علي الحجي

الخطوة الثانية والتسعون

الخميس - 22 سبتمبر 2022

Thu - 22 Sep 2022

يكمل هذه الأيام عداد الزمن دورته الثانية والتسعين منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، ومع كل دورة نجعل من أحلامنا أهدافا، وبهمتنا نصنع من أهدافنا واقعا، فواقع اليوم كان هدف الأمس، وهدف الأمس حلما فيما مضى، فالأمن أصبح نموذجا يحتذى به، وحالة الكفاف تحولت إلى سطوة اقتصادية عالمية تعادل موازين القوى وتبني جسور النماء، وتغيث المحتاج، وتبني شراكات مع قوى العلم والمعرفة.

هذه الحالة من الازدهار والنماء المتلاحق لم تأت عبثا أو صدفة، بل هي نتيجة بناء متلاحق، وإيمان راسخ، وتلاحم أيد، وتلاقي قلوب، بدأها المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يدا بيد مع الأجداد، ويقودها الآن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده الطموح الأمير محمد بن سلمان مع الأبناء، اتسقت في مشروع واحد، مشروع وطن بدأ بالتضحيات في أولى محطاته، حتى استتب الأمن وعم، ثم بدأت مسيرة البناء بأيدي الأبناء وقلوب الرجال وحكمة الشيوخ، فحول تراب الوطن ومقدراته إلى مشروع بناء عظيم، اتسقت فيه القوى وتناغمت القلوب نحو هدف واحد، أن نحظى جميعا بوطن نفخر به، وها نحن نقطف بوادر الثمرة.

ومع أعنف أحداث القرن أزمة كورونا التي هزت إمبراطوريات وهدمت صروحا عالمية، ولم يستطع النفاد منها إلا قليل، إلا أننا وبلا فخر تجاوزناها بفضل الله ثم بحصاد ما تم زراعته من بنية تحتية جبارة على المستوى الأمني والصحي والحس الوطني، بل إنا خرجنا منها أكثر قوة. أبناؤنا يتصدرون منابر العالم في التنافس العلمي على مستوى التعليم، واقتصادنا يبني شراكات وينشئ مؤسسات عالمية ضخمة ويستقطب أفضل الخبرات العالمية في كل المجالات، كما تم رفع مستوى جودة الحياة خلال الخمس السنوات الماضية بشكل واضح من خلال تسهيل التعاملات وتحديث الأنظمة وزيادة كفاءة الخدمات التي يحصل عليها المواطن بكل يسر وسهولة.

إن كل ما يتحقق الآن من منجزات ليس وليد الصدفة بل نتيجة تخطيط دقيق خصوصا في الخمس سنوات الأخيرة، فقد بنيت مؤشرات يظهر من خلالها مدى التقدم في كل مرحلة يمكن من خلالها تقييم كل مرحلة ثم تقويمها في طريقنا نحو 2030.

ولعل أقل واجباتنا تجاه الوطن استشعاره في قلوبنا وتربية أبنائنا على إكمال المسيرة، فالتكاتف والتآلف هي أهم الأدوات التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن، وهي ما يعول عليها للاستفادة القصوى من إمكانياتنا وقدراتنا كوطن عظيم.

aziz33@