برجس حمود البرجس

مؤشرات مبهرة للجامعة السعودية الالكترونية

الأربعاء - 28 سبتمبر 2022

Wed - 28 Sep 2022

رغم إيماني التام بأن التعليم الالكتروني هو المستقبل، إلا أن اعتقادي عند إنشاء الجامعة السعودية الالكترونية بأنها ستكون عبئا على الاقتصاد، وأن مراحل البدايات ستكون مراحل «دخول واندماج» حتى يعتادها الطلبة ويتقبلها السوق السعودي ويقبل خريجيها بعد إثبات كفاءتهم، واعتقادي بأنها ستحتاج وقتا طويلا حتى تصل لمراحل نضوج وتتساوى مخرجاتها مع بقية الجامعات التقليدية. اليوم أرى بأن هذه الجامعة تخطت جميع مراحل البدايات وأصبحت عنصرا مكتملا ومتكاملا ويضيف للاقتصاد ومتلاشيا لجميع مراحل وأعباء البدايات.

في لقاء مع سعادة رئيسة الجامعة السعودية الالكترونية الدكتورة ليلك الصفدي في البرنامج التلفزيوني «في العلن» على القناة السعودية الأولى ذكرت الدكتورة الصفدي بأن التقدم للجامعة كان في السابق لأسباب تمنع المتقدمين من الالتحاق بالجامعات التقليدية، ولكن مؤخرا أصبح التقديم للجامعة السعودية الالكترونية رغبة كثير من الطلبة والطالبات حيث تقدم لها هذا العام 125 ألف طالب وطالبة، و60% منهم أعمارهم بين 18-24 سنة، وأضافت الدكتورة بأن الجامعة لم تعد «خيارا ثانيا» لخريجي الثانوية.

إذا ما نظرنا لهذه المعلومات والبيانات، إضافة إلى ما ذكرت رئيسة الجامعة بأن خريجيها يتقلدون مراكز متقدمة في مؤشرات التنافسية والتوظيف المحلية ومعظم خريجين الجامعة يعملون في أرامكو وسابك، أصبحنا نرى أن هذه الجامعة تحولت من «مراحل الدخول للتعلم الالكتروني» إلى «مراحل نضج ومزايا وإضافة للسوق الاقتصادي السعودي».

تطبيق وتعزيز مبدأ التعلم مدى الحياة ركيزة من ركائز برنامج تنمية القدرات البشرية ومفعل بشكل كبير ومساهم للتطور في الجامعة السعودية الالكترونية.

الجامعة تتيح الفرص للجميع بغض النظر عن عمر المتقدم وسنة تخرجه من الثانوية، والمؤشرات أثبتت بأن الجامعة حققت العديد من المستهدفات بل وتجاوزت بعضها، حسب ما ذكرته رئيسة الجامعة في اللقاء.

الجامعة حققت العديد من المكتسبات ومن أهمها الكفاءة والفاعلية والقدرة على التوسع والريادة في التعليم الالكتروني حيث إن تكلفة التشغيل في الجامعة السعودية الإلكترونية أقل بـ 40% من تكلفة التشغيل في الجامعات التقليدية، وحاجة الجامعة لاستخدام المباني تعادل 10% من استخدام المباني في الجامعات التقليدية، وتكلفة الطالب في الجامعة السعودية الإلكترونية فقط 40% من متوسط تكلفة الطالب في الجامعات التقليدية. هذه المؤشرات ينظر لها بأنها كفاءة عالية في التشغيل.

«جودة المخرجات» أيضا مؤشر مهم يبرز الدور الفاعل للجامعة، حيث وضحت رئيسة الجامعة أنه بناء على الأرقام الرسمية أصبحت مخرجات الجامعة السعودية الإلكترونية بالمركز الثاني في الاختبارات المعيارية على مستوى جميع الجامعات، وتتقلد الجامعة المركز الثاني في مؤشر التوظيف، وهي الأعلى في متوسط رواتب خريجيها، و35% من خريجيها تتم ترقيتهم مباشرة بعد التخرج من الجامعة، وخلال العامين الماضيين توسعت الجامعة بنسبة 45% في أنحاء المملكة، وارتفعت الطاقة الاستيعابية إلى 55% لإتاحة التعليم لجميع شرائح المجتمع.

النظام الجديد للجامعات يعكس رؤية الوطن في العديد من المرتكزات وأكثر مواءمة مع متطلبات المرحلة، فالجامعة لديها 6 قيم أساسية منها الابتكار في حل المشاكل وسرعة الاستجابة للمتغيرات، لذلك يرون الفرص للتحسين والتطوير في كل تحد. وهدف الجامعة أن تتحول من مركز مستهلك للتكلفة إلى مركز منتج للربحية وللمساهمة في التنمية الاقتصادية. في الحقيقة الأرقام والمؤشرات مبهرة كثيرا ومبشرة بمستقبل واعد للتعليم الالكتروني.

Barjasbh@