أفكار في ذكرى اليوم الوطني
السبت - 24 سبتمبر 2022
Sat - 24 Sep 2022
تمثل ذكرى اليوم الوطني مناسبة غالية تحتفل بها المملكة العربية السعودية في الـ23 من سبتمبر من كل عام على الصعيدين الرسمي والمجتمعي، حيث تصدر الجهات المعنية مفاتيح معيارية دقيقة لشعارات المناسبة وألوانها وألفاظها المستخدمة أيضا، وهو أمر ينم عن ترتيب ووعي، كما يدل على رغبة أكيدة في الارتقاء بهذه المناسبة ثقافيا وذوقيا لتعبر عن ملامح الشخصية السعودية المعاصرة، التي باتت مميزة بفعلها ونشاطها على الصعيدين الإقليمي والدولي.
في هذا السياق لا يمكن أن أنسى تلك النقاشات الصاخبة التي كنا نقضيها مع عدد من المتشددين الذين كانوا يرفضون الاحتفاء بهذا اليوم، إيمانا منهم بأن ذلك بدعة تؤدي إلى ضياع الدين، وأن الله قد حدد أياما بعينها يمكن للمسلم أن يحتفي بها، وهما عيدا الفطر والحج علاوة على يوم الجمعة، وعبثا حوارنا معهم في حينه وتوضيحنا بأن الاحتفاء باليوم الوطني لا علاقة له بأي منظومة دينية، وأنه من باب الشكر على النعم الذي حبب الله فعله، فهو يوم تأكدت فيه وحدة هذه الأرض، وإعلان تسميتها بما نحن عليه اليوم، وكنا قبل ذلك طرائق شتى، يَغير بعضنا على بعض، ويخاف بعضنا من بعض، حتى جاء الملك المؤسس عبدالعزيز وقاد بعزيمته وحكمته كوكبة من الرجال المخلصين الذين وحدوا هذا الكيان، وربطوا أجزاءه من الماء إلى الماء، وهو ما لم يحدث منذ نهاية القرن الأول الهجري تقريبا. كل هذا ألا يستحق أن نشكر الله عليه فنحتفي بذكرى هذا اليوم.
كان ذلك حديثنا وحجتنا، ولم يسمعنا أحد منهم في حينه، وأظن أنه ديدنهم حتى اليوم، لكن إرادة سنية بدأت شعلتها من عهد الملك عبدالله يرحمه الله، هي التي أكدت مشروعيتنا كمواطنين لأن نفرح ونحتفي ونشكر الله على ما من علينا من نعمة الخير والإحسان والأمن والأمان، مصداقا لقوله تعالى {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
واليوم ونحن (وأقصد جيلي) نعيش في هذا العهد الزاهر الذي وضح فيه دور المملكة العربية السعودية القيادي على الصعيد العالمي بفضل جهد أمير شاب يتميز بالحكمة، وتعلو قسماته سمات القوة والأمانة لمليكه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله ولوطنه، قد أصبحنا شهود مرحلة، ورأينا ما كان محظورا دون وجه حق يتم القيام به على أكمل وجه، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بغيره كما يقال، وانتهينا من جدال عبثي حول السماح بقيادة المرأة، ومفهوم الخلوة والاختلاط فقهيا، وحجة سد الذرائع التي حرم بسببها كثير من المباحات، والنظر إلى الآخر بسوء ظن بعكس ما أمرت به شريعتنا الغراء، إذ كان الرجل والمرأة موضع اتهام وعليهم أن يثبتوا العكس، وهو ما لم يأمر به الله ولا رسوله، كما لم يكن سائدا في مجتمعنا قبل تسيد مفاهيم التشدد بما عرف اصطلاحا بـ»صحوة»، التي لم تكن سوى نكسة وتراجع عن ملامح الفطرة السليمة والحكم الإسلامي الرشيد، الذي يجعل من إحسان الظن ركيزة حال التعامل مع الآخر، ويقوم على درء الحدود بالشبهات، إلى غير ذلك من القواعد العدلية الضابطة للعلاقات بين الناس ذكورا وإناثا.
على إني وجيلي لا نريد أيضا أن ننتقل من تطرف إلى آخر، وليس هذا هو مراد قيادتنا الرشيدة أبدا، وإنما كان ولا يزال الهدف هو تحقيق التوازن الذي سيكون نسبيا أيضا، بحكم بشريتنا وقدرتنا على الاجتهاد، ولذلك كنت ولا أزال أرجو أن يكون هذا اليوم معززا بشكل عملي لشواهد نهضتنا السعودية من جهة، ومذكرا بشكل ملموس لواقعنا القديم وكيف أصبحنا بفضل هذه الوحدة والارتباط، التي سمحت لإنسان في مدينة جازان مثلا في أقصى الجنوب الغربي ليعيش بحرية وأمان واندماج في مدينة الخفجي بأقصى الشمال الشرقي، وما كان ذلك ممكنا من قبل على الرغم من وحدة الدين والأرومة.
كم أرجو أن يعقد في كل مدينة وبلدة مستقبلا مهرجانا موحدا في الأفكار يعكس الفكرة السالفة التي أراها جوهر ما يجب أن نعززه في نفوس أولادنا، فاحتفاؤنا يجب ألا يقتصر على التلويح بعلم، ورفع الصوت بأغنية وطنية، والتمايل والرقص المشين من البعض، وإنما مهم أن يتعدى ليعرف أولادنا ما كنا عليه وما أصبحنا فيه، ليحافظوا على مكتسبات واقعنا ويهتموا بتنميتها وحمايتها. ويوم وطني مجيد.
zash113@
في هذا السياق لا يمكن أن أنسى تلك النقاشات الصاخبة التي كنا نقضيها مع عدد من المتشددين الذين كانوا يرفضون الاحتفاء بهذا اليوم، إيمانا منهم بأن ذلك بدعة تؤدي إلى ضياع الدين، وأن الله قد حدد أياما بعينها يمكن للمسلم أن يحتفي بها، وهما عيدا الفطر والحج علاوة على يوم الجمعة، وعبثا حوارنا معهم في حينه وتوضيحنا بأن الاحتفاء باليوم الوطني لا علاقة له بأي منظومة دينية، وأنه من باب الشكر على النعم الذي حبب الله فعله، فهو يوم تأكدت فيه وحدة هذه الأرض، وإعلان تسميتها بما نحن عليه اليوم، وكنا قبل ذلك طرائق شتى، يَغير بعضنا على بعض، ويخاف بعضنا من بعض، حتى جاء الملك المؤسس عبدالعزيز وقاد بعزيمته وحكمته كوكبة من الرجال المخلصين الذين وحدوا هذا الكيان، وربطوا أجزاءه من الماء إلى الماء، وهو ما لم يحدث منذ نهاية القرن الأول الهجري تقريبا. كل هذا ألا يستحق أن نشكر الله عليه فنحتفي بذكرى هذا اليوم.
كان ذلك حديثنا وحجتنا، ولم يسمعنا أحد منهم في حينه، وأظن أنه ديدنهم حتى اليوم، لكن إرادة سنية بدأت شعلتها من عهد الملك عبدالله يرحمه الله، هي التي أكدت مشروعيتنا كمواطنين لأن نفرح ونحتفي ونشكر الله على ما من علينا من نعمة الخير والإحسان والأمن والأمان، مصداقا لقوله تعالى {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
واليوم ونحن (وأقصد جيلي) نعيش في هذا العهد الزاهر الذي وضح فيه دور المملكة العربية السعودية القيادي على الصعيد العالمي بفضل جهد أمير شاب يتميز بالحكمة، وتعلو قسماته سمات القوة والأمانة لمليكه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله ولوطنه، قد أصبحنا شهود مرحلة، ورأينا ما كان محظورا دون وجه حق يتم القيام به على أكمل وجه، فالله يزع بالسلطان ما لا يزع بغيره كما يقال، وانتهينا من جدال عبثي حول السماح بقيادة المرأة، ومفهوم الخلوة والاختلاط فقهيا، وحجة سد الذرائع التي حرم بسببها كثير من المباحات، والنظر إلى الآخر بسوء ظن بعكس ما أمرت به شريعتنا الغراء، إذ كان الرجل والمرأة موضع اتهام وعليهم أن يثبتوا العكس، وهو ما لم يأمر به الله ولا رسوله، كما لم يكن سائدا في مجتمعنا قبل تسيد مفاهيم التشدد بما عرف اصطلاحا بـ»صحوة»، التي لم تكن سوى نكسة وتراجع عن ملامح الفطرة السليمة والحكم الإسلامي الرشيد، الذي يجعل من إحسان الظن ركيزة حال التعامل مع الآخر، ويقوم على درء الحدود بالشبهات، إلى غير ذلك من القواعد العدلية الضابطة للعلاقات بين الناس ذكورا وإناثا.
على إني وجيلي لا نريد أيضا أن ننتقل من تطرف إلى آخر، وليس هذا هو مراد قيادتنا الرشيدة أبدا، وإنما كان ولا يزال الهدف هو تحقيق التوازن الذي سيكون نسبيا أيضا، بحكم بشريتنا وقدرتنا على الاجتهاد، ولذلك كنت ولا أزال أرجو أن يكون هذا اليوم معززا بشكل عملي لشواهد نهضتنا السعودية من جهة، ومذكرا بشكل ملموس لواقعنا القديم وكيف أصبحنا بفضل هذه الوحدة والارتباط، التي سمحت لإنسان في مدينة جازان مثلا في أقصى الجنوب الغربي ليعيش بحرية وأمان واندماج في مدينة الخفجي بأقصى الشمال الشرقي، وما كان ذلك ممكنا من قبل على الرغم من وحدة الدين والأرومة.
كم أرجو أن يعقد في كل مدينة وبلدة مستقبلا مهرجانا موحدا في الأفكار يعكس الفكرة السالفة التي أراها جوهر ما يجب أن نعززه في نفوس أولادنا، فاحتفاؤنا يجب ألا يقتصر على التلويح بعلم، ورفع الصوت بأغنية وطنية، والتمايل والرقص المشين من البعض، وإنما مهم أن يتعدى ليعرف أولادنا ما كنا عليه وما أصبحنا فيه، ليحافظوا على مكتسبات واقعنا ويهتموا بتنميتها وحمايتها. ويوم وطني مجيد.
zash113@