الطب التكميلي!!؟
الاثنين - 03 أكتوبر 2022
Mon - 03 Oct 2022
ما الذي يطرأ على بالك حين تقرأ أو تسمع شيئا عن «الطب التكميلي»؟ بلا شك قد صادفتك مصطلحات مثل الطب الشعبي أو الطب البديل أو الطب التقليدي، دعنا نعود للوراء قليلا لفهم الصورة الأشمل.
قصة الإنسان في البحث عن الصحة والشفاء بدأت منذ فجر التاريخ وتطورت وتنوعت من مكان لآخر ومن زمن إلى زمن، آمن الناس قديما بالخوارق وقدرة الطبيعة على شفاء الأمراض سواء كانت أمراض مستعصية أم أمراض عابرة، كما استخدم الإنسان النباتات وجلود الحيوانات والإبر كذلك لعلاج الأمراض، واستخدمت ممارسات غريبة وخطرة مثل ثقب الجمجمة بغرض العلاج أو طرد الأرواح الشريرة، كما اعتادت المجتمعات البشرية على وجود شخص يناط به القيام بمهمة العلاج ويكون عادة مسؤولا عن صحة المجتمع وجمع الأعشاب وصنع الأدوية وذلك باختلاف مسماه أو مكانته قديما أو حتى مدى براعته ونجاح أساليبه.
أما بالنسبة لمفهوم الطب الحديث فربما لم يتطور إلا في القرن التاسع عشر، ويمكن تبسيط مفهوم الطب الحديث بأنه الطب الذي يعتمد على الدراسة الدقيقة والمنهجية العلمية واستخدام الأدوات العلمية المتطورة، لكن هناك عدة علوم طبية أخرى تطورت وظهرت مجددا كامتداد للطب الشعبي أو الطب القديم الذي يعرف بأنه حصيلة مجمل المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات المتأصلة في ثقافات الشعوب.
ومن خلال فهم الطب الشعبي يمكن فهم الطب التكميلي الذي يعد أوسع نطاقا فيطلق على ممارسات الطب الشعبي التي تطورت وفقا لمنهجية علمية كالطب الصيني والطب الهندي (الإيروفيدا) والطب اليوناني والطب التجانسي وتقويم العمود الفقري والمعالجة الطبيعية وتقويم العظام والمفاصل (الاستيوباثي) وغيرها من العلوم التي تدرس بالجامعات حاليا وفقا لمنهجية أكاديمية متطورة وخطط دراسية تتجاوز سنوات دراسة بعضها الأربع سنوات ويتخللها تدريب عملي كاف، وتستخدم عالميا وغير محددة بنطاق جغرافي واحد رغم أنها نسبت لمواقع جغرافية.
ورغم الصورة القاتمة لدى البعض عن حقيقة الطب التكميلي وماهيته وطبيعة استخدامه إلا أنه يجد رواجا كبيرا ومتزايدا لدى مختلف المجتمعات إذ يستخدم في عشرات الدول؛ ففي المملكة العربية السعودية يصل استخدامه إلى 64% حسب آخر دراسة للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في 2019 أن 88% من دول العالم تستخدم الطب التكميلي بينما لم تذكر المنظمة أية بيانات عن بقية الدول التي تشكل 12%.
يحظى الطب التكميلي باعتراف رسمي بمعظم الدول كما توجد العديد من المؤسسات الحكومية المنظمة للطب التكميلي فمثلا يعتبر المركز الوطني للطب البديل والتكميلي هو الجهة المرجعية الوطنية في كل ما يتعلق بالطب البديل والطب التكميلي في المملكة العربية السعودية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH) كما توجد العديد من الكليات المعتمدة لدراسة الطب التكميلي حول العالم.
ويمكن أن تعزى هذه الصورة الضبابية عن ماهية الطب التكميلي إلى غياب التوعية الكافية عنه مع وجود العديد من المفاهيم المغلوطة عنه والمرتبطة بممارسات خاطئة لا تمت للطب التكميلي بأي صلة وقد أسهم تطور التكنولوجيا في انتشارها بين الناس بسرعة.
@SaadBaslom
قصة الإنسان في البحث عن الصحة والشفاء بدأت منذ فجر التاريخ وتطورت وتنوعت من مكان لآخر ومن زمن إلى زمن، آمن الناس قديما بالخوارق وقدرة الطبيعة على شفاء الأمراض سواء كانت أمراض مستعصية أم أمراض عابرة، كما استخدم الإنسان النباتات وجلود الحيوانات والإبر كذلك لعلاج الأمراض، واستخدمت ممارسات غريبة وخطرة مثل ثقب الجمجمة بغرض العلاج أو طرد الأرواح الشريرة، كما اعتادت المجتمعات البشرية على وجود شخص يناط به القيام بمهمة العلاج ويكون عادة مسؤولا عن صحة المجتمع وجمع الأعشاب وصنع الأدوية وذلك باختلاف مسماه أو مكانته قديما أو حتى مدى براعته ونجاح أساليبه.
أما بالنسبة لمفهوم الطب الحديث فربما لم يتطور إلا في القرن التاسع عشر، ويمكن تبسيط مفهوم الطب الحديث بأنه الطب الذي يعتمد على الدراسة الدقيقة والمنهجية العلمية واستخدام الأدوات العلمية المتطورة، لكن هناك عدة علوم طبية أخرى تطورت وظهرت مجددا كامتداد للطب الشعبي أو الطب القديم الذي يعرف بأنه حصيلة مجمل المعارف والمهارات والممارسات القائمة على النظريات والمعتقدات والخبرات المتأصلة في ثقافات الشعوب.
ومن خلال فهم الطب الشعبي يمكن فهم الطب التكميلي الذي يعد أوسع نطاقا فيطلق على ممارسات الطب الشعبي التي تطورت وفقا لمنهجية علمية كالطب الصيني والطب الهندي (الإيروفيدا) والطب اليوناني والطب التجانسي وتقويم العمود الفقري والمعالجة الطبيعية وتقويم العظام والمفاصل (الاستيوباثي) وغيرها من العلوم التي تدرس بالجامعات حاليا وفقا لمنهجية أكاديمية متطورة وخطط دراسية تتجاوز سنوات دراسة بعضها الأربع سنوات ويتخللها تدريب عملي كاف، وتستخدم عالميا وغير محددة بنطاق جغرافي واحد رغم أنها نسبت لمواقع جغرافية.
ورغم الصورة القاتمة لدى البعض عن حقيقة الطب التكميلي وماهيته وطبيعة استخدامه إلا أنه يجد رواجا كبيرا ومتزايدا لدى مختلف المجتمعات إذ يستخدم في عشرات الدول؛ ففي المملكة العربية السعودية يصل استخدامه إلى 64% حسب آخر دراسة للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في 2019 أن 88% من دول العالم تستخدم الطب التكميلي بينما لم تذكر المنظمة أية بيانات عن بقية الدول التي تشكل 12%.
يحظى الطب التكميلي باعتراف رسمي بمعظم الدول كما توجد العديد من المؤسسات الحكومية المنظمة للطب التكميلي فمثلا يعتبر المركز الوطني للطب البديل والتكميلي هو الجهة المرجعية الوطنية في كل ما يتعلق بالطب البديل والطب التكميلي في المملكة العربية السعودية، وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH) كما توجد العديد من الكليات المعتمدة لدراسة الطب التكميلي حول العالم.
ويمكن أن تعزى هذه الصورة الضبابية عن ماهية الطب التكميلي إلى غياب التوعية الكافية عنه مع وجود العديد من المفاهيم المغلوطة عنه والمرتبطة بممارسات خاطئة لا تمت للطب التكميلي بأي صلة وقد أسهم تطور التكنولوجيا في انتشارها بين الناس بسرعة.
@SaadBaslom