فهد محمد الأحمري

«مدير المدرسة.. ولدك ما جاب عود!»

الأربعاء - 21 سبتمبر 2022

Wed - 21 Sep 2022

بعد تصريح الرئيس التنفيذي المكلف لهيئة الموسيقى سلطان البازعي بأنه خلال عامين ستكون مادة الموسيقى ضمن مناهج التعليم العام بدءا من رياض الأطفال إلى بقية الصفوف، انطلقت التعليقات الساخرة وكان أكثرها تداولا: «تخيل يتصل مدير المدرسة يقول: ولدك ما جاب العود»!

صحيح أن التعليق ظريف وظرافته تكمن في عدة عوامل منها أن المجتمع للتو بدأ يتعافى من التشدد والخروج من عباءة الصحوة بالإضافة إلى أن هذا القرار جديد على مجتمعنا وهي عادة كل الشعوب في التهكم على كل جديد في القرارات والأنظمة المستحدثة لكننا في يوم ما قد نخجل من تداولنا لمثل هذا التعليق المضحك في وقته وربما نضحك على ضحكنا آنذاك.

وقد حدث مثل ذلك في مسيرة قرارات الدولة التي واجهت ممانعات عديدة شعبية ومؤسسية منذ قرار تدريس البنات وانتهاء بدمج التعليم ثم تحويل تلاميذ الصفوف الأولى إلى مدارس البنات وفي هذا انتشرت التعليقات التهكمية حتى ظهر للناس صحة القرار وأن المعلمات أولى بتدريس التلاميذ في هذه المرحلة.

ولو تحدثنا عن التهويل ممزوجا بالطرائف التي صاحبت ما هو أشد من آلة موسيقية كدخول القنوات الفضائية وحضور جوال الكاميرا في البلاد والذي تم منعه فترة ثم حصر منع استخدامه على المرأة، وكانت تصدر التعليقات الساخرة (الطقطقة) والجارحة أحيانا لمن يوفر لزوجته هذا الجهاز.

وحتى قرار تغيير العطلة الأسبوعية إلى يومي الجمعة والسبت، لم يسلم هو الآخر من بعض الاعتراضات الشعبية الطبيعية تجاه كل جديد وفي الجانب الآخر ظهرت الأصوات المتزمتة نوعا ما سيما التي تحدثت عن التشبه بالكفار في العطلة يوم السبت وهو أغرب ما يكون في هذا الشأن. لم يخل هذا القرار من قفشات لطيفة كالتباكي على يوم الخميس الذي تحول من يوم عطلة إلى يوم عمل ودخل على الخط رواد الاستراحات في تندرهم على تغيير مواعيد اللقاءات والسهرات وما هي الآلية لإيصال المعلومة إلى «كومار» حارس الاستراحة.

ولا زلنا نذكر التحريم الشعبي لقيادة المرأة للسيارة وعند صدور السماح تداول الناس «الطقطقة» ومنها قصة سيدة ضيّعت طريق البيت أثناء قيادتها لسيارتها، فتقوم بمكالمة زوجها تخبره بالأمر، يسألها الزوج: «وينك؟» قالت: «مدري بس أنا الحين أشوف برج المملكة»!

يرد الزوج مغشي عليه من الضحك: كل أهل الرياض يشوفون برج المملكة!

وبالعودة إلى موضوع «ولدك ما جاب عود» فإن هذا لاشك من المبالغة في الدعابة وإلا، ففي نظري، لن تطلب المدارس من الطلاب إحضار الآلات الموسيقية، حيث سيكون هناك قاعة/فصل خاص بهذه المادة أو شيء من هذا القبيل.

وبعيدا عن الخوض في تفاصيل الحكم الشرعي في هذه المسألة الاجتهادية والتي هي محل خلاف كبير بين جمهور الفقهاء والمحدثين لكونها من القضايا ظنية الثبوت وقد نقل كثير من الباحثين على أن جمهور الأئمة يرون الإباحة، ورغم هذا الخلاف الواسع فإنه يحسن احترام الرأي الذي يرى حرمتها وبالتالي توضع مادة الموسيقى اختيارية أو من الأنشطة غير المنهجية دون أن تكون إلزامية على الطلاب والطالبات على الأقل في أول التجربة.

FahadAlAhmary1@