عبداللطيف السيدح

«حافلات مكة.. الحديث ذو شجون»

الأربعاء - 05 أكتوبر 2022

Wed - 05 Oct 2022

الحديث ذو شجون عن حافلات مكة، فهي كدرر ثمينة ولآلئ كريمة في بياضها وجمالها الداخلي والخارجي وجودة صناعتها.

زينت حافلات مكة، التي أهدتها بكل المحبة الهيئة الملكية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث مهبط الوحي ومنبع الرسالة ومصباح التواشيح، طرق العاصمة، وأضحت اليوم علامة فارقة في حياة سكان مكة وحجاجها وزوارها ومعتمريها.

ومنذ أن تم تدشين أول رحلة من سرب الحافلات عبر المسارات التي خصصت لها بطرق العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة في فبراير من العام الجاري شعر الناس بتحول بائن وغير معهود من قبل في حركة تنقلاتهم بالمدينة المقدسة، وأحدثت حافلات مكة نقلة كبرى في ثقافة التنقل عبر مواعين النقل الكبرى (الحافلات) بدلا عن المركبات الخاصة الصغيرة التي ازدحمت بها الشوارع وتعطلت بسببها الحركة المرورية، ولا سيما في الأماكن المعروفة بشدة الازدحام «المنطقة المركزية وحزام الحرم».

ومما لا شك فيه أن أكبر إنجاز حققته حافلات مكة منذ دخلوها الخدمة أنها أخرجت سيارات الكدادين المتهالكة عن الخدمة، وحررت لها شهادة وفاة فورية، وبذا تكون حافلات مكة قد بددت كثيرا من المخاوف والهواجس التي كانت تشكلها تلك السيارات مجهولة الهوية والأوراق الثبوتية للجهات المسؤولة، فقد ظلت سيارات الكدادين تشكل هاجسا وأرقا وصداعا مستديما للجهات المسؤولة، خاصة تلك التي تعمل منذ سبعينات وثمانينات القرن الماضي ولا تحمل لا هي ولا أصحابها أوراقا رسمية ويقودها كثير من مخالفي نظام الإقامة، الأمر الذي يشكل خطرا على من تضطره الظروف للتنقل بهذه السيارات المجهولة الهوية، ولا سيما الأسر والعوائل والناس القادمون إلى مكة من الخارج.

وأسهمت سيارات الكدادين المتهالكة وبما تبعثه عبر «شكامينها» في تردٍ بيئي وتشوه بصري لا يليق بالعاصمة المقدسة.. هذا علاوة على خطورتها الأمنية.

وبفضل من الله، ثم بهذه المكرمة التي قدمتها الهيئة الملكية، والجهود المباركة التي يقوم بها المسؤولون عن حافلات مكة أصبح رب الأسرة المكية في حالة اطمئنان كامل وهو يسمح لأسرته بالخروج من المنزل إذا كان مشغولا بمهام عمله أو التزاماته الأخرى، لأن من يقلها إلى وجهتها هي حافلات مكة حيث الأمن والأمان والطمأنينة والاطمئنان.

فأصبحت كل الأسر تذهب إلى الحرم مصطحبة معها أطفالها وما تحمله من أطعمة ومشروبات لتوزيعها على ضيوف بيت الله الحرام، وكذلك فإن حافلات مكة أضحت وسيلة النقل المريحة والآمنة لعوائل مكة التي تنوي مواصلة الأرحام والأهل المتفرقين بين أحياء مكة المكرمة، فمهما تباعدت الأحياء عن بعضها فإن اثني عشر مسارا وطريقا سالكا غطتها حافلات مكة التي قربت البعيد وربطت مكة بسلسلة متصلة من أسطولها المجهز تجهيزا كاملا بكل أدوات الراحة والطمأنينة، فتوفرت أسباب الراحة في محطات التوقف من ناحية الإجلاس المريح للنساء وكبار السن والأطفال والتغطية من ضربات الشمس، إضافة إلى تزويد هذه المحطات بشاشات إلكترونية تفيد الركاب بموعد وصول الحافلة والجهة التي تقصدها. كما أسمت تلك المحطات بأسماء المناطق والأحياء التي تعبرها بشرح مبسط ومنحت الركاب خدمة الواي فاي داخل الحافلة.

إن ما ظلت تقدمه حافلات مكة منذ ثمانية أشهر من خدمات جليلة ومجانا لأهل مكة وضيوفها يعجز القلم عن وصفه مهما حشد له من مفردات المدح والثناء، وتلهج ألسنة من شملتهم هذه الخدمة بالدعاء للقائمين على أمر حافلات مكة أن يجزيهم الله الجزاء الأوفى. كما يأملون ويدعون وكلهم ثقة أن تحصد الحافلات جائزة مكة للتميز، خاصة بعد أن رأى قاطنو العاصمة المقدسة شعار (مكة نحو العالم الأول) الذي أطلقه مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل واقعا معاشا بينهم بعد إطلاق أكبر وأحدث منظومة للنقل الجماعي في المملكة عبر مسارات غطت كل أحياء مكة المكرمة، بل وربطتها بمركز إشعاع النور ومحور الحركة «الحرم المكي الشريف، والمنطقة المركزية».