مستقبل الذكاء الصناعي في الصحة
السبت - 01 أكتوبر 2022
Sat - 01 Oct 2022
تخيل نفسك في عصر مختلف واحتجت الذهاب للمستشفى، بمجرد دخولك يتم التعرف عليك من خلال كاميرات المستشفى وعمل تحليل أولي لطريقتك في المشي وملامح وجهك ومراجعة تاريخك المرضي بالكامل، ويتم توجيهك بشكل مباشر للمكان الذي تحتاج الوصول إليه عبر رسالة تظهر لك في العدسة الالكترونية التي تلبسها في عينك -والتي في هذا العصر استبدلت أجهزة الهاتف- سواء كنت هناك لعمل إجراء معين لا يمكن عمله عن طريق الرعاية الصحية عن بعد والتي أصبحت بديلا للرعاية الأولية بشكل كامل، أو لحالة طارئة تحتاج لتدخل طبي سريع.
سيتم التعامل مع كل تلك المعطيات لدعم القرارات التي يجب اتخاذها وتنفيذها بشكل مباشر؛ فلو احتجت إلى كرسي متحرك ستجد الكرسي الذكي قد توجه إليك من نفسه لتجلس عليه وإن احتجت سريرا متحركا ستجده أمامك أيضا في الوقت الذي يتم تجهيز الغرفة التي ستدخل لها، وتعقيمها بشكل آلي وتنبيه الطاقم الطبي المسؤول عن حالتك.
بمجرد دخولك للغرفة ستقوم الممرضة المعززة بالذكاء الصناعي «مولي» بالتحاور معك للتأكد من حالتك وسؤالك عن بعض الأمور الأخرى التي تحتاج توضيحها بالإضافة إلى إجابة كل الأسئلة التي تدور ببالك.
خلال هذا الوقت كل الأدوية التي ستحتاجها خلال مدة بقائك في المستشفى بدأت الروبوتات الصيدلانية بتحضيرها لك حسب الجرعات المناسبة ليتم إرسالها في وقتها عبر الأنابيب الهوائية المنتشرة خلال جدران المستشفى.
وفي وقت انتظارك سيقوم الذكاء الصناعي «سيف» بتوجيهك لما يحتاجه لعمل الأشعة التي تحتاجها وأنت على سريرك وباستخدام ذكائه الصناعي سيقوم بتحليل الصور واستنتاج ما يمكن استنتاجه منها وإدراجها في ملفك الطبي.
بعد جمع كل هذه البيانات يتم تلخيص حالتك المرضية بالكامل مع التاريخ العلاجي لك وسبب قدومك للمستشفى مع المقترحات لما يجب تقديمه لك خلال زيارتك في تقرير يستعرضه الطبيب المعالج لك حتى يتسنى له مراجعة هذه المعطيات والمقترحات ويقرر ماهو أنسب لحالتك بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وإن كان هناك حاجة لأي تدخل جراحي فهنا يأتي دور الروبوت «دا فينشي» الجراح المبدع الذي يقوم بالجراحة بسرعة ودقة متناهية وبنسبة نجاح قد تصل للمثالية. وبعد الانتهاء من التدخل الجراحي تظل المدة اللازمة تحت مراقبة الذكاء الصناعي «ريدز» المتخصص في مراقبة المرضى ومتابعة مثل هذه الحالات واقتراح أي تدخلات علاجية قد تحتاجها خلال فترة التنويم.
الآن تخيل نفسك في عصر آخر وأنت تمتلك روبوت آلي وكأنه حيوان أليف يقوم بدور مستشفى متنقل بالكامل حيث لديه القدرة على عمل مولي وسيف ودافينشي وريدز بالإضافة لدور الطبيب بتشخيص حالتك ومتابعة أدويتك وعمل تحاليل الدم التي تحتاجها مباشرة والقرارات الطبية بشكل مباشر وتنفيذها لك في أي وقت وفي أي مكان دون الحاجة للذهاب لأي مستشفيات.
قد يكون هذا هو مستقبل الرعاية الصحية يوما ما، ولكن هل ستستبدل حلول الأتمتة والذكاء الصناعي دور الممارس الصحي بشكل كامل أم لا؟ وكم من الوقت سنحتاج للوصول لذاك؟ هذا هو السؤال الذي يدور ببال الجميع والذي سأحاول الإجابة عنه في هذا المقال.
من وجهة نظر شخصية، استخدام مثل هذه الحلول في المستشفيات لن يقوم بتقليل عدد الموظفين - على الأقل في المستقبل القريب - ولكن سيجعل التوظيف يتطلب مهارات إضافية، أحد أهم هذه المهارات هو مدى الخبرة التقنية ومعرفة التعامل مع الأجهزة الحديثة والروبوتات والذكاء الصناعي، بالإضافة إلى العديد من المهارات التي يحتاجها الممارس الصحي في أدواره الجديدة التي سيقوم بها عندما تبدأ حلول الأتمتة بالمهام البسيطة المتكررة والتي لا تحتاج بشكل كبير للتدخل البشري.
ويقوم الذكاء الصناعي بتقديم التوصيات التشخيصية والعلاجية بشكل مباشر والتي نجد بعضها بدأ تطبيقه حاليا في العديد من المستشفيات، فتجد «مولي» هو فعليا ذكاء صناعي موجود في وقتنا الحالي من شركة «Sensely» وبدأ استخدامه في بعض مستشفيات كاليفورنيا وبريطانيا.
أما «سيف» فليس إلا «IBM’s Medical Sieve» والذي تم تطويره بالفعل في وقتنا الحالي. أما «دافينشي» فالروبوت قد بدأ استخدامه بالفعل لمساعدة الجراحين حيث تم اعتماده منذ عام 2001 ولازال استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية في تطور حتى وقتنا الحالي.
كما نجد بعض الشركات الناشئة والتي بدأت بتطوير بعض الحلول المعتمدة على الذكاء الصناعي مثل شركة «Tapa Healthcare» والتي طورت بالفعل نظام «ريدز» والذي من الممكن أن نراه قريبا في المستشفيات.
أما بالنسبة للوقت الذي نحتاجه فهو الأمر الذي من الصعب توقعه بشكل واضح؛ فالمتغيرات التي ستؤثر عليه كثيرة والتسارع الذي نشهده خلال السنوات الأخيرة في تطورها جعل الأمر أقرب بكثير مما كنا نتخيله قبل خمس أو عشر سنوات من الآن، ففي وقتنا الحالي نشهد تطور كبير في تقنيات الذكاء الصناعي وتقنيات الكلام ومع تطور أجهزة الاستشعار والاتصال مما جعلنا نرى العديد من الروبوتات في حياتنا اليومية فنرى بعض المطاعم لديها روبوتات لتوصيل الوجبات للزبائن ونرى سيارات تقود نفسها بنفسها وكأنها روبوت هائل نركب بداخله.
وعندما تعرف أن مولي وسيف ودافينشي وريدز وغيرهم كثير قد أصبحوا واقعا في وقتنا الحالي مما يجعل عصر الروبوتات في المجال الصحي أمرا حتميا، وعلينا جميعا الاستعداد لذلك العصر ابتداء من الممارسين الصحيين، والجهات التشريعية والرقابية، والمنشآت التعليمية حتى الوصول للمرضى أنفسهم، فعصر الروبوتات في المجال الصحي أقرب بكثير مما نتخيل.
سيتم التعامل مع كل تلك المعطيات لدعم القرارات التي يجب اتخاذها وتنفيذها بشكل مباشر؛ فلو احتجت إلى كرسي متحرك ستجد الكرسي الذكي قد توجه إليك من نفسه لتجلس عليه وإن احتجت سريرا متحركا ستجده أمامك أيضا في الوقت الذي يتم تجهيز الغرفة التي ستدخل لها، وتعقيمها بشكل آلي وتنبيه الطاقم الطبي المسؤول عن حالتك.
بمجرد دخولك للغرفة ستقوم الممرضة المعززة بالذكاء الصناعي «مولي» بالتحاور معك للتأكد من حالتك وسؤالك عن بعض الأمور الأخرى التي تحتاج توضيحها بالإضافة إلى إجابة كل الأسئلة التي تدور ببالك.
خلال هذا الوقت كل الأدوية التي ستحتاجها خلال مدة بقائك في المستشفى بدأت الروبوتات الصيدلانية بتحضيرها لك حسب الجرعات المناسبة ليتم إرسالها في وقتها عبر الأنابيب الهوائية المنتشرة خلال جدران المستشفى.
وفي وقت انتظارك سيقوم الذكاء الصناعي «سيف» بتوجيهك لما يحتاجه لعمل الأشعة التي تحتاجها وأنت على سريرك وباستخدام ذكائه الصناعي سيقوم بتحليل الصور واستنتاج ما يمكن استنتاجه منها وإدراجها في ملفك الطبي.
بعد جمع كل هذه البيانات يتم تلخيص حالتك المرضية بالكامل مع التاريخ العلاجي لك وسبب قدومك للمستشفى مع المقترحات لما يجب تقديمه لك خلال زيارتك في تقرير يستعرضه الطبيب المعالج لك حتى يتسنى له مراجعة هذه المعطيات والمقترحات ويقرر ماهو أنسب لحالتك بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
وإن كان هناك حاجة لأي تدخل جراحي فهنا يأتي دور الروبوت «دا فينشي» الجراح المبدع الذي يقوم بالجراحة بسرعة ودقة متناهية وبنسبة نجاح قد تصل للمثالية. وبعد الانتهاء من التدخل الجراحي تظل المدة اللازمة تحت مراقبة الذكاء الصناعي «ريدز» المتخصص في مراقبة المرضى ومتابعة مثل هذه الحالات واقتراح أي تدخلات علاجية قد تحتاجها خلال فترة التنويم.
الآن تخيل نفسك في عصر آخر وأنت تمتلك روبوت آلي وكأنه حيوان أليف يقوم بدور مستشفى متنقل بالكامل حيث لديه القدرة على عمل مولي وسيف ودافينشي وريدز بالإضافة لدور الطبيب بتشخيص حالتك ومتابعة أدويتك وعمل تحاليل الدم التي تحتاجها مباشرة والقرارات الطبية بشكل مباشر وتنفيذها لك في أي وقت وفي أي مكان دون الحاجة للذهاب لأي مستشفيات.
قد يكون هذا هو مستقبل الرعاية الصحية يوما ما، ولكن هل ستستبدل حلول الأتمتة والذكاء الصناعي دور الممارس الصحي بشكل كامل أم لا؟ وكم من الوقت سنحتاج للوصول لذاك؟ هذا هو السؤال الذي يدور ببال الجميع والذي سأحاول الإجابة عنه في هذا المقال.
من وجهة نظر شخصية، استخدام مثل هذه الحلول في المستشفيات لن يقوم بتقليل عدد الموظفين - على الأقل في المستقبل القريب - ولكن سيجعل التوظيف يتطلب مهارات إضافية، أحد أهم هذه المهارات هو مدى الخبرة التقنية ومعرفة التعامل مع الأجهزة الحديثة والروبوتات والذكاء الصناعي، بالإضافة إلى العديد من المهارات التي يحتاجها الممارس الصحي في أدواره الجديدة التي سيقوم بها عندما تبدأ حلول الأتمتة بالمهام البسيطة المتكررة والتي لا تحتاج بشكل كبير للتدخل البشري.
ويقوم الذكاء الصناعي بتقديم التوصيات التشخيصية والعلاجية بشكل مباشر والتي نجد بعضها بدأ تطبيقه حاليا في العديد من المستشفيات، فتجد «مولي» هو فعليا ذكاء صناعي موجود في وقتنا الحالي من شركة «Sensely» وبدأ استخدامه في بعض مستشفيات كاليفورنيا وبريطانيا.
أما «سيف» فليس إلا «IBM’s Medical Sieve» والذي تم تطويره بالفعل في وقتنا الحالي. أما «دافينشي» فالروبوت قد بدأ استخدامه بالفعل لمساعدة الجراحين حيث تم اعتماده منذ عام 2001 ولازال استخدام الروبوتات في العمليات الجراحية في تطور حتى وقتنا الحالي.
كما نجد بعض الشركات الناشئة والتي بدأت بتطوير بعض الحلول المعتمدة على الذكاء الصناعي مثل شركة «Tapa Healthcare» والتي طورت بالفعل نظام «ريدز» والذي من الممكن أن نراه قريبا في المستشفيات.
أما بالنسبة للوقت الذي نحتاجه فهو الأمر الذي من الصعب توقعه بشكل واضح؛ فالمتغيرات التي ستؤثر عليه كثيرة والتسارع الذي نشهده خلال السنوات الأخيرة في تطورها جعل الأمر أقرب بكثير مما كنا نتخيله قبل خمس أو عشر سنوات من الآن، ففي وقتنا الحالي نشهد تطور كبير في تقنيات الذكاء الصناعي وتقنيات الكلام ومع تطور أجهزة الاستشعار والاتصال مما جعلنا نرى العديد من الروبوتات في حياتنا اليومية فنرى بعض المطاعم لديها روبوتات لتوصيل الوجبات للزبائن ونرى سيارات تقود نفسها بنفسها وكأنها روبوت هائل نركب بداخله.
وعندما تعرف أن مولي وسيف ودافينشي وريدز وغيرهم كثير قد أصبحوا واقعا في وقتنا الحالي مما يجعل عصر الروبوتات في المجال الصحي أمرا حتميا، وعلينا جميعا الاستعداد لذلك العصر ابتداء من الممارسين الصحيين، والجهات التشريعية والرقابية، والمنشآت التعليمية حتى الوصول للمرضى أنفسهم، فعصر الروبوتات في المجال الصحي أقرب بكثير مما نتخيل.