنتجات البسيطة التي صنعها كالصابون وخلافه، وفي اللغة الإنجليزية على تحقيق درجة معينة في الاختبارات العالمية، وفي الرياضيات والهندسة بعمل مجسم لمنزل، وفي الحاسب على تصميم تطبيق معين.

هذا التغيير سيحقق الكثير من المكتسبات التربوية والمعرفية والمهارية، فالجانب التطبيقي سيرسخ الجانب النظري ويسهل تصوره والتمكن من فهمه، كما سيساعد على نقل الطالب لمستوى مهني ومهاري أعلى يجعله قادر على القيام ببعض الأعمال في حياته بنفسه، كما سيسهم في رفع دافعيته وثقته بنفسه كونه قادرا على إنجاز مشاريع ملموسة.

@aziz33