تنافس العملات ومنظمة شنغهاي
السبت - 01 أكتوبر 2022
Sat - 01 Oct 2022
تحدثنا في مقالات سابقة عن طبيعة الصراعات الدولية في العصر الحالي وكيف أنها تختلف عما كانت عليه في الماضين، والتي كانت صراعات ذات صبغة عسكرية واقتصادية بحتة، وهما عاملان مؤثران حتى اليوم في طبيعة التنافس الدولي، بيد أن العصر الحالي قد اتسم بأدوات جديدة وأنماط حديثة لهذه المواجهات كالحرب السيبرانية والبيولوجية والفضائية ولعل آخرها صراع الطاقة والشتاء في أوروبا، وحديثنا اليوم عن عامل آخر وهو حرب العملات.
عندما بدأت الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا كان الهدف الرئيس هو القضاء على الروبل الروسي، بيد أن الروس سارعوا على الفور للحد من هيمنة الدولار الأمريكي مقابل زيادة التعامل الدولي بالروبل الروسي ضمن تعاملاتهم التجارية والتي يأتي الغاز في مقدمتها، كما سارعت موسكو إلى تخفيض احتياطياتها النقدية من الدولار لصالح اليوان الصيني، كما منعت استخدام الدولار في تثمين صادراتها الخارجية، وأجبرت الدول الأوروبية على شراء الروبل الروسي مقابل الغاز، وتأتي هذه الإجراءات الروسية في سياق الحفاظ على قوة عملتها من الانهيار أمام العقوبات الاقتصادية.
كما أن نظام التحويلات البنكية سويفت قد ظل هاجسا مقلقا للكرملين حتى تم إطلاق نظام SPFS كنظام مالي بديل عن النظام الغربي، كما سعت موسكو أيضا إلى إنشاء نظام مدفوعات الكتروني حديث أطلقت عليها نظام مير ليحل محل الأنظمة الغربية في التعاملات المحلية والتبادلات التجارية في الداخل الروسي.
منذ مدة، عقدت منظمة شنغهاي مؤتمرها الحديث في سمرقند، وتأتي أهمية هذه المنظمة كونها تضم دولا تشكل في أعداد سكانها نصف عدد البشر حول العالم، ويأتي في مقدمتها الصين وروسيا والهند، هذا الثقل الاقتصادي يأتي في سياق مواجهة التكتل الاقتصادي الغربي، أو لمواجهة الهيمنة الدولارية على العالم للحد من فاعلية ورقة العقوبات الاقتصادية التي تنتهجها الولايات المتحدة عبر سياساتها الخارجية وإدارتها للملف الدولي، ولهذا دعت المنظمة إلى تعزيز نظام تجاري مفتوح ومتعدد الأطراف.
يتسم الاقتصاد العالمي الحالي بسمة التكامل الاقتصادي الدولي، وهي خاصية تأتي ضمن سياق العولمة الكونية، فعندما تقرر الولايات المتحدة عبر سياستها الخارجية فرض عقوبات اقتصادية على دول أخرى كالصين أو روسيا، فإنها بذلك قد تلحق الضرر بالدول الحليفة أيضا كدول أوروبا أو حتى الولايات المتحدة نفسها، وتأتي قوة الدولار كونه عملة صعبة في الاحتياطيات الدولية ولا يمكن للعالم بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها في ظل النظام الاقتصادي الحالي والذي تم تدشينه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، بينما في المقابل تأتي تحركات بكين وموسكو ضمن منظومة شنغهاي من أجل رسم عالم ومستقبل جديد يسمح لليوان الصيني وللروبل الروسي أن يأخذا مساحات واسعة في مستقبل الاقتصاد الدولي.
albakry1814@
عندما بدأت الولايات المتحدة وأوروبا بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا كان الهدف الرئيس هو القضاء على الروبل الروسي، بيد أن الروس سارعوا على الفور للحد من هيمنة الدولار الأمريكي مقابل زيادة التعامل الدولي بالروبل الروسي ضمن تعاملاتهم التجارية والتي يأتي الغاز في مقدمتها، كما سارعت موسكو إلى تخفيض احتياطياتها النقدية من الدولار لصالح اليوان الصيني، كما منعت استخدام الدولار في تثمين صادراتها الخارجية، وأجبرت الدول الأوروبية على شراء الروبل الروسي مقابل الغاز، وتأتي هذه الإجراءات الروسية في سياق الحفاظ على قوة عملتها من الانهيار أمام العقوبات الاقتصادية.
كما أن نظام التحويلات البنكية سويفت قد ظل هاجسا مقلقا للكرملين حتى تم إطلاق نظام SPFS كنظام مالي بديل عن النظام الغربي، كما سعت موسكو أيضا إلى إنشاء نظام مدفوعات الكتروني حديث أطلقت عليها نظام مير ليحل محل الأنظمة الغربية في التعاملات المحلية والتبادلات التجارية في الداخل الروسي.
منذ مدة، عقدت منظمة شنغهاي مؤتمرها الحديث في سمرقند، وتأتي أهمية هذه المنظمة كونها تضم دولا تشكل في أعداد سكانها نصف عدد البشر حول العالم، ويأتي في مقدمتها الصين وروسيا والهند، هذا الثقل الاقتصادي يأتي في سياق مواجهة التكتل الاقتصادي الغربي، أو لمواجهة الهيمنة الدولارية على العالم للحد من فاعلية ورقة العقوبات الاقتصادية التي تنتهجها الولايات المتحدة عبر سياساتها الخارجية وإدارتها للملف الدولي، ولهذا دعت المنظمة إلى تعزيز نظام تجاري مفتوح ومتعدد الأطراف.
يتسم الاقتصاد العالمي الحالي بسمة التكامل الاقتصادي الدولي، وهي خاصية تأتي ضمن سياق العولمة الكونية، فعندما تقرر الولايات المتحدة عبر سياستها الخارجية فرض عقوبات اقتصادية على دول أخرى كالصين أو روسيا، فإنها بذلك قد تلحق الضرر بالدول الحليفة أيضا كدول أوروبا أو حتى الولايات المتحدة نفسها، وتأتي قوة الدولار كونه عملة صعبة في الاحتياطيات الدولية ولا يمكن للعالم بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها في ظل النظام الاقتصادي الحالي والذي تم تدشينه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، بينما في المقابل تأتي تحركات بكين وموسكو ضمن منظومة شنغهاي من أجل رسم عالم ومستقبل جديد يسمح لليوان الصيني وللروبل الروسي أن يأخذا مساحات واسعة في مستقبل الاقتصاد الدولي.
albakry1814@