قيمنا الأصيلة أسمى من كيد الخائبين!
الثلاثاء - 27 سبتمبر 2022
Tue - 27 Sep 2022
ذكرى اليوم الوطني السعودي 92 محطة من محطات ضياء كياننا العظيم، ولها وقعها الخاص في وجدان السعوديين؛ لأنها عيد ميلاد لكل سعودي، فأسمى معاني الوطن أن يجد الإنسان الأمن والاستقرار والرخاء والعدل لتحقيق ذاته، والتفرغ لمنجزاته، وهذا ما وجده السعوديون وأكثر، منذ توحيد هذه الأرض المباركة قبل 92 عاما، فتكفي اللبيب نظرة في «أين كنا، وأين أصبحنا»!
حديثي عن اليوم الوطني مكرر، ولن آتي بجديد، لكنني أتغيّا نقطة أعدها مهمة، وحرية بالالتفات والتأمل، خاصة في هذه المرحلة التي تمر فيها المنطقة العربية بصراعات عنيفة، بعضها فكرية وبعضها طائفية وبعضها قومية، وبعضها حزبية، مشعلوها ليسوا من بني جلدتنا، ليسوا عربا، ويروجها بعض المنسوبين إلى العرب، لكنهم تخلوا عن مروءة العربي وغيرته، وسلكوا طريق الارتزاق والدناءة، فروجوا للبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، ومكنوا لولاءات مزيفة أن تتخطف الناس، وتلقي بهم في محرقة الصراعات والكراهية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
نحن أس المنطقة العربية، تعلمنا الحكمة وشرف الخصومة من أجدادنا الماجدين، ومن قادتنا العظماء، ونعلم أن بلادنا محط أفئدة العالمين، منهم من يحبها لأنها مهبط الوحي، وحاضنة المقدسات، ومن يحبها لتاريخها العربي الناصع، ومن يحبها لإنسانية حكومتها وشعبها، ومن يحبها لأنه ولد أو عاش على ثراها، ومن يحبها لأنه كسب قوته وحقق أحلامه من خيرها، ومن يحبها لكل ذلك أو بعضه أو غيره، فكان الحب جامع كل أولئك الأنقياء المحبين.
منذ الأسبوع الماضي، تصلني رسائل على الواتساب، وعلى مواقع التواصل الأخرى، من شتى أنحاء العالم العربي، تهنئني بذكرى اليوم الوطني 92، وتدعو لبلادنا شعبا وقيادة بمزيد من التقدم والرخاء والأمن، يبتهل مرسلوها إلى الله أن يحفظ هذه البلاد وأهلها الطيبين، بعضهم كان يعمل فيها وغادر إلى وطنه، وبعضهم لم يزرها أبدا، لكن مشاعرهم الصادقة كانت تغمرني بالدفء، وتفتح في ذهني نافذة تطل على الروابط المتينة التي تربط بيننا وبين أشقائنا، وأنها أمتن وأعمق من أن يقطعها مرتزق، أو يشوهها أفاك أشر.
ما أود قوله هنا، أن عمقنا العربي والإسلامي والإنساني، قيمة عليا لنا، قيمة لا تتوفر لكل وطن، ويجب أن تكون أعلى وأسمى في تعاطينا مع أشقائنا، وأن نبتعد عما يقدح في روابطنا المتينة، ونحصر اللهب على المسيئين، ونجعل بينه وبين الأنقياء وقاية، ويكون ذلك في ابتعادنا عن لغة التعميم والاتهام الشامل في ردود الأفعال والأقوال على الإساءات التي يوجهها إلينا بعض الأفراد أو الأحزاب، فلا يمكن بحال أن يتواطأ الأشقاء في وطن كامل ويجمعوا على بغضنا.
نعرف -تماما- خصومنا، ونعلم جيدا من يحركهم، ونحن أوعى من أن يجرنا ذلك المحرك الخبيث إلى إيغار قلوب محبي بلادنا الأنقياء، ونستطيع أن نتصرف في المثل الشعبي (الخير يخص والشر يعم)، فيصبح (الشر يخص) أيضا، ونحصره على دوائر الشر، وهي معروفة وجلية، ونحمد الله أنها ليست شيئا يذكر أمام سواد المحبين والأنقياء والشرفاء، وكل عام ووطننا تاج على جبين المجد، ونبراسا للمحبة والسلام والأمن والرخاء، وشعبه الحر الأصيل مثالا يحتذى في حرصه على جذوره العميقة، وروابطه المتينة كما عبرت في قولي عن الوطن:
يا موطني فيكَ آيات يرددها
قلب المحب، فيسري فيه إغراء
أنت الرداء إذا أشتت عوالمنا
وأنت للصيف غيث فيه إرواء
وسنبل تتلاقى في نضارته
لطيّب القلب، بالمعروف أشياء
أمن وقوت وعز سامق وهدى
وللعداة صواريخ وأشلاء
ahmad_helali@
حديثي عن اليوم الوطني مكرر، ولن آتي بجديد، لكنني أتغيّا نقطة أعدها مهمة، وحرية بالالتفات والتأمل، خاصة في هذه المرحلة التي تمر فيها المنطقة العربية بصراعات عنيفة، بعضها فكرية وبعضها طائفية وبعضها قومية، وبعضها حزبية، مشعلوها ليسوا من بني جلدتنا، ليسوا عربا، ويروجها بعض المنسوبين إلى العرب، لكنهم تخلوا عن مروءة العربي وغيرته، وسلكوا طريق الارتزاق والدناءة، فروجوا للبغضاء بين أبناء الوطن الواحد، ومكنوا لولاءات مزيفة أن تتخطف الناس، وتلقي بهم في محرقة الصراعات والكراهية التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
نحن أس المنطقة العربية، تعلمنا الحكمة وشرف الخصومة من أجدادنا الماجدين، ومن قادتنا العظماء، ونعلم أن بلادنا محط أفئدة العالمين، منهم من يحبها لأنها مهبط الوحي، وحاضنة المقدسات، ومن يحبها لتاريخها العربي الناصع، ومن يحبها لإنسانية حكومتها وشعبها، ومن يحبها لأنه ولد أو عاش على ثراها، ومن يحبها لأنه كسب قوته وحقق أحلامه من خيرها، ومن يحبها لكل ذلك أو بعضه أو غيره، فكان الحب جامع كل أولئك الأنقياء المحبين.
منذ الأسبوع الماضي، تصلني رسائل على الواتساب، وعلى مواقع التواصل الأخرى، من شتى أنحاء العالم العربي، تهنئني بذكرى اليوم الوطني 92، وتدعو لبلادنا شعبا وقيادة بمزيد من التقدم والرخاء والأمن، يبتهل مرسلوها إلى الله أن يحفظ هذه البلاد وأهلها الطيبين، بعضهم كان يعمل فيها وغادر إلى وطنه، وبعضهم لم يزرها أبدا، لكن مشاعرهم الصادقة كانت تغمرني بالدفء، وتفتح في ذهني نافذة تطل على الروابط المتينة التي تربط بيننا وبين أشقائنا، وأنها أمتن وأعمق من أن يقطعها مرتزق، أو يشوهها أفاك أشر.
ما أود قوله هنا، أن عمقنا العربي والإسلامي والإنساني، قيمة عليا لنا، قيمة لا تتوفر لكل وطن، ويجب أن تكون أعلى وأسمى في تعاطينا مع أشقائنا، وأن نبتعد عما يقدح في روابطنا المتينة، ونحصر اللهب على المسيئين، ونجعل بينه وبين الأنقياء وقاية، ويكون ذلك في ابتعادنا عن لغة التعميم والاتهام الشامل في ردود الأفعال والأقوال على الإساءات التي يوجهها إلينا بعض الأفراد أو الأحزاب، فلا يمكن بحال أن يتواطأ الأشقاء في وطن كامل ويجمعوا على بغضنا.
نعرف -تماما- خصومنا، ونعلم جيدا من يحركهم، ونحن أوعى من أن يجرنا ذلك المحرك الخبيث إلى إيغار قلوب محبي بلادنا الأنقياء، ونستطيع أن نتصرف في المثل الشعبي (الخير يخص والشر يعم)، فيصبح (الشر يخص) أيضا، ونحصره على دوائر الشر، وهي معروفة وجلية، ونحمد الله أنها ليست شيئا يذكر أمام سواد المحبين والأنقياء والشرفاء، وكل عام ووطننا تاج على جبين المجد، ونبراسا للمحبة والسلام والأمن والرخاء، وشعبه الحر الأصيل مثالا يحتذى في حرصه على جذوره العميقة، وروابطه المتينة كما عبرت في قولي عن الوطن:
يا موطني فيكَ آيات يرددها
قلب المحب، فيسري فيه إغراء
أنت الرداء إذا أشتت عوالمنا
وأنت للصيف غيث فيه إرواء
وسنبل تتلاقى في نضارته
لطيّب القلب، بالمعروف أشياء
أمن وقوت وعز سامق وهدى
وللعداة صواريخ وأشلاء
ahmad_helali@