خطوات تمحوها الرياح وتبتلعها الرمال، بالمقابل تحفظها الذاكرة وتدونها المسافات وتفاصيل الرحلة، في علاقة تكشف عن ارتباط الجمل بالإنسان بشكل أكبر من ارتباطه بالأرض، قصته مع المكان تتلخص في العبور وبينما مع الإنسان ترتكز على البقاء والوفاء، تجربة ملحمية تسلط الضوء عليها هيئة التراث من خلال ملتقى علمي بعنوان "موقع نحت الجمل وأهميته الثقافية من منظور عالمي"، في جامعة الجوف وبمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين المختصين في الشأن التراثي والثقافي على المستويين المحلي والدولي.
ملتقى "نحت الجمل" يتضمن تكريماً للفريق العلمي لموقع نحت الجمل ولمكتشفي الموقع وللمساهمين في المؤتمر من الباحثين والشركاء، وفي الوقت نفسه يعرّف بنتائج الدراسات العلمية التي أعدتها هيئة التراث بالشراكة مع مجموعة من الباحثين والمختصين من جامعة الملك سعود، كذلك المركز الفرنسي للأبحاث، بالإضافة لجامعة برلين الحرة، وجامعة أكسفورد، ويسندها البعثات العلمية الدولية لموقع "نحت الجمل" بمنطقة الجوف والتي عُثر خلالها على العديد من المنحوتات الصخرية التي تصور الإبل بحجمها الطبيعي، ونقوش للخيول، بحيث يعد الموقع من أقدم مواقع الفنون الصخرية بالمملكة التي اعتمدت على النحت ثنائي الأبعاد مما يدل على مدرسة فنية متقدمة في مجال الفن الصخري، مشيرة الدراسة العلمية المنشورة عن الموقع تقييم مستوى المهارة والمعرفة التقنية والجهد المجتمعي الذي وصفته بأنه لم يسبق له مثيل في الشرق الأدنى، وأن الموقع يعود لفترة العصر الحجري الحديث ما بين 5200 - 5600 سنة قبل الميلاد.
ومنذ البدايات والجمل حاضر عبر رمزيات مبتكرة، هو سفينة الصحراء مقتبساً الماء والبحر في انعكاس سرابي على اليابسة، رفيقاً للسفر والتنقل والقوافل، مجسداً في صورة صلبة وثابتة منقوشة في "نحت الجبل" مرآة الأصالة وانعكاس عن العلاقة الوثيقة بين مختلف الأجيال في الجزيرة العربية والجمل، الأمر الذي ركزت عليه هيئة التراث في جلسات المؤتمر بما تتضمنه من نقاشات وندوات علمية، قدم فيها الخبراء والمختصين في التراث الثقافي والفنون الصخرية من مختلف دول العالم خلاصة تجاربهم وتصوراتهم، مع مقاربات عن المنحوتات العالمية ونحت الجمل والأبعاد الثقافية والحضارية لهذه العناصر ودلالاتها، إلى جانب زيارات ميدانية لعدد من الموقع الأثرية والتراثية بالمنطقة بهدف الاطلاع على العمق الحضاري لمنطقة الجوف وما تحظى به من مقومات أثرية وتراثية.
موقع نحت الجمل في منطقة الجوف على مسافة 10 أكيال شرقي وسط سكاكا والمكتشف عام 2016، تميز بطابعه الفريد بنحت تصاوير الإبل والخيل بحجم طبيعي بالأسلوبين البارز والغائر وهما أول ما اكتشف في الجزيرة العربية بأكملها، ويضم الموقع عدد 10 نحوت للجمال وثلاثة للخيليات وأربعة حيوانات مجهولة، وتمثل هذه اللوحات أول دليل أثري على نمط تحركات الانسان عبر صحراء النفود، وكروابط فنية متشابهة في الحجم والمهارة والدقة في علمية النقش، ودلاله على تسلسل الحقبة الزمنية والعمر المحتمل لها، حيث إشارة الدراسات إلى أن هناك تشابه بين لوحات موقع نحت الجمل مع لوحة جبه بمنطقة حائل، ويبدو أن فن النحت الصخري يؤكد على وجود الجمال البرية وأهميتها الثقافية الهائلة لسكان ما قبل التاريخ في شمال شبه الجزيرة العربية.
الثراء المعرفي والخبرات الحاضرة في ملتقى هيئة التراث في الجوف يكفل خلق حالة من تلاقح الأفكار والاستفادة من الخبرات والممارسات العالمية في مجال اكتشاف وتوثيق التراث، ويساهم كذلك في توعية المجتمع بالمكتشفات الأثرية وفي الوقت نفسه يحفز على المزيد من البحث والتعاون، محققة الدراسات العلمية التي تعدها الهيئة بالتعاون مع البعثات العلمية اختزال للوقت وتسريع لتوثيق النقوش وبطرق أكاديمية رصينة، في حين أن الدلالات الثقافية في الفنون الصخرية وتحديداً نحت الجمل ونقوش الخيول تعطي ملامح عن الحضارة العريقة في المملكة والزاخرة بالتفاصيل الملهمة لتكون اللحظة استثمار في الماضي واستشراف للمستقبل.
ملتقى "نحت الجمل" يتضمن تكريماً للفريق العلمي لموقع نحت الجمل ولمكتشفي الموقع وللمساهمين في المؤتمر من الباحثين والشركاء، وفي الوقت نفسه يعرّف بنتائج الدراسات العلمية التي أعدتها هيئة التراث بالشراكة مع مجموعة من الباحثين والمختصين من جامعة الملك سعود، كذلك المركز الفرنسي للأبحاث، بالإضافة لجامعة برلين الحرة، وجامعة أكسفورد، ويسندها البعثات العلمية الدولية لموقع "نحت الجمل" بمنطقة الجوف والتي عُثر خلالها على العديد من المنحوتات الصخرية التي تصور الإبل بحجمها الطبيعي، ونقوش للخيول، بحيث يعد الموقع من أقدم مواقع الفنون الصخرية بالمملكة التي اعتمدت على النحت ثنائي الأبعاد مما يدل على مدرسة فنية متقدمة في مجال الفن الصخري، مشيرة الدراسة العلمية المنشورة عن الموقع تقييم مستوى المهارة والمعرفة التقنية والجهد المجتمعي الذي وصفته بأنه لم يسبق له مثيل في الشرق الأدنى، وأن الموقع يعود لفترة العصر الحجري الحديث ما بين 5200 - 5600 سنة قبل الميلاد.
ومنذ البدايات والجمل حاضر عبر رمزيات مبتكرة، هو سفينة الصحراء مقتبساً الماء والبحر في انعكاس سرابي على اليابسة، رفيقاً للسفر والتنقل والقوافل، مجسداً في صورة صلبة وثابتة منقوشة في "نحت الجبل" مرآة الأصالة وانعكاس عن العلاقة الوثيقة بين مختلف الأجيال في الجزيرة العربية والجمل، الأمر الذي ركزت عليه هيئة التراث في جلسات المؤتمر بما تتضمنه من نقاشات وندوات علمية، قدم فيها الخبراء والمختصين في التراث الثقافي والفنون الصخرية من مختلف دول العالم خلاصة تجاربهم وتصوراتهم، مع مقاربات عن المنحوتات العالمية ونحت الجمل والأبعاد الثقافية والحضارية لهذه العناصر ودلالاتها، إلى جانب زيارات ميدانية لعدد من الموقع الأثرية والتراثية بالمنطقة بهدف الاطلاع على العمق الحضاري لمنطقة الجوف وما تحظى به من مقومات أثرية وتراثية.
موقع نحت الجمل في منطقة الجوف على مسافة 10 أكيال شرقي وسط سكاكا والمكتشف عام 2016، تميز بطابعه الفريد بنحت تصاوير الإبل والخيل بحجم طبيعي بالأسلوبين البارز والغائر وهما أول ما اكتشف في الجزيرة العربية بأكملها، ويضم الموقع عدد 10 نحوت للجمال وثلاثة للخيليات وأربعة حيوانات مجهولة، وتمثل هذه اللوحات أول دليل أثري على نمط تحركات الانسان عبر صحراء النفود، وكروابط فنية متشابهة في الحجم والمهارة والدقة في علمية النقش، ودلاله على تسلسل الحقبة الزمنية والعمر المحتمل لها، حيث إشارة الدراسات إلى أن هناك تشابه بين لوحات موقع نحت الجمل مع لوحة جبه بمنطقة حائل، ويبدو أن فن النحت الصخري يؤكد على وجود الجمال البرية وأهميتها الثقافية الهائلة لسكان ما قبل التاريخ في شمال شبه الجزيرة العربية.
الثراء المعرفي والخبرات الحاضرة في ملتقى هيئة التراث في الجوف يكفل خلق حالة من تلاقح الأفكار والاستفادة من الخبرات والممارسات العالمية في مجال اكتشاف وتوثيق التراث، ويساهم كذلك في توعية المجتمع بالمكتشفات الأثرية وفي الوقت نفسه يحفز على المزيد من البحث والتعاون، محققة الدراسات العلمية التي تعدها الهيئة بالتعاون مع البعثات العلمية اختزال للوقت وتسريع لتوثيق النقوش وبطرق أكاديمية رصينة، في حين أن الدلالات الثقافية في الفنون الصخرية وتحديداً نحت الجمل ونقوش الخيول تعطي ملامح عن الحضارة العريقة في المملكة والزاخرة بالتفاصيل الملهمة لتكون اللحظة استثمار في الماضي واستشراف للمستقبل.