قادة العالم يتضامنون مع 133 مدينة إيرانية

الجارديان: مهسا أميني وحدت الأعراق وأيقظت الانتفاضة الغاضبة ضد الملالي
الجارديان: مهسا أميني وحدت الأعراق وأيقظت الانتفاضة الغاضبة ضد الملالي

السبت - 24 سبتمبر 2022

Sat - 24 Sep 2022

تضامن قادة العالم مع الإيرانيين الذين يثورون في 133 مدينة ضد نظام الملالي، على خلفية مقتل الشابة العشرينية الكردية مهسا أميني، بعد ساعات من احتجاز قوات الإرشاد لها.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس «إنه لأمر فظيع أن ماتت مهسا أميني في مقر احتجاز للشرطة في طهران»، وكتب على تويتر «بغض النظر عن مكان وجودها في العالم يجب أن تكون المرأة قادرة تقرير مصيرها بذاتها، دون الخوف على حياتها». وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، أكد تضامن الشعب الأمريكي مع النساء الإيرانيات، وقال من على منبر الأمم المتحدة «نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات، والذين يتظاهرون دفاعا عن أبسط حقوقهم».

تضامن عالمي

يتزايد تضامن السلطات والشخصيات العالمية المختلفة مع احتجاجات الإيرانيين، واستمرار توسع التظاهرات العامة في إيران التي وصلت إلى 133 مدينة ودخلت يومها العاشر، ودخلت الجهود المبذولة لتوفير الإنترنت عبر الأقمار الصناعية ومواجهة حملة الرقابة الإيرانية مرحلة أكثر جدية. و‏أعلن ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، في تغريدة له، عن لقائه بوفد من البرلمان الأوروبي بشأن الاحتجاجات الجارية في إيران، وكتب «الثورة الإيرانية بحاجة إلى دعم دولي».

وأضاف «مطالبنا من أوروبا تشمل دعما مباشرا وفوريا لاحتجاجات إيران، ودعم شركات التكنولوجيا الأوروبية لتوفير الإنترنت والشبكات الافتراضية، وفرض عقوبات أوروبية ضد مسؤولي النظام، واستدعاء السفراء الأوروبيين من إيران احتجاجا على القمع المتزايد والتضامن مع الشعب».

تزايد القتلى

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك لـ«إيران إنترناشيونال» «إن المنظمة قلقة من التعامل مع الاحتجاجات السلمية بالاستخدام المفرط للقوة، الأمر الذي أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى»، وأضاف «نطالب القوات الأمنية بالامتناع عن العنف غير الضروري وغير المتناسب ونطلب من الجميع ضبط النفس».

وأكدت منظمة العفو الدولية في بيان لها «بينما يتزايد عدد القتلى في احتجاجات إيران، يجب على العالم أن يتخذ إجراءات هادفة ضد القمع الدموي لاحتجاجات الشعب الإيراني، شجاعة وثورة المتظاهرين لوفاة مهسا أميني تظهر شدة غضب الشعب الإيراني ضد القوانين التعسفية للحجاب الإجباري والقتل غير القانوني والقمع الواسع النطاق». ونشر تطبيق سيغنال signal تعليمات كاملة حول إنشاء خوادم لمساعدة المستخدمين الإيرانيين على فلترة الإنترنت، وطلب تعاون خبراء التكنولوجيا في العالم المستعدين لمساعدة الشعب الإيراني.

مواجهة الملالي

وقال وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، بعد إصدار ترخيص عام لتوسيع الوصول إلى خدمات الإنترنت للإيرانيين من قبل وزارة الخزانة الأميركية، إن الغرض من هذه الإجراءات هو المساعدة في مواجهة جهود إيران لفرض رقابة على المواطنين، وأضاف «نريد المساعدة حتى لا يكون شعب إيران معزولا وفي الظلام». ‏ورحب السيناتور الديمقراطي الأمريكي بوب كيسي بموافقة وزارة الخزانة على تقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للشعب الإيراني، وقال «إن ما يميز الأنظمة الاستبدادية هو الحد من التدفق الحر للمعلومات المبنية على الحقائق، وهذا بالضبط ما نشهده في إيران الآن».

وقالت ‏السيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبيرن «من غير المقبول اعتقال فتاة إيرانية وموتها بسبب عدم ارتدائها ملابس تناسبهم، وكتب ريتشارد غرينيل، السفير الأمريكي السابق لدى ألمانيا في عهد ترمب، في تغريدة باللغة الفارسية «أعبر عن تضامني مع عائلة مهسا أميني وجميع رجال ونساء إيران الأبطال الذين يقفون ضد نظام خامنئي».

133 مدينة

ورغم القمع الوحشي لنظام الملالي المحتضر، امتدت انتفاضة الشعب الإيراني في يومها الثامن لتشمل 133 مدينة في 31 محافظة، وهزت كل أركان نظام الملالي الغارق في الأزمات. واستشهد أكثر من 100 من المنتفضين على أيدي الحرس والشرطة وعناصر المخابرات ورجال الأمن بالزي المدني، وتم تنفيذ اعتقالات واسعة النطاق في جميع أنحاء إيران والعملية مستمرة.

رداً على ذروة الانتفاضة التي عمت البلاد، اعترفت الديكتاتورية رسميا بإغلاق الإنترنت بعد أسبوع من النفي، وقال زارع بور وزير الاتصالات في حكومة رئيسي اليوم «بسبب القضايا الأمنية وبعض النقاشات الدائرة في البلاد هذه الأيام، قد يتم في بعض الأحيان تحديد القيود وتطبيقها من قبل الأجهزة الأمنية». وأضاف «في الأيام الأخيرة، كانت هناك قيود مؤقتة في بعض الأماكن وفي بعض الساعات».

ثورة النساء

ويقول إيرانيون لصحيفة «جارديان» البريطانية «إن الاحتجاجات السابقة كانت تتألف بشكل أساسي من الرجال، لكن هذه الاحتجاجات مختلفة تماما، كما أن معظم المتظاهرين من الشباب، ويتلقون دعما مستمرا من كبار السن، خاصة المتقاعدين الذي خرجوا في احتجاجات سابقة للمطالبة بتحسين أوضاعهم».

الجديد أيضا في الاحتجاجات، مشاركة أعراق مختلفة فيها، من بدءا من الأكراد والعرب والآذريين»، ويقول أحد الخبراء، «إن هذه الاحتجاجات وحدت الناس رغم اختلاف انتماءاتهم العرقية».

مشاركة المشاهير

وتشهد مدن إيرانية كبرى احتجاجات مستمرة منذ 10 أيام، وفي طهران يتصاعد الغضب رفضا لقمع السلطات، كما خرج آلاف المتظاهرين في مدن مثل رشت وأصفهان وقم، معقل التشدد الديني في إيران.

يردد المتظاهرون خلال الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية، شعارات مثل «من تبريز إلى سنندج، من طهران إلى مشهد»، ويشارك عدد كبير من المسلمين السنة المهمشين في الاحتجاجات أيضا، ويؤكد أحد المتظاهرين، أن السنة انضموا بقوة إلى الاحتجاجات وهم سعداء بها ويناصرونها، ويوم الاثنين الماضي أغلقوا متاجرهم في مناطقهم حدادا على وفاة مهسا أميني.

وانضم المشاهير أيضا إلى الاحتجاجات، منقلبين على الحكومة التي دعموها سابقا، لكن مع ارتفاع مستويات الظلم أدركوا أن شيئا كبيرا يحدث، وأن هذه الاحتجاجات هادفة، وهي تنتشر في المناطق المحافظة لأن الناس ببساطة فقدوا كل الثقة في الحكومة.

أرقام من الانتفاضة الإيرانية:

133 مدينة تنتفض ضد الملالي

32 مدينة تشهد المظاهرات

100 قتيل سقطوا في 8 أيام

10 قتلى من بين قوات الأمن

1800 معتقل

إضاءة الحرية

وفيما تتواصل الاحتجاجات في إيران، يضاء أعلى مبنى في سان فرانسيسكو حتى مساء اليوم الأحد تضامنا مع احتجاجات الشعب الإيراني العامة التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني. والإضاءة من تصميم شقايق سيروس، وهي فنانة إيرانية مقيمة في أميركا، وبدعم من جمعية المرأة الأمريكية الإيرانية.

ومنذ اندلاع الاحتجاجات، شنت السلطات حملات قمع واسعة ضد المتظاهرين أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، فيما تؤكد وسائل الإعلام الرسمية التابعة للحكومة الإيرانية مقتل 35 قتيلا.

وتبدو الاحتجاجات مختلفة هذه المرة في إيران، وهي مغايرة لتلك التي اندلعت في 2009، و2019، بسبب مشاركة أعداد كبيرة من النساء الرافضات لتقييد حرياتهن.