إيرانيات يدفعن حياتهن ثمنا لقمع نظام الملالي

رصاص الحرس الثوري والباسيج لا يفرق بين النساء والأطفال والكبار ضربات بالهراوة تقضي على الطفلة سارينا.. وأسرتها ممنوعة من الكلام
رصاص الحرس الثوري والباسيج لا يفرق بين النساء والأطفال والكبار ضربات بالهراوة تقضي على الطفلة سارينا.. وأسرتها ممنوعة من الكلام

الخميس - 06 أكتوبر 2022

Thu - 06 Oct 2022

«أحلم بأن أشعر بعد سنوات من اليوم بالفرح لمشاركتي في هذا الاحتجاج، بعد أن يكون كل شيء قد تغير».. كلمات بريئة سجلتها الإيرانية هاديس نجفي (22 عاما) في مقطع فيديو على هاتفها المحمول، قبل أن تخرج للمشاركة في أحد الاحتجاجات التي تندلع يوميا ضد نظام الملالي بمحافظة كرج، لكنها لم تعد هذه المرة، قتلت برصاص الحرس الثوري والباسيج الذي لا يفرق بين النساء والأطفال والكبار.

سال دماء ابنة الـ22 عاما مثل الكثير من النساء والأطفال في إيران، ودفعت حياتها ثمنا للدفاع عن الوطن، والوقوف في وجه قمع الملالي، بعد أن استفحل الظلم بصورة غير مسبوقة، في أعقاب مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، بعد ساعات قليلة من توقيفها من قبل شرطة الإرشاد.

قالت منظمة العفو الدولية «إن هاديس نجفي أصيبت في الوجه والرقبة والصدر بعد أن صوب عليها الأمن الإيراني الرصاص الحي من مسافات قريبة جدا»، وروت «أندبندنت عربية» قصص أخريات متن بنفس الطريقة.

ماتت شامخة

الفتاة العشرينية واحدة من عشرات الأشخاص الذين تقول منظمات حقوقية إنهم قتلوا في قمع قوات الأمن الإيرانية للتظاهرات التي اندلعت احتجاجا على مقتل مهسا أميني خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد أن كسرت الاحتجاجات المحرمات في إيران، إذ تتردد خلالها هتافات ضد النظام، لكن قوات الأمن ردت مستخدمة قوة قاتلة تقول منظمة العفو الدولية إنها تثير مخاوف من وجود نية لقتل المتظاهرين.

وفي مقطع فيديو سجلته عائلتها المكلومة، حملت شقيقة نجفي حقيبة ظهر كانت مع هاديس لدى إطلاق النار عليها وبدت مغطاة بالدماء، وقالت الشقيقة في مقطع الفيديو «وقفت شامخة وخرجت بفضل مهسا أميني».

وأضافت، «فقدنا هاديس ولا نخاف من أي شيء»، وأكدت والدتها الثكلى «ابنتي قتلت من أجل الوطن، فقدت حياتها من أجل مهسا. أرادت إبقاء اسم مهسا حيا».

نهاية مجيدي

وفيما تحدثت منظمة مجاهدي خلق عن 400 شهيد حتى الآن، تشير منظمة العفو الدولية إلى أنها تأكدت من أسماء 52 قتيلا بينهم خمس نساء وفتاة وخمسة فتيان، والنساء اللاتي قتلن لم تكن لديهن خبرة سابقة في النشاط السياسي، بحسب أقاربهن، وخرجن إلى الشوارع من أجل حركة يعتقدن أنها قد تجلب بصيص أمل غير مسبوق.. وفقا لـ»أندبندنت عربية».

وتقول المديرة التنفيذية لمركز «عبدالرحمن بوروماند» في واشنطن رؤيا بوروماند لوكالة الصحافة الفرنسية «كانت النساء في طليعة هذه الحركة وأول احتجاج نظمته نساء كرديات».

وشهد تشييع أميني، وهي إيرانية كردية اسمها الكردي زينة، في بلدتها سقز بمحافظة كردستان الاحتجاجات الأولى في تحد للقواعد الصارمة التي تفرضها إيران.

وقالت بوروماند «إن قوات الأمن قتلت من دون تردد وأطلقت النار بلا رحمة حتى قبل خروج الحركة عن السيطرة».

وقتلت مينو مجيدي (62 عاما) برصاصة أطلقتها قوات الأمن خلال تظاهرة في الـ20 من سبتمبر الماضي بمدينة كرمانشاه التي يقطنها أكراد شمال غربي إيران، كما ذكرت منظمة «هينغاو» الحقوقية ومقرها النرويج.

لقطات مروعة

وفي لمحة تنطوي على كثير من التحدي وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت إحدى بنات مجيدي بجانب قبر والدتها المغطى بالزهور من دون شيء على رأسها ومرتدية اللون الأسود، بينما لفت عنقها بوشاح أبيض، وبدت حليقة الرأس فيما أمسكت بيدها خصلات الشعر الطويلة التي قصتها، في إشارة تضامن واضحة مع والدتها ومهسا أميني.

وأوردت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة غزالة شيلوي (32 عاما)، وهي متسلقة جبال قتلت بالرصاص في الـ20 من سبتمبر الماضي في مدينة أمل المطلة على بحر قزوين، كما نشرت الحسابات لقطات مروعة لحزن عائلتها في جنازتها، أما حنانة كيا (23 عاما) فقتلت في اليوم نفسه في مدينة نوشهر، بحسب مصادر عائلية ونشطاء.

وذكرت منظمة العفو الدولية أن صديقين قالا «إنها قتلت بالرصاص وهي في طريقها إلى المنزل من زيارة الطبيب»، ويقول ناشطون آخرون «إن جميع الضحايا تقريبا قتلوا بعد إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة».

ضربات الهراوة

وراحت سارينا إسماعيل زاده (16 عاما) ضحية الغدر والقمع، على غرار هاديس نجفي من كرج، نتيجة ضربات على الرأس بالهراوات بأيدي قوات الأمن في الـ23 من سبتمبر، بحسب منظمة العفو الدولية، وقالت المنظمة «إنه في إطار تكتيك يتبعونه بشكل متكرر، أخضع رجال الأمن والاستخبارات الإيرانية أسرة الفتاة لـمضايقات شديدة لإجبارها على الصمت».

وفقدت نيكا شهكارامي في الـ20 سبتمبر بعد توجهها للانضمام إلى احتجاج في طهران قبل أسبوعين من احتفالها بعيد ميلادها الـ17، كما كتبت عمتها أتاش شهكارامي على مواقع التواصل الاجتماعي، وكتبت أنه سمح لعائلتها أخيرا برؤية الجثة في الأول من أكتوبر الحالي، وكان من المقرر أن تدفنها في مسقط رأسها في مدينة خرم آباد بمحافظة لورستان في عيد ميلادها الـ 17، لكن خدمة اللغة الفارسية في شبكة «بي بي سي» وشبكة «إيران واير» أفادتا بأن السلطات احتجزت الجثة ودفنتها سرا الاثنين في قرية أخرى لتجنب إقامة جنازة قد تثير احتجاجا.

اعتقال أتاش

وفيما استمرت انتفاضة الشعب الإيراني في جميع أنحاء البلاد أمس لليوم 21 على التوالي، اعتقلت أتاش شهكارامي، بحسب وسائل إعلام، وقد توقف نشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ الثاني من أكتوبر الحالي.

وقالت بوروماندي «هذه ليست النهاية، وسيواصلون اعتقال الناس وإطلاق النار طالما الناس يخرجون إلى الشوارع، ولا يوجد مكان آخر للتعبير عن معارضة».

وأكدت منظمة مجاهدي خلق أن المظاهرات تتواصل في جميع المحافظات الـ31، وفي أكثر من 172 مدينة، وسجل سقوط ما لا يقل عن 400 شهيد واعتقال أكثر من 20000، وكشفت عن تحدي وصمود الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي.

احتج الإيرانيون في شوارع طهران، وحث الشباب الآخرين على الانضمام إلى الاحتجاج وأطلقت المركبات والسيارات أبواقها تعبيرا عن التضامن، وتظاهر الشباب في منطقة سعادت آباد وهم يهتفون «الموت للديكتاتور»، وتردد نفس الشعار في شارع ولي العصر المركزي.

أرقام الانتفاضة الإيرانية:

  • 400 شهيد

  • 20000 معتقل

  • 172 مدينة تنتفض

  • 31 محافظة تحتج