الحماية الجنائية لعلم الدولة
الخميس - 22 سبتمبر 2022
Thu - 22 Sep 2022
إن من الغرائز التي أودعها الله تعالى في النفس البشرية حب الإنسان لوطنه وبلاده، هذه الغريزة موجودة في نفس كل إنسان، فهو يحب بلده ووطنه، ويحب الأرض التي ولد فيها ونشأ عليها وتربى وترعرع في ربوعها، هذه الغريزة الطبيعية في حب البشر لأوطانهم ليست متعلقة بالإنسان فحسب، بل موجودة أيضا عند كثير من المخلوقات والحيوانات منها بالخصوص.
وهذا النزوع هو من ضروريات الوجود الإنساني على الأرض، فلولا هذه الغريزة ووجودها في نفس الإنسان لما عمرت وازدهرت البلدان، ولما ارتقى هذا الإنسان إلى كمالاته الحضارية التي شهدتها هذه الأرض والتي لا تزال تشهدها، وسيبقى إعمار الإنسان لهذه الأرض تبعا لوجود هذه الغريزة في نفس الإنسان وحياته، والتي بسببها نرى هذا الميل والانشداد الواضح والقوي لوطنه.
فمن الأشياء التي فطر الله تعالى الإنسان عليها تعلقه بأهله وأرضه، فالوطنية لا تعني أكثر من هذا، فحب الوطن هو امتداد طبيعي لحب الوالدين والأجداد والأهل والعشيرة، والتعلق بالوطن هو أيضا امتداد فطري للتعلق بذكريات مسقط الرأس ومحيط النشأة وتاريخ القبيلة ومجد الأهل والأقارب، وهذا ما أشار إليه الزمخشري حين تحدث عن فطرة حب الوطن: «وكل يحب وطنه وأوطانه ومواطنه»، أي أن جميع الناس يتعلقون ويحبون أوطانهم لما يربطهم بهذه الأوطان من ذكريات وعلاقات.
إن من حب الوطن تنشأ الغيرة عليه والاستعداد للدفاع عنه، ولقد أحب النبي –صلى الله عليه وسلم– مكة كموطن رغم شرك أهلها واضطهادهم لدعوته، حتى قال لحظة فراقه لها عند الهجرة: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت».
وعلى ذلك حينما نطالع التاريخ الإنساني للشعوب والمجتمعات نجد في صميم ثقافتها وآدابها مساحة واسعة تعبر من خلالها تلك المجتمعات والشعوب عن حبها وعشقها لأوطانها حتى قيل إن العرب في السابق إذا هموا بسفر حملوا معهم تربة من أرضهم حتى يستنشقوا ريحها، وبناء على ما سبق فإننا مقبلون على مناسبة وطنية وهي (اليوم الوطني الـ 92)، والذي يجدد فيه الشعب السعودي ولاءه لحكومته الرشيدة، ويتذكر فيه تاريخ الآباء والأجداد وما قدموا من تضحيات لقيام هذه الدولة جيلا بعد جيل.
ومن المهم جدا كوني رجل قانون وأهتم بتوعية المجتمع نحو الثقافة القانونية أن أتحدث عن الحماية الجنائية لعلَم الدولة، حيث إن العلم رمز من رموز سيادة الدولة، وله اعتبار قانوني وليس قطعة قماش لا يلقى لها بال! وقد نصت المادة الـ3 من النظام الأساسي للحكم على أن علم الدولة يكون لونه أخضر وعرضه يساوي ثلثي طوله، تتوسطه كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، تحتها سيف مسلول، ولا ينكس العلم (أبدا)، ولذلك نصت المادة الـ20 من نظام العلم الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/3 بتاريخ 10 / 2 / 1393هـ: يعاقب بالحبس لمدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العلم الوطني.
ومما لا شك فيه أن استخدام العلم الوطني يكون ملاحظا وواضحا في مناسبة الاحتفال باليوم الوطني بين الأفراد وفي الشوارع والطرقات والأماكن العامة، وأنه لأي جريمة ركن مادي أو سلوك، إذ إن القانون لا يعاقب على النوايا إلا إذا تمخض عنها سلوك، فالسلوك الإجرامي المعاقب عليه في إهانة علم الدولة صورته أن يسقطه على أرض ويكون العلم واقعا على الأرض وهو يسير سواء على الأقدام أو بالسيارة أو يضع العلم في موضع الإهانة، وكل ذلك يعد اعتداء على العلم الوطني، لأنه يفترض فيه أنه يعلم أن التصرف الذي قام به معاقب عليه قانونا.
expert_55@
وهذا النزوع هو من ضروريات الوجود الإنساني على الأرض، فلولا هذه الغريزة ووجودها في نفس الإنسان لما عمرت وازدهرت البلدان، ولما ارتقى هذا الإنسان إلى كمالاته الحضارية التي شهدتها هذه الأرض والتي لا تزال تشهدها، وسيبقى إعمار الإنسان لهذه الأرض تبعا لوجود هذه الغريزة في نفس الإنسان وحياته، والتي بسببها نرى هذا الميل والانشداد الواضح والقوي لوطنه.
فمن الأشياء التي فطر الله تعالى الإنسان عليها تعلقه بأهله وأرضه، فالوطنية لا تعني أكثر من هذا، فحب الوطن هو امتداد طبيعي لحب الوالدين والأجداد والأهل والعشيرة، والتعلق بالوطن هو أيضا امتداد فطري للتعلق بذكريات مسقط الرأس ومحيط النشأة وتاريخ القبيلة ومجد الأهل والأقارب، وهذا ما أشار إليه الزمخشري حين تحدث عن فطرة حب الوطن: «وكل يحب وطنه وأوطانه ومواطنه»، أي أن جميع الناس يتعلقون ويحبون أوطانهم لما يربطهم بهذه الأوطان من ذكريات وعلاقات.
إن من حب الوطن تنشأ الغيرة عليه والاستعداد للدفاع عنه، ولقد أحب النبي –صلى الله عليه وسلم– مكة كموطن رغم شرك أهلها واضطهادهم لدعوته، حتى قال لحظة فراقه لها عند الهجرة: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت».
وعلى ذلك حينما نطالع التاريخ الإنساني للشعوب والمجتمعات نجد في صميم ثقافتها وآدابها مساحة واسعة تعبر من خلالها تلك المجتمعات والشعوب عن حبها وعشقها لأوطانها حتى قيل إن العرب في السابق إذا هموا بسفر حملوا معهم تربة من أرضهم حتى يستنشقوا ريحها، وبناء على ما سبق فإننا مقبلون على مناسبة وطنية وهي (اليوم الوطني الـ 92)، والذي يجدد فيه الشعب السعودي ولاءه لحكومته الرشيدة، ويتذكر فيه تاريخ الآباء والأجداد وما قدموا من تضحيات لقيام هذه الدولة جيلا بعد جيل.
ومن المهم جدا كوني رجل قانون وأهتم بتوعية المجتمع نحو الثقافة القانونية أن أتحدث عن الحماية الجنائية لعلَم الدولة، حيث إن العلم رمز من رموز سيادة الدولة، وله اعتبار قانوني وليس قطعة قماش لا يلقى لها بال! وقد نصت المادة الـ3 من النظام الأساسي للحكم على أن علم الدولة يكون لونه أخضر وعرضه يساوي ثلثي طوله، تتوسطه كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، تحتها سيف مسلول، ولا ينكس العلم (أبدا)، ولذلك نصت المادة الـ20 من نظام العلم الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/3 بتاريخ 10 / 2 / 1393هـ: يعاقب بالحبس لمدة لا تتجاوز سنة وبغرامة لا تزيد عن ثلاثة آلاف ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أسقط أو أعدم أو أهان بأية طريقة كانت العلم الوطني.
ومما لا شك فيه أن استخدام العلم الوطني يكون ملاحظا وواضحا في مناسبة الاحتفال باليوم الوطني بين الأفراد وفي الشوارع والطرقات والأماكن العامة، وأنه لأي جريمة ركن مادي أو سلوك، إذ إن القانون لا يعاقب على النوايا إلا إذا تمخض عنها سلوك، فالسلوك الإجرامي المعاقب عليه في إهانة علم الدولة صورته أن يسقطه على أرض ويكون العلم واقعا على الأرض وهو يسير سواء على الأقدام أو بالسيارة أو يضع العلم في موضع الإهانة، وكل ذلك يعد اعتداء على العلم الوطني، لأنه يفترض فيه أنه يعلم أن التصرف الذي قام به معاقب عليه قانونا.
expert_55@