تراثنا العريق والحضارة المنسية
السبت - 01 أكتوبر 2022
Sat - 01 Oct 2022
هل تتمثل الحضارة في التراث المادي والأثري الملموس الموجود فقط؟ أم إنها تتمثل كذلك في الإبداع المكتوب شعرا ونثرا؟
على اليقين تشكل الكتابة فضاء حضاريا كبيرا، وانتقال الإنسان من العصر الشفاهي لعصر النقوش ثم لعصر الكتابة والقراءة يشكل نقلة حضارية بالفعل، حيث استطاع الإنسان أن يعبر عن نفسه، وعن جماعته وقبيلته وعن وطنه بعد ذلك بشكل عام، خاصة مع دخوله لعصر الكتب والمؤلفات.
وتضم المملكة العربية السعودية تراثا عريقا متنوعا يرجع بنا إلى أكثر من 16 ألف سنة، شهدت خلاله تحولات ومراحل حضارية متعددة، ومن أبرز ما تضمه أماكن الشعراء العرب، وأماكن إبداعهم للمعلقات العشر، وإبداعهم للشعر العربي الذي أسهم فيه أكثر من 550 شاعرا عربيا من مختلف أرجاء الجزيرة العربية.
هذا التراث الإبداعي الجمالي المجيد ألا يستحق منا كل عناية ورعاية ودعم؟
إن الأمم الأخرى قد تزهو بعدد محدود من الشعراء، وقد يكون إنتاجهم الشعري بسيطا، فتقيم لهم المتاحف والاحتفالات، والمناسبات، والمسابقات والمهرجانات، ونحن لدينا –ولله الحمد– على أرض المملكة إبداع مترامي الأطراف، في كل مكان على هذه الأرض الطيبة، فمهما التفت تجد قصيدة، ومهما تنقلت تجد ذكرى أو حدثا ذكره الشعر العربي الذي يمثل ديوان العرب، أو بالأحرى لسان العرب الذي يعني كل العرب وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
إن الشعر العربي يشكل التراث الإبداعي للحضارة العربية والإسلامية، وهو فن العربية الأول، والهوية الجمالية للخيال العربي الذي أشرق قبل ظهور الإسلام بما يقرب من 200 عام، عندما قال امرؤ القيس: «نبكي الديار كما بكى ابن خذام» مشيرا إلى أنه مسبوق من قبل بالشاعر ابن خذام في البكاء على الديار.
واستمر بعد ظهور الإسلام بتألقه وتسجيله للمواقف والأحداث باعتباره مستودعا لقيم وتاريخ وعادات المنطقة، وفروسية أهلها، ونبلهم.
وقد عاش أغلب الشعراء العرب القدامى في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والعصر الأموي في الجزيرة العربية، ولهم أماكنهم المعروفة في كتب البلاغة والأدب، ومن حسن الطالع أن هذه الأماكن موجودة اليوم ضمن حدود المملكة العربية السعودية، خاصة في نجد، والقصيم، وحائل، والجوف، ووادي الدواسر، وجبل التوباد، وبيشة، وجنوب المملكة، وفي المدينة المنورة ومكة المكرمة، والمنطقة الشرقية.
مع هذه الأماكن الكثيرة التي عاش فيها نوابغ الشعراء العرب خاصة شعراء المعلقات مثل: امرئ القيس، ولبيد بن ربيعة، وزهير بن أبي سلمى، والأعشى، وعنترة بن شداد ، والنابغة الذبياني، وطرفة بن العبد، وغيرهم مثل: الحطيئة والخنساء، ودريد بن الصمة، وقيس بن الملوح، وقيس بن ذريح، وجميل بن معمر، وعمر بن أبي ربيعة، فإن الحاجة ماسة لتحديد هذه الأماكن بأحدث طرق التصوير والإعلام، ورصد تاريخ الشعراء الذين عاشوا على هذه الأرض، وصوروا أماكنها تصويرا شعريا شكل أجمل القصائد العربية التي ما تزال تدرس وتتردد بين الجمهور العربي حتى اليوم.
إن عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– بالتراث واكتشاف المناطق التراثية بالمملكة باتت واقعا يحفزنا على إخراج هذا التراث العبقري الذي سجل أجمل الأماكن التي دارت فيها الوقائع الشعرية المهمة، مثل جبل خزاز في منطقة القصيم، التي أبدع فيها الشاعر عمرو بن كلثوم عنها معلقته، وكذلك عيون الجواء، وجبلي أجا وسلمى، والتوباد، ومكان سباق فرسي داحس والغبراء، وكلها أماكن صورها الشعراء برؤية عصرية تناسب هذا الجيل وتعزز لديه المكانة التراثية الأدبية للأرض التي يعيش عليها وإبراز مكوناتنا الحضارية والثقافية.
SalehAlshammari@
على اليقين تشكل الكتابة فضاء حضاريا كبيرا، وانتقال الإنسان من العصر الشفاهي لعصر النقوش ثم لعصر الكتابة والقراءة يشكل نقلة حضارية بالفعل، حيث استطاع الإنسان أن يعبر عن نفسه، وعن جماعته وقبيلته وعن وطنه بعد ذلك بشكل عام، خاصة مع دخوله لعصر الكتب والمؤلفات.
وتضم المملكة العربية السعودية تراثا عريقا متنوعا يرجع بنا إلى أكثر من 16 ألف سنة، شهدت خلاله تحولات ومراحل حضارية متعددة، ومن أبرز ما تضمه أماكن الشعراء العرب، وأماكن إبداعهم للمعلقات العشر، وإبداعهم للشعر العربي الذي أسهم فيه أكثر من 550 شاعرا عربيا من مختلف أرجاء الجزيرة العربية.
هذا التراث الإبداعي الجمالي المجيد ألا يستحق منا كل عناية ورعاية ودعم؟
إن الأمم الأخرى قد تزهو بعدد محدود من الشعراء، وقد يكون إنتاجهم الشعري بسيطا، فتقيم لهم المتاحف والاحتفالات، والمناسبات، والمسابقات والمهرجانات، ونحن لدينا –ولله الحمد– على أرض المملكة إبداع مترامي الأطراف، في كل مكان على هذه الأرض الطيبة، فمهما التفت تجد قصيدة، ومهما تنقلت تجد ذكرى أو حدثا ذكره الشعر العربي الذي يمثل ديوان العرب، أو بالأحرى لسان العرب الذي يعني كل العرب وكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
إن الشعر العربي يشكل التراث الإبداعي للحضارة العربية والإسلامية، وهو فن العربية الأول، والهوية الجمالية للخيال العربي الذي أشرق قبل ظهور الإسلام بما يقرب من 200 عام، عندما قال امرؤ القيس: «نبكي الديار كما بكى ابن خذام» مشيرا إلى أنه مسبوق من قبل بالشاعر ابن خذام في البكاء على الديار.
واستمر بعد ظهور الإسلام بتألقه وتسجيله للمواقف والأحداث باعتباره مستودعا لقيم وتاريخ وعادات المنطقة، وفروسية أهلها، ونبلهم.
وقد عاش أغلب الشعراء العرب القدامى في العصر الجاهلي وعصر صدر الإسلام والعصر الأموي في الجزيرة العربية، ولهم أماكنهم المعروفة في كتب البلاغة والأدب، ومن حسن الطالع أن هذه الأماكن موجودة اليوم ضمن حدود المملكة العربية السعودية، خاصة في نجد، والقصيم، وحائل، والجوف، ووادي الدواسر، وجبل التوباد، وبيشة، وجنوب المملكة، وفي المدينة المنورة ومكة المكرمة، والمنطقة الشرقية.
مع هذه الأماكن الكثيرة التي عاش فيها نوابغ الشعراء العرب خاصة شعراء المعلقات مثل: امرئ القيس، ولبيد بن ربيعة، وزهير بن أبي سلمى، والأعشى، وعنترة بن شداد ، والنابغة الذبياني، وطرفة بن العبد، وغيرهم مثل: الحطيئة والخنساء، ودريد بن الصمة، وقيس بن الملوح، وقيس بن ذريح، وجميل بن معمر، وعمر بن أبي ربيعة، فإن الحاجة ماسة لتحديد هذه الأماكن بأحدث طرق التصوير والإعلام، ورصد تاريخ الشعراء الذين عاشوا على هذه الأرض، وصوروا أماكنها تصويرا شعريا شكل أجمل القصائد العربية التي ما تزال تدرس وتتردد بين الجمهور العربي حتى اليوم.
إن عناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– بالتراث واكتشاف المناطق التراثية بالمملكة باتت واقعا يحفزنا على إخراج هذا التراث العبقري الذي سجل أجمل الأماكن التي دارت فيها الوقائع الشعرية المهمة، مثل جبل خزاز في منطقة القصيم، التي أبدع فيها الشاعر عمرو بن كلثوم عنها معلقته، وكذلك عيون الجواء، وجبلي أجا وسلمى، والتوباد، ومكان سباق فرسي داحس والغبراء، وكلها أماكن صورها الشعراء برؤية عصرية تناسب هذا الجيل وتعزز لديه المكانة التراثية الأدبية للأرض التي يعيش عليها وإبراز مكوناتنا الحضارية والثقافية.
SalehAlshammari@