إيران تشتعل ولبنان يتأهب للخلاص من الشيطان

ضحايا الملالي يتجاوزون 240 شهيدا و12 ألف معتقل في 14 يوما صالح: الاحتجاج النضالي النسوي فسحة أمل للبنانيين لإسقاط حزب الله
ضحايا الملالي يتجاوزون 240 شهيدا و12 ألف معتقل في 14 يوما صالح: الاحتجاج النضالي النسوي فسحة أمل للبنانيين لإسقاط حزب الله

الخميس - 29 سبتمبر 2022

Thu - 29 Sep 2022

فيما تجاوز ضحايا «انتفاضة الخلاص» الإيرانية 240 شهيدا، و12 ألف معتقل بعد 14 يوما من الاحتجاجات المتواصلة في جميع المحافظات الإيرانية الـ31، تأهب اللبنانيون للانقضاض على حزب الشيطان الإرهابي المسمى بـ(حزب الله) ممثل الوالي الفقيه وصاحب النفوذ الكبيرة في بيروت.

وأشعلت مشاهد الاحتجاجات وقصص نضال المرأة الإيرانية الشارع اللبناني، وأنستهم هموهم الضاغطة والأزمات المتعددة التي تعصف بوطنهم، وتهدد مستقبله ووجوده.

تطورات المظاهرات الإيرانية:

162 مدينة

31 محافظة

10 مدن جامعية

240 وفاة

12000 معتقل

4268 معتقلا أعلنت عنهم السلطات

وكشف تحليل لقناة «الحرة» الأمريكية أن الأحداث الإيرانية تجري وكأنها في قلب لبنان، نتيجة تعاظم النفوذ الإيراني، متمثلا بسطوة «حزب الله» على الحياة السياسية وتحكمه بأداء السلطات اللبنانية، فضلا عن إمساكه بالسياسة الخارجية للبلاد وقرار السلم والحرب فيها، فيما لا تخفي الميليشيات الشيعية اللبنانية تبعيتها الأيديولوجية والمالية، وارتباطها العضوي بنظام «ولاية الفقيه» في إيران.

انهيار كارثي

وأشارت إلى أنه «في السنوات الأخيرة، وتحديدا بعد الاحتجاجات التي شهدها لبنان في أكتوبر 2019، ظهر حزب الله كرأس حربة للدفاع عن المنظومة السياسية الحاكمة، والتي يتهمها اللبنانيون بالفساد والمسؤولية عن الانهيار الكارثي الذي بلغته البلاد، ولم يتوان عناصره وأنصاره عن قمع الاحتجاجات الشعبية بالقوة وأعمال العنف، وصولا إلى انفجار الرابع من آب 2020 في مرفأ بيروت، والدور الذي لعبه «حزب الله» في عرقلة التحقيقات وتقديم الحماية السياسية والأمنية لشخصيات وجهات متهمة بالملف».

يضاف إلى كل ما سبق، صراع هوياتي يشهده لبنان بين «حزب الله» ومعارضيه، الذين يتهمونه بفرض ثقافته الإيديولوجية على باقي اللبنانيين، وإبعاد لبنان عن محيطه العربي مقابل إلحاقه بالمحور الإيراني وأنظمة «الممانعة»، الأمر الذي أثر على علاقة لبنان بجواره وبدول العالم.

احتلال إيراني

ورأت أن الكثير من اللبنانيين باتوا يشعرون أنهم يعيشون في ظل «احتلال إيراني للبنان» من الواجب التحرر منه، الأمر الذي يفسر سبب الترقب الذي يعيشه اللبنانيون تجاه الاحتجاجات التي تجعل النظام الإيراني يعيش «أسوأ أيامه» وفق وصف مراقبين.

وخلال السنوات الأخيرة، نجا نظام حكم رجال الدين في إيران من عدة موجات من الاحتجاجات الشعبية، لكنه يمر اليوم بـ»أضعف حالاته» في ظل استمرار المظاهرات وانتقالها لمعظم أنحاء البلاد على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني بعد ساعات من اعتقالها من قبل «شرطة الأخلاق» بسبب طريقة ارتدائها للحجاب.

ووفقا لـ»الحرة»»، لا يغيب تطور أو خبر من إيران عن متابعة الأستاذ الجامعي والناشط السياسي اللبناني باسل صالح، الذي حول صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ما يشبه منصة رصد للأحداث والمقاطع المصورة المسجلة خلال الاحتجاجات في المدن الإيرانية، وينطبق الأمر نفسه على الإعلامي المقرب من «حزب الله» باقر كركي.

استشهاد الناشطات

ويؤكد صالح « أن لبنان وصل إلى مرحلة انسداد في الأفق منذ نحو عامين وحتى اليوم، وهو ما ترجم على شكل حالة إحباط وملل عام في الشارع اللبناني، إلا أن ما جرى في إيران، وما أظهره الشعب الإيراني من استمرارية وصلابة أعطى نفسا إيجابيا جدا في لبنان.

ويضيف «نشعر بعنفوان على المستوى الإنساني، لاسيما مع طابع الاحتجاجات النضالي النسوي الراديكالي، والذي يصل إلى استشهاد ناشطات إيرانيات يوميا في مواجهة النظام، هذا النفس الإيجابي أسهم في شد الانتباه اللبناني إلى ما يجري في إيران، بالإضافة إلى تداعياته السياسية في هذه اللحظة التي بلغ فيها اللبنانيون مرحلة مشابهة ليس أمامهم إلا القتال لتحصيل حقوقهم».

ويصف الناشط السياسي الاحتجاجات في إيران بـ«فسحة أمل، تحمل رجاء للبنانيين بتغيير ما قد ينعكس عليهم، لاسيما لناحية حزب الله، والدور الذي يلعبه في تقويض أي فعل اعتراضي في لبنان، وبالتالي هذه التظاهرات هي التي يمكن أن تضرب في المكان الصحيح لإحداث تغيير ما في لبنان والمنطقة المتأثرة بالدور السلبي الذي تلعبه إيران.

ويذكر أن بيروت «واحدة من العواصم العربية الأربع التي يهيمن عليها الملالي بشكل تام، لا بل هي أكثر عاصمة يهيمن عليها كون حزب الله هو الذراع الأقوى لإيران في الخارج، وبالتالي شئنا أم أبينا نحن مرتبطون بالحدث في إيران على المستوى السياسي».

تهديدات وحشية

وتتواصل الاحتجاجات في قمة الاشتعال داخل إيران وفي المدن الأوروبية المتعاطفة معها، وأكدت منظمة مجاهدي خلق أن المظاهرات وصلت إلى 162 مدينة، وأن عدد حالات الوفاة وصلت 240 شهيدا، وتجاوزت الاعتقال 12000، رغم أن الرقم الرسمي للنظام هو 4268 في 9 محافظات من أصل 31 محافظة تشهد الانتفاضة. وكشفت تقارير مجاهدي خلق، أنه رغم انقطاع الإنترنت المستمر في إيران، اندلعت المظاهرات والاحتجاجات الجامعية في عشرات المدن.

وردت تقارير مصورة عن استمرار الاحتجاجات في مشهد ونجف آباد وسبزوار وأصفهان وكرج ومواقع أخرى. ولجأ النظام إلى التهديدات الوحشية وإظهار القسوة من أجل وقف الاحتجاجات، مهددا بإطلاق النار على المتظاهرين بشكل مباشر، وأصدر مكتب المدعي العام برئاسة أحد أتباع النظام سيئ السمعة، محمد جعفر منتظري، توجيها لمحاكم النظام سيئة السمعة للتصرف والتعامل «بحسم» وإصدار أحكام قاسية بحق المعتقلين خلال الاحتجاجات المستمرة ضد النظام.