شجاعة نساء إيران تهدد الديكتاتور

إيكونوميست: إذا تظاهر الرجال بالحماس نفسه فسيسقط خامنئي اعتقال 21 صحفيا.. وجامعة شريف في مرمى قوات الأمن القمعية المرشد يصب النار على الزيت ويتهم المتظاهرين بإثارة الشغب ليلة رهيبة مليئة بالرعب للطلاب المحاصرين في جامعة شريف الغضب يتزايد.. والاحتجاجات جذبت الصغار والكبار وجميع الأقليات
إيكونوميست: إذا تظاهر الرجال بالحماس نفسه فسيسقط خامنئي اعتقال 21 صحفيا.. وجامعة شريف في مرمى قوات الأمن القمعية المرشد يصب النار على الزيت ويتهم المتظاهرين بإثارة الشغب ليلة رهيبة مليئة بالرعب للطلاب المحاصرين في جامعة شريف الغضب يتزايد.. والاحتجاجات جذبت الصغار والكبار وجميع الأقليات

الثلاثاء - 04 أكتوبر 2022

Tue - 04 Oct 2022

«يعيش نظام الملالي المنهك في الوقت المستقطع، وبات مهددا بالسقوط في أي لحظة».. هكذا وصفت مجلة «إيكونوميست» البريطانية الاحتجاجات الإيرانية وما رافقها من مشاهد رمزية بالغة التأثير.

تقول: «ترقص شابة أمام النار ثم ترمي غطاء رأسها فيها، تسير سيدة متقدمة في السن وحيدة في الشارع كاشفة شعرها الأبيض، وتلوح على أنغام كلمات الموت لخامنئي، انتشرت أفعال التمرد على المرشد الإيراني الأعلى ونظامه في عشرات المدن الإيرانية، بعد قتل شابة أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم تغطية كامل شعرها».

تمثل هذه الأفعال أكثر التهديدات خطورة على الحكم الديكتاتوري لخامنئي طوال سنوات، ثار الإيرانيون مرات عدة ضد نظامهم خلال الأعوام العشرة الماضية، قبل أن تتبدد التظاهرات الضخمة بفعل منهجية قمع مارسها النظام بشكل جيد. فهل تكون هذه المرة مختلفة؟

نظام بغيض

تجيب المجلة البريطانية في تقرير نقله موقع (24) الإماراتي، بأنه يستحيل توقع ما سيحدث، بما أن إيران مغلقة أمام الإعلام العالمي. الغضب بالتأكيد أكثر انتشارا من قبل، لقد جذبت التظاهرات الشباب والكبار من جميع أنحاء البلاد، بمن فيهم الأكراد والأقليات الأخرى.

أظهرت النساء الشجاعة الأكثر إثارة للحماسة، لكن إذا أظهر رجال إيران الشجاعة نفسها، فإن إزالة نظام بغيض، على الرغم من أنه غير مرجح في المدى القريب، قد لا يعود مستحيلا.

الدور النسائي المهيمن في التظاهرات جديد، الفرق الآخر هو أن المطالب أكثر تشددا، الشبان المتصلون بنظرائهم في أماكن أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي يشعرون بالغضب أكثر من أي وقت مضى تحت حكم الرجل ذي اللحية الرمادية «علي خامنئي».

مسؤولية الفقر

وفقا للمجلة، منذ 2012، أصبح دخل الفرد راكدا، مما ترك جحافل من الإيرانيين يدخلون تحت خط الفقر، ارتفع التضخم وعانت البيئة بشكل واضح. جفت الأنهار والأراضي الزراعية عطشى.

بالنسبة لكثير من الإيرانيين، إن السبيل الوحيد إلى حياة كريمة هو الهجرة، والنظام أكثر فسادا من قبل، هو حريص على تحميل الأجانب المسؤولية عن علل إيران. بالتأكيد، عمقت العقوبات الأمريكية المصاعب الاقتصادية، لكن المسؤول الأساسي عن فقر الناس هو النظام نفسه.

وفي ظل الثيوقراطية الفاسدة، يسيطر العسكر وخامنئي على مساحات واسعة من الاقتصاد، وقد بدت سياسات هؤلاء، حتى في ظل أفضل الأوقات، مصممة على إخافة المستثمرين الأجانب. يسيطر المتشددون على البرلمان الإيراني. والسياسيون الإصلاحيون، وهو توصيف نسبي، منع معظمهم من الترشح للانتخابات، وبعد عقود من السياسة الخارجية العدوانية، إيران معزولة.

شريان الإرهاب

تؤكد «إيكونوميست» أنه مع استمرار التظاهرات، سيكون من غير الحكمة أن يعيد الرئيس جو بايدن التواصل مع النظام، وإلا فسيخاطر بالظهور كرئيس يوفر شريان حياة للإرهاب.

ورأت أن الغرب غير قادر على فعل الكثير لتشجيع التمرد، خاصة في وقت تنتشر الاضطرابات في أماكن أخرى من العالم، أضعفت العقوبات النظام لكنها فشلت بشكل واضح في إسقاطه.

وتؤكد أن أفضل مساعدة حيوية يمكن للحكومات الغربية أن تقدمها للمقاومين الإيرانيين الشجعان، هي ضمان ألا تحول العقوبات دون وصولهم إلى خدمات الإنترنت، أو إلى أدوات كالشبكات الافتراضية الخاصة التي تساعدهم على التهرب من الرقابة.

اعتقال الصحفيين

ما تزال جذوة الاحتجاجات في إيران لم تنطفئ بعد، وسط انتقادات لطهران لـ»قمع» المحتجين وتقييد عمل الإعلاميين، إذ أعلن الاتحاد الدولي للصحفيين أمس، اعتقال ما لا يقل عن 21 صحفيا إيرانيا مؤخرا خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، مطالبا إيران بعدم استخدام «تغطية الاحتجاجات الوطنية» ذريعة لـ»قمع» الصحفيين.

وقال موقع هيئة الإذاعة الألمانية بالنسخة الفارسية في تقرير له: إن «قمع الناشطين المدنيين والإعلاميين اشتد منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية في إيران، والتي بدأت في الأسبوع الأخير من سبتمبر الماضي، ردا على مقتل الفتاة «مهسا أميني» التي اعتقلتها قوات شرطة الآداب التابعة لوزارة الداخلية في طهران».

ونشر الاتحاد الدولي للصحفيين قائمة تضم 21 صحفيا إيرانيا اعتقلوا على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.

ذريعة القمع

قال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجر في بيان: إن «لكل مواطن في إيران الحق في معرفة ما يجري»، مطالبا السلطات بعدم استخدام «تغطية الاحتجاجات الوطنية ذريعة لقمع الإعلاميين».

وفيما بدأت الاحتجاجات الأخيرة في إيران ردا على مقتل الفتاة مهسا أميني، إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مظاهرات مناهضة للحكومة وسياساتها.

وحسب هيئة الإذاعة الألمانية، فإن «الجولة الجديدة من الاحتجاجات في إيران غير مسبوقة، من حيث مدى واستمرارية وشجاعة المتظاهرين، وقيادة النساء للمتظاهرات»، مشيرة إلى أن «التواريخ المسجلة لاعتقال الصحفيين في قائمة الاتحاد الدولي تظهر أنه مع استمرار الاحتجاجات واتساعها، اشتد قمع النشطاء الإعلاميين».

وأشار إلى أن السلطات ألقت القبض على 9 صحفيين بين 29 و30 سبتمبر الماضي، فيما ضبطت الـ12 صحفيا الآخرين في الأول من أكتوبر الجاري، وقال: «يجب الإفراج عن زملائنا على الفور، والسماح لهم بالتغطية بحرية، كما ندعو السلطات إلى الإنهاء الفوري لتعطيل الإنترنت في إيران على نطاق واسع».

مهاجمة الجامعة

هاجمت قوات أمنية إيرانية ـبعضهم يرتدي ملابس مدنيةـ مساء أول من أمس، جامعة شريف للتكنولوجيا، أحد أهم الجامعات في البلاد، واعتقلت عددا من الطلاب الجامعيين.

وقالت منظمة «هرانا» الحقوقية الإيرانية: إن «قوات الأمن الإيرانية اعتقلت بين 30 إلى 40 من طلاب جامعة شريف بطهران، فيما أظهرت مقاطع فيديو نشرها ناشطون ومنصات إخبارية إيرانية، سماع دوي إطلاق نار داخل حرم الجامعة، والمبنى الذي يتخذه الطلاب إقامة لهم للقادمين من محافظات أخرى غير طهران».

وقال موقع «سحام نيوز» المقرب من الإصلاحيين: إن عددا من أهالي الطلاب الجامعيين اضطروا إلى التوجه إلى جامعة شريف، لمنع السلطات من اعتقالهم، ومع تصاعد التوترات توجه وزير التعليم العالي محمد علي زلفي غل إلى جامعة شريف، فيما ظهر في مقطع فيديو يتهم فيه الطلاب الجامعيين بهدر المال العام.

ليلة رهيبة

وثّق مقطع فيديو الوزيرَ وسط الطلاب الذين رووا قصة إطلاق النار من قوات الأمن عليهم، معبرين عن قلقهم بشأن زملائهم المحاصرين داخل الحرم الجامعي.

ونشر حساب الجمعية الإسلامية بجامعة شريف على «تويتر» تفاصيل ما حدث للطلاب الجامعيين، واصفا ما حدث بأنه «ليلة رهيبة»، وقالت: «دخل عناصر القوات الأمنية إلى سكن الطلاب في جامعة شريف وبدأت عمليات الاعتقال، إنه يوم رهيب وصعب للغاية، لهذا بقي بعض الطلاب مستيقظين حتى الصباح حتى يتمكنوا من التعامل مع أي خطر».

من جهتها، أعلنت رئاسة جامعة صنعتي شريف عن إغلاق الصفوف الدراسية، وتحويل الدراسة إلى افتراضية عبر شبكة الإنترنت، وقالت الجامعة في بيان: «تحويل الدراسة من حضورية إلى افتراضية بدءا من الإثنين وحتى إشعار آخر لدواعٍ أمنية».

اتهامات الشغب

خرج المرشد الإيراني على خامنئي، أمس، للإعلام ليصب الزيت على النار، ويصف المتظاهرين بالمشاغبين، وقال إن: الاحتجاجات عقب وفاة شابة بعدما احتجزتها شرطة الأخلاق كانت مزمعة ولم ينظمها «إيرانيون عاديون»، ولم تكن احتجاجا على وفاة مهسا أميني.

وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية، قال خامنئي في أول تعليق له على الاضطرابات التي تجتاح البلاد منذ 17 سبتمبر، إن وفاة الشابة أميني البالغة من العمر 22 عاما «حطم قلبي بشدة»، واصفا الأمر بأنه «حادثة مريرة».

وتابع قائلا: إن «بعض الناس تسببوا في انعدام الأمن في الشوارع»، مضيفا بأنه كانت هناك «أعمال شغب» مخطط لها، وأعرب عن دعمه القوي لقوات الأمن، قائلا: «إنهم واجهوا إجحافا خلال الاحتجاجات».

الإعلام وانتفاضة إيران

12 اعتقلوا أول أكتوبر

9 اعقتلوا آخر يومين في سبتمبر

21 إعلاميا في الاعتقال