مشاهير إيران داخل المعتقلات

السبت - 01 أكتوبر 2022

Sat - 01 Oct 2022

لم يكتف النظام الإيراني بقتل ما يقارب من 300 امرأة وطفل وشاب خرجوا في الأيام الماضية للمطالبة بالحرية، لكنه قرر التخلص من قوته الناعمة المتمثلة في نجوم كرة القدم والفنانين والصحفيين وعدد من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

شنت الديكتاتورية الفاشية حملة اعتقالات واسعة طالت المشاهير، مثلما جرى الإعلان عن إيداع 9 أجانب بينهم ألماني وفرنسي وهولندي وإيطالي وبولندي وسويدي، بينما استمر التحريض على قتل وإعدام واعتقال من تعاطفوا مع مهسا أميني الفتاة الكردية العشرينية التي كسرت شرطة الإرشاد جمجمتها وقتلتها بصورة بشعة بعد ساعات من احتجازها.

ومع تصاعد موجة العنف، ارتفعت أصوات الثورة الإيرانية في 163 مدينة إيرانية، وبداخل 62 مدينة جامعية، واستمرت حملات التعاطف والتظاهر مع الإيرانيين في كل دول العالم، متحدية القمع والعنف والإرهاب.

اعتقال المشاهير

فضحت تقارير إعلامية اعتقال لاعب كرة قدم شهير ومتظاهرين وفنانين، وأفادت صحيفة «خبر ورزشي» الإيرانية أنه تم اعتقال اللاعب حسين ماهيني (36 عاما) وهو مدافع سابق بسبب دعمه للاحتجاجات الراهنة.

وأعرب العديد من لاعبي الفريق الوطني الإيراني لكرة القدم، ومن بينهم سردار أزمون الذي يلعب في نادي باير ليفركوزن الألماني، عن تضامنهم مع الاحتجاجات المستمرة في إيران.

وكثف النظام ضغوطه على الصحفيين والمشاهير وقيد حركتهم وراقب ظهورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما أعرب سينمائيون ورياضيون وموسيقيون وممثلون عن دعمهم للاحتجاجات وصولا إلى لاعبي منتخب إيران لكرة القدم الذين ارتدوا لباسا رياضيا أسود خلال النشيد الوطني قبل مباراتهم مع السنغال في فيينا.

تحريض وعنف

وقال رجل الدين الإيراني محمد جواد حاج علي أكبري في صلاة الجمعة بطهران «إن الشعب يطالب بعقوبة الإعدام بحق مثيري الشغب».

ونقلت وكالة «إيسنا» عن محافظ طهران محسن منصوري قوله «سنتخذ إجراءات ضد المشاهير الذين ساهموا في تأجيج أعمال الشغب».

ودعت صحيفة «كيهان» المتشددة، إلى محاسبة الإصلاحيين وبعض المشاهير في إيران واتهمتهم بالعمالة لأمريكا، وكتبت في عددها أمس «حان الوقت لكي يعرض المتطرفون أدعياء الإصلاح وبعض المشاهير أمام القضاء باعتبارهم أدوات أمريكا والمحركين للفوضى لكي ينالوا العقاب الذي يستحقونه».

ويلقي المنتقدون باللائمة في وفاة أميني على وحشية الشرطة. وهو ما تنفيه الشرطة وقالت وزارة الداخلية «إنها غير مسؤولة عن الوفاة»، مشيرة إلى أنها توفت جراء سكتة قلبية في قسم الشرطة.

تأديب كريمي

ولم ينج علي كريمي أشهر نجوم كرة القدم في إيران من الاضطهاد والعنف، وتواترت الأنباء عن الحجز على ممتلكاته في حملة تأديب للنجم الكبير الذي يعيش خارج وطنه، بعدما تعاطف مع المتظاهرين تضامنا مع الشابة العشرينية الكردية.

وأثار كريمي الذي يعد بين الرياضيين الأكثر شعبية في بلاده، سخط السلطات الإيرانية بسبب تغريداته التي دعا فيها إلى توسيع الاحتجاجات، ودعا المحتجين إلى الوحدة، وهو ما دفع النائب السابق، المتشدد حميد رسايي إلى حجز أموال كريمي.

وجرى تداول تسجيل فيديو على «تويتر»، يظهر رفع لافتة أمام منزل كريمي في منطقة لواسان في شمال طهران، وتتحدث اللافتة عن حجز منزله بأوامر قضائية.

وقالت وکالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، إن كريمي «باع أكثر ممتلكاته وأمواله قبل مغادرة البلاد». ونقلت الوكالة عن القضاء الإيراني، أنه لم يصدر مرسوما بحجز فيلا مملوكة لكريمي. واتهمت الوكالة اللاعب الدولي السابق بـ«تحريك عوامله من أجل رسم صورة البطل له».

ملاحقة جنائية

وتداولت مواقع تابعة لـ«الحرس الثوري» صورة من نشرة حمراء قالت، إن إيران تعمل على تعميمها عبر الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) لاعتقال كريمي، الذي ترددت أنباء عن إقامته في الإمارات. لكن وكالة «مهر» الحكومية نقلت عن مسؤولين في القضاء الإيراني، أن الجهاز لم يتقدم بطلب إلى الشرطة الإيرانية لإصدار نشرة حمراء ضد كريمي.

وردا على الفيديو بشأن مصادرة ممتلكات، نشر كريمي الذي يعد من أفضل نجوم إيران وآسيا تغريدة على «تويتر» تضمنت استفتاء. وأشار إلى حملة تواقيع أطلقتها ضده وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، وقال «في ما يتعلق بالحملة ضدي من وكالة (فارس) وتوقيع 97 ألف شخص ضدي، أسألكم هنا... هل كان قيامي بدعم الناس في بلادي خاطئا؟». وشارك في الاستفتاء أكثر من 704 آلاف حساب على «تويتر»، وتظهر النتائج، أن 8 في المائة قالوا «نعم، كان خاطئا»، وصوت 92 في المائة على خيار «لا كان صائبا».

ثورة النجوم

واستمر تعاطف النجوم مع الانتفاضة وزملائهم الملاحقين، ورفض لاعب المنتخب الإيراني السابق، كريم باقري التهديدات بملاحقة كريمي، وقال «علي كريمي ليس خائنا للوطن، إنما هو وطني شريف». ووجه خطابه إلى «الرجل ماسح الجوخ الذي أراد تحويل البيت الأبيض إلى حسينية». وأضاف «بهذه الأدبيات السخيفة تسيء لكل فئات المجتمع، كل يوم تزداد وقاحة، كلنا نزلنا للشارع ليذهب أمثالك».

وأدان قائد المنتخب الإيراني علي دائي وفاة مهسا أميني في ثاني غداة إعلان وفاتها. وقال «ماذا فعلتم بهذه البلاد؟ ابنتي تتساءل ماذا حدث؟ ليس لدي جواب. بأي ذنب؟».

وقال نجم الكرة الإيرانية مهدي مهدوي كيا، الذي يشرف على المنتخب الأولمبي الإيراني على «انستقرام»، مخاطبا المسؤولين «لا يمكن أن يعيش أبناؤكم برفاه وهدوء في الطرف الآخر من العالم، بينما تريدون من الشعب الإيراني أن يأكل الخبز الجاف ويرتدي الملابس المتهرئة»، وتفاعل لاعب المنتخب الإيراني الحالي سردار آزمون واعترف أنه ممنوع من الكلام لوجوده في المنتخب.

وحض الممثل كامبيز ديرباز لاعبي المنتخب الوطني الإيراني على الانضمام إلى احتجاج سردار آزمون، وكتب على «انستقرام»: «يتم إقصاؤكم؟ سيوفد بدلا منكم منتخب القوات المسلحة. عندها سنرى كم هدفا سيتلقون من أمريكا وإنجلترا ويعودون».

ملاحقة الأجانب

وفي تخبط مثير للانتباه، بدأت إيران توجه الاتهامات إلى عدد من دول أوروبا وإلى العديد من أبناء شعبها بالتحريض على مزيد من الاحتجاجات، وقالت المخابرات الإيرانية في بيان إنها اعتقلت تسعة أجانب على صلة بالاحتجاجات المستمرة في البلاد.

وأوضحت أن من بين المعتقلين شخصا ألمانيا، فيما ينتمي الأجانب الآخرون إلى كل من فرنسا وهولندا وإيطاليا وبولندا والسويد، مشيرة إلى أنهم إما شاركوا بشكل مباشر في الاحتجاجات الانتقادية للنظام أو تصرفوا في الخفاء.

ووفقا للمخابرات فإن العديد من السفارات بما في ذلك سفارات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا العظمى، تخضع للمراقبة.

واعتقلت المخابرات أيضا - إضافة إلى الأجانب التسعة - عددا من أعضاء جماعات المعارضة الإيرانية والجماعات الانفصالية الكردية،

كما تم اعتقال أو استدعاء بعض الإيرانيين الذين يعملون في وسائل إعلام أجنبية للاستجواب، ولم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل حول المعتقلين الأجانب.

وثائق فاضحة

وأعلنت منظمة العفو الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن 52 شخصا لقوا حتفهم في اشتباكات مع قوات الأمن خلال مظاهرات مناهضة للحكومة في إيران مؤخرا.

وقالت في بيان لها أمس الأول، «إن مئات آخرين أصيبوا. وكانت وسائل إعلام إيرانية تحدثت في وقت سابق عن أكثر من 40 وفاة ولكن يعتقد على نطاق واسع أن العدد الفعلي للوفيات أعلى بكثير، كما قالت الحكومة إن عناصر من قوات الأمن قتلوا». وقالت المنظمة «العفو الدولية لديها أسماء 52 امرأة ورجلا وطفلا قتلوا على يد قوات الأمن الحكومية».

ولدى العفو الدولية أيضا وثيقة مسربة تظهر أنه في 21 سبتمبر، أبلغ المقر العام للقوات المسلحة القادة في كل المحافظات باتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، ووصفهم الأمر بـ»مثيري مشاكل ومعارضين للثورة». ويثبت الأمر أن تصعيد العنف واستخدام الذخيرة الحية ممنهج واستراتيجية متعمدة للقيادة الإيرانية، بحسب العفو الدولية.

تطورات انتفاضة الإيرانيين:

• الشرطة الإيرانية تطلق النار على المصلين في مساجد أهل السنة في زاهدان.

• عشرات القتلى والجرحى بين المصلين في مركز محافظة سيستان وبلوشستان.

• الانتفاضة تنتشر في 163 مدينة إيرانية وداخل 62 جامعة في عموم إيران.

• قوات الباسيج تطلق النار على المحتجين خلافا لتصريحات إبراهيم رئيس.

• شن شباب الانتفاضة هجوما على منظمة السجون في سعادت آباد بطهران.

• «الموت للديكتاتور» تحول إلى الهتاف الرئيس في جميع المدن الإيرانية.

• نشرت السلطان الإيرانية قوات الحرس الثوري في كل مكان لردع المتظاهرين.

• زعيمة المعارضة مريم رجوي: لا تزال نيران غضب الشباب والنساء مشتعلة رغم القمع.