ياسر عمر سندي

بين الثقة والواثق الميدان يا بنيان

الأربعاء - 05 أكتوبر 2022

Wed - 05 Oct 2022

في غرة ربيع الأول 1444هـ الموافق 27 سبتمبر 2022؛ صدر الأمر الملكي القاضي بإعادة تشكيل مجلس الوزراء برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -، وتعيين الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان وزيرا للتعليم؛ أصبح الأمر ثقة من لدن خادم الحرمين الشريفين لحمل هذه الحقيبة الهامة والغالية التي تعتبر من أكبر المقومات الاستراتيجية؛ الإنسانية، والاجتماعية التي ترفع من قيمة الشعوب؛ فكريا، ومعرفيا، وبالتالي تغيير الثقافات العامة ليصبح الحراك المجتمعي العام أكثر انسيابية ومرونة بسبب الوعي العام من خلال التعليم.

سأستعرض في هذا المقال المنظومة التعليمية العامة في هذه السطور بثلاث محاور رئيسة لمناقشتها وهي الشخصية الملهمة والمهمة المستشرفة والموارد المستخدمة.

معالي الأستاذ يوسف البنيان قيمة وقامة إدارية وتنفيذية من الكوادر الوطنية البارزة في العمل التنظيمي يحمل درجة البكالوريوس في الاقتصاد والماجستير في الإدارة الصناعية لديه خبرة لأكثر من 30 عاما تقلد عدة مناصب في العمل الإداري ضمن منظومة تعنى بدفع عجلة الاقتصاد الوطني وهي شركة سابك لصناعة البتروكيماويات، حيث شغل آخر منصب وهو نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة من 2015 اختارته مجلة فوربس ضمن أقوى 100 قائد أعمال من رؤساء الشركات التنفيذيين في الشرق الأوسط لعام 2022.

في مقابلة سابقة مع معاليه صرح بأنه اكتسب مبادئ الإدارة الفعلية على يد الراحل معالي الدكتور غازي القصيبي حيث كان ضمن فريق العمل الذي اشتغل تحت نطاقه الإشرافي وصرح معاليه أيضا أن ما تعلمه من القصيبي هو احترام الوقت وأسلوب التعلم والتعليم الذاتي الشخصي وكذلك في تطوير الآخرين.

هذه الشخصية الواثقة التي تتبنى فكرة التعلم والتطوير مع الخبرة والمعرفة والدراية العميقة التي منحته الثقة الملكية لتولي زمام الأمر في هذا الميدان الحساس الذي يركز على النشء من أبنائنا وبناتنا الطلاب.

ملف التعليم برأيي أنه يحتوي على ثلاثة تحديات ستواجه معاليه لأداء مهامه القادمة أولا: المعلم، ثانيا: الطالب، ثالثا: العملية التعليمية؛ هذه الثلاثية تتطلب منهجية عمل إدارية واقتصادية مدمجة للمرحلة المقبلة التي رسمتها القيادة الحكيمة للوصول إلى رؤية 2030.

المعلم هو القيمة الأولى والرئيسة التي تتطلب النظرة الفاحصة في الملف الخاص بالتعيينات ونوعية المعلمين والكادر التعليمي وكذلك فرص الترقية والتدرج المهني للمسار التعليمي.

الطالب محور الارتكاز الذي يتطلب الرعاية الخاصة لمن سيحمل المعرفة بالعمل على تغيير السلوكيات التربوية قبل التعليمية لاحترام القيمة الأولى وهي المعلم.

المناهج والفترات الدراسية والإجازات وحركة التنقلات والمرونة المتوقعة من القرارات القادمة.

يا معالي الوزير لدي اقتراحات تطويرية:

• إعادة هندسة منظومة التعليم كليا.

• اعتماد آلية التدريب التفاعلي أكثر من طرق التلقين الاعتيادية والبدء من المراحل الأولية إلى الثانوية والتي تحفز على استثارة العقل الفردي والجمعي للطلاب للوصول إلى الحلول.

• إدخال مادة «الذكاء العاطفي» كمنهج جديد خصوصا في مرحلتي المتوسطة والثانوية للجنسين.

• اعتماد مادة «التطوع المجتمعي» الإلزامي للمراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية باحتساب الدرجات.

• الاكتفاء باختبار تقييمي مرحلي شامل لقياس مدى قدرة الطلاب وتأهلهم ووعيهم ومنحهم شهادة «واعٍ ومؤهل مجتمعيا» كأسلوب تنتهجه وزارة التعليم بجمهورية فنلندا التي تم تصنيفها الأولى عالميا في التعليم وإمكانية نقل الخبرة ومحاكاة التجربة.

نعلم أن مهمة التعليم ليست باليسيرة ولكنها تحديات جديرة بالثقة الممنوحة للواثق؛ وكلنا أمل بالله ثم بدعم القيادة الرشيدة لما هو قادم من الخير وهذا الميدان يا معالي الوزير ينتظر منكم التغيير الكثير.

@Yos123Omar