عبد العزيز السبيّل.. حياته العملية تجربة ثقافية جادة

الأربعاء - 28 سبتمبر 2022

Wed - 28 Sep 2022

شغف بالمعرفة تحول إلى خطوات ملموسة وإنجازات وقفزات من العطاء، معه أخذت الثقافة في السعودية مسارًا أكثر جدية واحترافية بوصفه الوكيل السابق لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وهو صاحب بصمة متفردة في معرض الرياض الدولي للكتاب، الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيّل، الحائز على جائز شخصية العام الثقافية في الدورة الثانية لمبادرة "الجوائز الثقافية الوطنية" التي تنظمها وزارة الثقافة، وتهدف من خلالها إلى تكريم الروّاد في القطاع الثقافي والمبدعين في مختلف مسارات النشاط الثقافي في المملكة، وتقدير جهودهم ودعم الإنتاج الثقافي للفائزين، والاحتفاء بهم إعلامياً ومجتمعياً.




تجربة الدكتور عبدالعزيز السبيّل تنوعت بين ثلاثة مسارات؛ المسار الأول يخص الجانب الإبداعي من خلال الكتابة والتأليف والبحوث والدراسات النقدية، في حين يتمثل المسار الثاني بالجانب العلمي بفضل حصوله على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي الحديث مع تخصص فرعي في الأدب المقارن وتنقله في التدريس بين جامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك سعود، أما المسار الثالث فهو يتعلق بالجانب العملي المطرز بالتميز المهني في إدارة العديد من الملفات الثقافية وتقديم نموذج ملهم ولافت؛ بداية من عمله وكيلاً لوزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية من عام 2005 وحتى 2010، والذي تمكّن خلاله من خلق حراك محفّز للمبدعين والمثقفين، ومنحهم مساحات للحضور والتفاعل، راسماً لهم الدرب لبث الحيوية في المؤسسات الثقافية، وتفعيل أدوارها لتكون رائدة وجاذبة ومثمرة.




مسيرة السبيّل الملهمة منحته بجدارة جائزة شخصية العام الثقافية، حيث خاض تجارب ثقافية متنوعة، بين الكتابة والإدارة والتقديم، فهو المقدم والمعد في الإذاعة السعودية للعديد من البرامج الإذاعية التي حاور فيها كبار الأدباء في سن مبكرة من حياته، إضافة إلى تقديمه برنامجاً إذاعياً يركّز على النصوص الفصيحة من خلال "أغنية وشاعر"، مستثمراً بذلك جميع الفرص المتاحة له لخدمة الأدب والأدباء.




وقد عمل كذلك على ملف الأندية الأدبية، وأسهم في الانتقال بحضورها في الساحة من العشوائية والتخبط إلى التنظيم المستدام، وشهد على أول عملية انتخابات لها وغيّر من طريقة عملها، متكفلاً بصياغة هوية الأندية الأدبية الجديدة، وتطوير مؤتمر الأدباء وملتقيات ومنتديات الثقافة المحلية، ومؤثّراً في الوقت نفسه على مختلف القوالب الإبداعية أثناء عمله رئيساً لمجلس إدارة "الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون".




وتمسّك السبيل خلال عمله بضرورة نقل الصورة الحقيقية والإيجابية عن الأصالة والإبداع السعودي، مبتكراً في كل محطة، وملهماً للعاملين معه، وهو المتواضع في حضوره وعمله، ينسب إليه الفضل في تأسيس منهجية رصينة ومتماسكة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، رسّخت مكانة المعرض على المستوى المحلي والخليجي والعربي، وحفّزت الكُتاب والمثقفين للاعتراف بأنه أول من شد وثاق علاقتهم بمعرض كتاب دولي بشكل رسمي، إضافة إلى لمسته في ابتكار البرنامج الثقافي خلال أيام معرض الكتاب، وهو الذي سجل حضوره في المشهد الثقافي فاعلاً ومتفاعلاً ليحصد في نوفمبر عام 2019 تكريماً من نادي الرياض الأدبي على جهوده وعمله وأثره.




رصيد عمل وإنتاج ثقافي ثري، وخطوات عملية رصينة أثمرت عن استحقاق الدكتور عبدالعزيز الفوز بجائزة شخصية العام الثقافية لعام 2022، متوجاً عمله في نماء المشهد الثقافي بأسلوب شمولي في مسيرة زاخرة وتجربة متفردة، ليكون بكل وضوح تجربة ثقافية جادة وفاعلة وملهمة، وتكون الجائزة حالة امتنان، وحافزاً للمزيد من العطاء للثقافة والإنسان والوطن