مرفت عبدالجبار

أزمة أنصاف الحلول!

السبت - 01 أكتوبر 2022

Sat - 01 Oct 2022

المشكلات بمختلف أنواعها هي جزء لا يتجزأ من الحياة الطبيعية لأي إنسان، بل أحيانا لو لم تكن هناك مشكلة لم يكن هناك حل.. والناس في مواجهة المشكلات وخلق الحلول على أصناف متعددة، ما بين الاستسلام والمواجهة، والرفض، أو حتى خلق مشكلات جديدة!

ونوع آخر تجده في تعامله مع المشكلات: يجنح للوقوف في منطقة رمادية وتركها مفتوحة بلا حلول، وهذه الطريقة قد تنجح مع أناس (ربما)، ولكنها تفشل كل الفشل مع آخرين. لأنه اختار (نصف) الحل على الحل نفسه، ولا يمكن أن يستوي الأمران، بل ربما يكون بذلك قد خلق لنفسه مشكلة جديدة تحتاج إلى حل آخر!

إن التقدم في الحياة وتخطي المشكلات -وبخاصة تلك المستعصية- يحتاج إلى ابتكار الحلول المناسبة لها، وهذا يتطلب قدرا من الشجاعة في اختيار الحل الصائب وإن تصادم مع الآمال والرغبات والاتجاهات.

كما أن البعض ينحاز لأنصاف الحلول خوفا من النتائج المترتبة على اختيار الحل المتاح أو الرأي الفصل، وفي حيرة كهذه تكون الاستخارة والاستشارة خير معين لك بعد الله، كما أن الوقت كفيل بظهور طرق أخرى لم تكن لتراها إذا اكتفيت (بأنصاف الحلول) وتبعاتها من تردد وحيرة وطريق طويل شائك.

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة

فإن فساد الرأي أن تترددا

هناك من يرى أن أنصاف الحلول تمثل نوعا من المرونة في التعاطي مع المشكلات، وبرأيي أن هذا خلط واضح بين المرونة ونصف الحل، فالمرونة مطلوبة في التعامل مع المشكلات القهرية، أو التي ليس لك اختيار في وجودها، أو التي فرضت عليك بأي شكل من المشكلات، فبالتالي أنت مضطر للتعاطي معها بطرق مختلفة كالمرونة والتقبل، أما تلكم المشكلات التي تكون لك كلمة الفصل فيها والتي إن تركتها مفتوحة وجدتها تأخذ الكثير من جهدك ووقتك وتفكيرك.. فهي المشقة طويلة الأجل التي أسرت نفسك فيها.

أن تبدأ من الصفر بحل تصنعه من العدم خير من بقائك هائما في حلقة مفتوحة بلا نهاية اسمها (أنصاف الحلول).

Mjabbar 11@