عبدالعزيز المزيد

هل الريال السعودي الرقمي سوف يصنع المستقبل الرقمي في المنطقة؟

الأربعاء - 05 أكتوبر 2022

Wed - 05 Oct 2022

المتابع للتطور النقدي في العالم وتوجه كثير من الدول إلى مستقبل رقمي في التعاملات وخاصة في التعاملات المالية يجد أن كثيرا من الدول قطعت شوطا في هذا المجال. المملكة العربية السعودية إحدى هذه الدول التي اهتمت في المستقبل الرقمي وعملت دراسات، وبحوث حول إمكانية إطلاق الريال السعودي الرقمي وكما نعلم فإن هناك 10 دول أطلقت عملتها الرقمية الخاصة بها وبالمقابل هناك أكثر من 100 دولة تبحث عن إمكانية إطلاق عملتها الرقمية.

المناصرين لأخذ خطوة إلى الأمام وإطلاق ريال رقمي يعتمدون على عدة أمور، وأهداف منها أن العملة الرقمية سوف تساعد أن تكون المعاملات أسهل، وأكثر كفاءة وأن يقاوم الاعتماد السيئ على العملات المشفرة وأيضا لا بد أن تواكب الدول المتقدمة في هذا المجال والتي أطلقت عملاتها الرقمية ومنها الصين (اليوان الرقمي).

ماذا لو أطلقت السعودية الريال الرقمي وكيف تتعامل البنوك، والمصارف وماذا تحتاج البنوك في السعودية بجانب الشركات والمستهلكين إلى معرفته؟

نلاحظ في السنوات القليلة الماضية كان هناك قفزات في القطاع البنكي من ناحية قدرتها الرقمية (التقنيات المالية) وتطوير البنية التحتية وإضافة تقنيات جديدة لمواكبة المتطلبات المجتمعية، والشركات الجديدة سواء على الصعيد المحلي أو تلبية لرغبات الشركات الأجنبية في السوق السعودي وذلك على سبيل المثال منها لا الحصر من ناحية أنظمة تشغيل البنوك والتقنيات، والبرامج وذلك لتحقيق رقمنة العمليات لتحقيق أهداف محددة وأن تكون أكثر كفاءة وانسيابية من الماضي. بالمقابل نجد أن القطاع البنكي في السعودية ضعيف من ناحية البحث والدراسة على موضوع سلسلة الكتل ومدى الاستفادة من هذه التقنية الجديدة في عدة مجالات مثل تسريع وتبسيط المدفوعات وزيادة الأمان البنكي من خلال ربط نقاط بيانات متعددة أو حتى تحسين البنية التحتية وهذه المقارنة مع قطاع بنكي في عدة دول سبقتنا في تطبيق تقنية سلسلة الكتل (البلوكتشين) مثل سنغافورة وأمريكا.

تدخل تقنية البلوكتشين في عدة مجالات مثلا في المدفوعات وتساعد البنوك على تسريع المدفوعات وإرسال واستقبال خارج ساعات العمل المصرفية إلى البنك المركزي السعودي وأيضا تخفيض تكلفة المدفوعات وخاصة الدولية وهذا يعطي حافز ودعم للبنوك الصغيرة لجذب عملاء مميزين، وأيضا تضيف تقنية البلوكتشين أمن إضافي وتساعد على ربط المدفوعات بالعقود الذكية للبنوك أو استخدام البيانات للتنقل في المعاملات وهذا سوف يساعد البنوك على إدارة المعاملات المعقدة لتكون أكثر انسيابية وأمان. وأيضا تساعد التقنية الجديدة البنوك إلى بناء بنية تحتية على أعلى مستوى وتعزيز الاتصال بين البنى التحتية الحيوية والقضاء على العملية اليدوية في تبادل البيانات أو استخدام أنظمة منعزلة داخلية في البنك، وتطوير وتحسين العمليات الداخلية للبنك.

يجب على البنوك أن تطور من نفسها بشكل مستمر وأن تصل إلى تطلعات، واحتياجات العملاء من أفراد، وشركات، ومؤسسات، وأصحاب مشاريع متوسطة، وصغيرة. وأن يقوم البنك المركزي السعودي بتعديل اللوائح، والأنظمة لجعل البنوك يعملون، ويتطلعون إلى المنافسة ليس داخل السعودية بل إقليميا وعالميا والدخول أقوى في مجال المعاملات الرقمية للوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين ولا ننسى مع الحفاظ على بيئة آمنة تحفظ الحقوق.

البنوك في السعودية لديها تحديات مع التطور الهائل في عالم التكنولوجيا البنكية والتغيير الجذري الذي حصل على مر السنوات القليلة الماضية، ويجب على البنوك اختيار إحدى الشركات التكنولوجية المالية ذات الكفاءة العالية والتي تزود البنك وتجعله قادر على تقديم خدمات بنكية فريدة وحلول شاملة وتطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة وخدمات القروض وغيرها لتقدم أفضل ما لديها إلى عملائها.

أخيرا، تقنية البلوكتشين مهمة جدا ويجب الاستفادة منها في عدة مجالات ويجب إقناع صانعو السياسة المالية بهذه التقنية وحث ومساعدة البنوك على تطبيق التقنية بتوسع في الخدمات المصرفية. على البنوك أن تواكب التطور السريع مع البيئة المالية في العالم والاهتمام والاختلاف بين احتياجات الأجيال السابقة والجيل الجديد والذي يعتمد على التعاملات الرقمية بحياته بشكل كبير ومتسارع.

@aziz_h_almzyad