غلاء المعيشة يدفع الشعبوية لغزو أوروبا

انتصارات اليمين المتطرف تتواصل من فرنسا والسويد إلى إيطاليا
انتصارات اليمين المتطرف تتواصل من فرنسا والسويد إلى إيطاليا

الأحد - 25 سبتمبر 2022

Sun - 25 Sep 2022

يتزايد تقدم اليمين المتطرف من فرنسا وإيطاليا إلى السويد، بعد أزمة غلاء المعيشة التي فاقمتها الحرب في أوكرانيا، وجعلت الأمور أكثر سوءًا وباتت تقوض الحكومات والمؤسسات الأوروبية، وخصمت الكثير من الرصيد الشعبي لتلك الحكومات، مما سمح بفرصة ذهبية للصعود في أنحاء عدة من القارة العجوز، محققا انتصارات تاريخية.

ويتوقع الإيطاليون أن تتوالى انتصارات المتطرفين في أوروبا، بعد أن تتولى جيورجيا ميلوني رئاسة الوزراء في إيطاليا كأول امرأة في هذا المنصب.

وتقول شبكة «سي إن إن» الأمريكية، إن فوز ميلوني سيكون تاريخيًا ليس فقط بسبب جنسها، لكن لأنها تقود حزبًا يمينيًا أكثر من أي حركة سياسية رئيسية شهدتها إيطاليا منذ أيام زعيمها السابق بينيتو موسوليني.

وستكون منصتها السياسية مألوفة لأولئك الذين اتبعوا خطاب اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة؛ فلقد شككت علنا في حقوق الإجهاض، وتهدف إلى الحد من الهجرة، و«مهووسة» بفكرة أن القيم التقليدية وأساليب الحياة تتعرض للهجوم بسبب كل شيء من العولمة إلى الزواج من نفس الجنس، بحسب «شبكة سي إن إن».

وأكدت الشبكة الأمريكية أن أحد أكبر المعجبين بالسياسية الإيطالية هو ستيف بانون، الرجل الذي ابتكر إلى حد كبير الأيديولوجية السياسية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، ويُنسب إليه الفضل في ولادة حركة اليمين المتطرف الأمريكية.

وفي السويد، من المتوقع أن يلعب الديمقراطيون السويديون المناهضون للهجرة دورًا رئيسيًا في الحكومة الجديدة بعد فوزهم بثاني أكبر حصة من المقاعد في الانتخابات العامة في وقت سابق من هذا الشهر.

وتقول «سي إن إن»، إنه بات من المؤكد أن اليمين المحافظ في أوروبا يشعر وكأنه يتمتع بالانتعاش بعد بضع سنوات من الهدوء.

من جانبه، قال جونار بيك عضو البرلمان الأوروبي عن حزب البديل من أجل ألمانيا، «إن شيئًا ما يحدث بالتأكيد. من فرنسا وإيطاليا، إلى السويد... يبدو الأمر كما لو أن رفض العقيدة الأوروبية الفاشلة بشكل واضح يترسخ بين مواطنينا».

و»البديل من أجل ألمانيا» حزب يميني متطرف أصبح أول حزب يخضع للمراقبة من قبل الحكومة الألمانية منذ الحقبة النازية. وفي ذلك الوقت، رحب المجلس المركزي لليهود في ألمانيا بالقرار، قائلاً: «إن السياسات المدمرة لحزب البديل من أجل ألمانيا تقوض مؤسساتنا الديمقراطية وتشوه سمعة الديمقراطية بين المواطنين».

وصدم حزب البديل من أجل ألمانيا، أوروبا في عام 2017 بعد حصوله على أكثر من 12% من الأصوات في الانتخابات الفيدرالية الألمانية، مما يجعله ثالث أكبر أحزاب المعارضة.

ويقول جونار بيك عضو البرلمان الأوروبي، إن أزمة غلاء المعيشة تقوض الحكومات والمؤسسات الأوروبية، مشيرًا إلى أنه رغم أن الحرب في أوكرانيا جعلت الأمور أكثر سوءًا، لكن أشياء مثل الصفقة الأوروبية الخضراء والسياسة النقدية من البنك المركزي الأوروبي كانت ترفع التضخم قبل الحرب.

وفيما قال إن تآكل مستويات المعيشة يعني أن الناس أصبحوا غير راضين عن حكوماتهم والمؤسسة السياسية، أشار إلى أن الأزمة تخلق دائمًا فرصًا لأحزاب المعارضة، مهما كانت أيديولوجيتها السياسية.

وتقول ماريانا جريفيني، المحاضرة في قسم الدراسات الأوروبية والدولية في كلية كينجز لندن، إن مشاكل إيطاليا الأخيرة جعلتها عرضة بشكل خاص للأفكار المناهضة للمؤسسات.

وأضافت: إيطاليا عانت بشدة من الوباء، خاصة في وقت مبكر جدًا. مات الكثير من الناس، وأغلقت عدد من الشركات. لقد واجهنا صعوبة في الحصول على الدعم من بقية الاتحاد الأوروبي»، مشيرة إلى أنه منذ ذلك الحين، كانت حكومات جوزيبي كونتي وماريو دراجي السابقتين بمثابة أهداف سهلة لإلقاء الحجارة عليها.