عبدالله مشرف المالكي

اليوم الوطني السعودي 92 عاما من الوحدة والرفعة

الخميس - 22 سبتمبر 2022

Thu - 22 Sep 2022

يثير الاحتفال باليوم الوطني السعودي كل عام مشاعر جياشة في نفوس السعوديين، الذين تخفق قلوبهم بعواطف متباينة كلما رفرف العلم الأخضر بين أكف الحشود الهادرة، فمن الفرحة بذكرى توحيد البلاد، إلى الفخر بالمكانة والتأثير، إلى الأمل في غد أكثر إشراقا، يعيش المواطن السعودي هذا اليوم مقلبا عينيه في صور الآباء والأجداد، فيرى أصالة من حملوا عبء البناء وتمهيد الأرض، ويقلب عينيه في الشبان والفتيات، فيرى عزيمة لا تلين، وعلما وخلقا جديرين بهذا الشعب، ويقلب عينيه في الناشئة والأطفال، فيرى طاقات نور، وآفاقا للعلا.

يأتي الاحتفال باليوم الوطني السعودي هذا العام وسط تحديات جمة يعيشها العالم والمنطقة والمملكة، وإنه لفرصة عظيمة أن يكون هذا التاريخ المجيد درسا متجددا، منه نستقي الحكمة والإرادة والقوة.

فلولا توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود –رحمه الله– لما نبتت هذه الشجرة الباسقة التي نستظل في فيئها، ونأكل من حلو ثمارها.

وهذا هو الدرس الأول من هذه المناسبة الوطنية؛ أن وحدة بلادنا صمام أمام لنا في الداخل السعودي، كما إنها ضرورة حياتية للأمتين العربية والإسلامية.

فلا شك أن استقرار قمرة القيادة في السفينة، سيؤدي إلى سلامة المسار، وسرعة الوصول، وراحة المسافرين، ولما كانت المملكة العربية السعودية تقود سفينة العالمين العربي والإسلامي، كان من الواجب أن يحرص الجميع على وحدتها وأمنها.

أما الدرس الثاني الذي نستنبطه في اليوم الوطني فيتعلق بقوة الإرادة، فلنحكي لأبنائنا وبناتنا عن رجل خرج بـ 40 من أنصاره، فاستطاع أن يؤسس مملكة، وينشأ دولة، ويرفع راية ما تزال ترف عالية في عنان السماء.

إن قصة توحيد بلادنا ليست مجرد حبر على ورق، وإنمّا هي دماء على سيف، وأثر على أرض، لذا يجب أن تكون مصدر إلهام للأجيال الجديدة، وأن تدرس بعناية في المدارس والجامعات، لتكون لكل غافل تنبيها، ولكل يائس أملا، ولكل خامل تنشيطا، ولكل حالم رجاءا وتحفيزا.

إننا وإذ نحتفل بالذكرى الثانية بعد التسعين لهذا الحدث الأبرز في تاريخ مملكتنا، فإننا نضع عينا على واقعنا وأخرى على مستقبلنا؛ فما تشهده البلاد على يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان حفظهما الله ، ليعد طفرة حضارية مؤثرة؛ فبفضل سياستهما الحكيمة في استلهام مآثر الأسلاف، تبنى الدولة الحديثة كأمتن ما يكون، ويؤسس طور جديد في رفعة هذا الشعب وهذه الأرض.

إلى كل سعودي وكل سعودية ها هو الزمان قد استدار، ليذكركم بيوم من أهم الأيام في تاريخ وطنكم، فاستقبلوه بالفخر والعمل، والتهاني والأمل، وليكن شعاركم اليوم "نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل (فوق) ما فعلوا".