خالد عمر حشوان

التركيز في أداء العمل

الثلاثاء - 27 سبتمبر 2022

Tue - 27 Sep 2022

يعرف العمل بأنه كل طاقة أو جهد حركي أو فكري يبذله الموظف لإنتاج سلعة أو خدمة أو تحقيق غاية أو نتيجة معينة مقابل أجر معين، وهو ركن أساسي من أساس الاقتصاد، سواء كان أكاديميا أو حكوميا أو خاصا، وكل ذلك يتطلب تركيزا جيدا لحصر هذا الجهد الحركي أو الفكري من أجل إنجاز العمل المطلوب بالشكل الذي يرضي الله ورسوله أولا، ثم أصحاب العمل كما قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها «إن الله يحب إذا عمل أحد منكم عملا أن يتقنه».

إن للتركيز في العمل فوائد كثيرة وأهمها هي:

- إنجاز المهام المطلوبة بشكل ممتاز وعالي الدقة في الوقت المحدد وبسرعة أكبر.

- التميز بأداء مبدع وفعال لأي مهمة والتقدم في السلم الوظيفي وتطوير الذات والأداء.

- التركيز يسهم في زيادة إنتاجية العمل وتقليص الأخطاء ورفع مستوى الدقة للمنتج.

- حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة والمناسبة لأداء العمل وتطويره.

- البعد عن المشتتات وتنظيم العمل والمهام اليومية حسب الأهمية والأولوية لإنجاز العمل.

- تحسين أداء العمل وسمعة المنشأة التجارية والعلامة التجارية وزيادة المبيعات والأرباح.

- الفوز بمحبة الله ورسوله بسبب التركيز في العمل الذي يؤدي للإتقان ورفع الكفاءة والجودة.

أهم الخطوات التي تسهم في زيادة التركيز في العمل وأكثرها تأثيرا وهي كالتالي:

- الاستعداد الفكري وتهيئة النفس قبل الذهاب للعمل والحصول على الراحة وحصة نوم كافية من أجل التركيز على أداء العمل بأفضل إنجاز ممكن لأن ذلك يساعد بشكل كبير على التركيز.

- تناول وجبة إفطار صحية ومتكاملة تسهم في إعداد الجسد للنشاط والعقل للمجهود الفكري المطلوب في أغلب الوظائف، حيث أكد بعض الأخصائيين في التغذية على أنها الوجبة اليومية الأهم لجسم الإنسان.

- البحث عن الجانب الممتع في أداء العمل وجعل المهام المطلوبة ممتعة ومسلية، لا مفروضة كما يتوهم البعض، لذلك قالوا في المثل «حب ما تعمل، تعمل ما تحب».

- تخصيص قائمة يومية لجميع المهام سوءا كانت ورقية أو على الحاسب في مكان بارز بالمكتب ليسهل الرجوع لها وتدوين الملاحظات على المهام المنجزة والتركيز على المهام المتبقية لإنجازها.

- تهيئة بيئة عمل صحية لمكان العمل كالإضاءة والتهوية والتنظيم والهدوء وراحة المكاتب والأمان للعاملين لمساهمة هذه العوامل الرئيسة في زيادة التركيز في العمل ورفع مستوى الأداء.

- البعد عن كل ما يشتت الانتباه والتركيز في العمل مثل تخصيص وقت معين للرد على الرسائل البريدية الالكترونية والمكالمات الواردة وزيارات الموظفين والصيانة الدورية وغيرها من العوامل المشتتة للتركيز.

- تناول الماء باستمرار وبعض الوجبات الخفيفة والصحية للقضاء على فترات الإحساس بالجوع والتي قد تسبب عدم التركيز في أداء العمل وإنجازه بشكل غير جيد.

- ترتيب المهام حسب الأولوية والأهمية والتركيز على إنجاز المهام الصعبة ومن ثم الانتقال للمهام الأقل أهمية منها ثم المهام الروتينية اليومية لعدم إهدار الوقت.

- الحرص على معرفة الآخرين لنظام العمل وطرق وأوقات الراحة وتناول الوجبات وخاصة فريق العمل، كي لا يتم الإزعاج واستخدام أوقات غير مناسبة في النقاش أو المقاطعة والتي تحد من التركيز.

- التقليل من استخدام الهاتف الجوال وزيارة مواقع التواصل الاجتماعي ووضع المنبهات الخاصة بها على الوضع الصامت لعدم التشتيت والانشغال بها عن التركيز في العمل.

- معرفة أكثر أوقات الجسم والعقل نشاطا وتركيزا، والتي غالبا ما تكون في ساعات الصباح الأولى مع استغلالها الاستغلال الأمثل لأداء المهام وتوزيعها وإنجازها في هذا الوقت المميز.

- تطوير الإرادة الشخصية حيث يسهم التركيز في زيادة الإصرار والرغبة في تحقيق الأهداف وإنجاز كافة المهام المطلوبة في الأوقات المحددة رغم العوائق والصعوبات المحتملة.

يعتبر التركيز في أداء العمل من العناصر الأساسية المؤدية لنجاح العمل والتي يجب أن تتوفر في كل موظف طموح يرغب في أداء عمله بنجاح وتميز دون ارتكاب أخطاء وحريص على زيادة الإنتاجية والأرباح للمنشأة التي يعمل بها وسمعتها في مجال العمل، كما يمكن أن يتأثر التركيز في أداء العمل ببعض العوامل الجانبية مثل التعب والإرهاق أو المبالغة في العمل لساعات طويلة أو المشاكل الأسرية أو الظروف المالية أو الأمراض المزمنة للموظف أو عدم الانسجام مع بعض المسؤولين أو الزملاء، ولكنها تعتبر تحديات وصعوبات يواجهها الموظفون ولابد من المحاولة الجادة لتجاوزها والتغلب عليها من أجل مستقبل الموظف واستمرار مصلحة العمل.