جائزة كبرى للمهنية الإعلامية!
الثلاثاء - 20 سبتمبر 2022
Tue - 20 Sep 2022
المهنية لفظ عام، ارتبط بالحقل الإعلامي أكثر من غيره، كارتباط الموضوعية بلغة العلم، وكارتباط الاحترافية بالمهارات، والإبداعية بالكتابة والفنون، وأصبح يدل على كل تلك المصطلحات في الحقل الإعلامي، ويرتبط ارتباطا وثيقا بالمصداقية، وكأنه هي؛ لذا لن تجد ميثاق شرف إعلامي يخلو من لفظ المهنية، ثم تأتي بعدها البنود والفقرات التي تفكك المصطلح وتضع الإعلامي أمام التحدي الأكبر الذي يجب أن يحافظ عليه.
المهنية حساسة جدا، أخالها كسمعة الفتاة في المجتمعات الشرقية، تتأثر بأقل خطأ، وغالبا لا يفيد التبرير أو الاعتذار أو النفي في استعادة ما فقد منها، وهذا ما يجعل المؤسسات الإعلامية الكبرى تولي عناية فائقة بميثاق الشرف الصحفي، والتركيز على قيم المهنية، والتذكير المستمر بها، فهي رأس المال الذي لا يقبل التأرجح، فما بالك بالخسران أو قتامة السمعة!
المهنية تقتضي أن يبني الإعلامي جدارا بينه وبين المنافع الذاتية، أيا كانت تلك المنافع، فلا يتكسب ماديا أو معنويا بمهنته الإعلامية خارج إطار المنظومة المشروعة له، ولا يعني التكسب هنا الحصول على أجر مقابل أعماله، بل التكسب اللامشروع ببناء العلاقات الشخصية أو المالية على حساب مهنيته الإعلامية، فيلمّع ويشيد بمن لا يستحق الإشادة، ويهاجم ويقلل من قيمة منجزات من يناوئهم، وهم بالإشادة جديرون، فبئس الإعلامي من يجري في هذه المسالك القبيحة!
المهنية تقتضي استقصاء المعلومة، وبذل مجهود مضاعف لتأكيدها، فتحقيق السبق بمعلومات نيئة مرتبكة، أو شبه مؤكدة، ينقلب بالسوء على المهنية، ويخدش سمعة الإعلامي والمؤسسة، فكمال السبق مناطه الاستقصاء وتمحيص المعلومة، ولو فتح أحد رؤساء تحرير الصحف والقنوات مكتبه لهالنا كم شكاوى الجهات والأفراد، ناهيك عما في مكاتب المحامين من القضايا المرفوعة، جراء تكاسل بعض الإعلاميين عن تحقيق مهنيتهم، أو تقديرهم المنقوص لصحة المعلومة.
المهنية تقتضي أن يضحي الإعلامي في سبيلها براحته، وليس ذلك فقط، بل أن يضحي ببعض مكتسباته المادية أو المعنوية، فالحقيقة هي الهدف السامي الذي يجري خلفه، ليحقق شعار «السلطة الرابعة»، فهو أشبه برجل الأمن الذي يسعى بكل جهد لحل طلاسم القضايا وتعقيداتها بحثا عن الحقيقة، وردعا للمتجاوزين والفاسدين والمقصرين، دون أن يؤدي بحثه إلى ضرره أو ضرر المؤسسة، وتأتي التضحية في تقديمه للحقيقة على كل ما عداها، فلا يحول بينه وبينها خوف على علاقة أو مصلحة، أو رهبة من متنفذ يلوح في وجهه بسوط السلطة.
إعلامنا ثري بالكفاءات الإعلامية المهنية، ومؤسساتنا الإعلامية تعنى عناية كبرى بها، وأملنا عريض في زيادة الاهتمام والعناية، وحث منسوبي المؤسسات الإعلامية بمختلف أحجامها على ضرورة الحصول على الرخصة المهنية، وتطوير ذواتهم بالمزيد من الدورات المنتظمة في هذا الشأن، كما أن الطموح كبير في أن يكون الإعلام منافسا أو شريكا أساسيا (لنزاهة) في التحقيق والكشف عن قضايا الفساد المالي والإداري والعلمي والأخلاقي، والغوص في القضايا الجنائية، ليكون سلطة رابعة حقيقية، يحسب لها الفاسدون والانتهازيون ألف حساب.
ومن هذا المنبر أدعو وزارة الإعلام إلى تخصيص جائزة إعلامية مرموقة، لا يتقدم إليها الإعلاميون، بل تمنحها الوزارة وفق استراتيجيات ومؤشرات خاصة للإعلامي وللمؤسسة، وتظل طموحا لكل مؤسسة، ولكل إعلامي قدم المهنية على ما عداها، وحقق منجزات إعلامية نوعية، تستحق الإشادة والاقتداء.
ahmad_helali@
المهنية حساسة جدا، أخالها كسمعة الفتاة في المجتمعات الشرقية، تتأثر بأقل خطأ، وغالبا لا يفيد التبرير أو الاعتذار أو النفي في استعادة ما فقد منها، وهذا ما يجعل المؤسسات الإعلامية الكبرى تولي عناية فائقة بميثاق الشرف الصحفي، والتركيز على قيم المهنية، والتذكير المستمر بها، فهي رأس المال الذي لا يقبل التأرجح، فما بالك بالخسران أو قتامة السمعة!
المهنية تقتضي أن يبني الإعلامي جدارا بينه وبين المنافع الذاتية، أيا كانت تلك المنافع، فلا يتكسب ماديا أو معنويا بمهنته الإعلامية خارج إطار المنظومة المشروعة له، ولا يعني التكسب هنا الحصول على أجر مقابل أعماله، بل التكسب اللامشروع ببناء العلاقات الشخصية أو المالية على حساب مهنيته الإعلامية، فيلمّع ويشيد بمن لا يستحق الإشادة، ويهاجم ويقلل من قيمة منجزات من يناوئهم، وهم بالإشادة جديرون، فبئس الإعلامي من يجري في هذه المسالك القبيحة!
المهنية تقتضي استقصاء المعلومة، وبذل مجهود مضاعف لتأكيدها، فتحقيق السبق بمعلومات نيئة مرتبكة، أو شبه مؤكدة، ينقلب بالسوء على المهنية، ويخدش سمعة الإعلامي والمؤسسة، فكمال السبق مناطه الاستقصاء وتمحيص المعلومة، ولو فتح أحد رؤساء تحرير الصحف والقنوات مكتبه لهالنا كم شكاوى الجهات والأفراد، ناهيك عما في مكاتب المحامين من القضايا المرفوعة، جراء تكاسل بعض الإعلاميين عن تحقيق مهنيتهم، أو تقديرهم المنقوص لصحة المعلومة.
المهنية تقتضي أن يضحي الإعلامي في سبيلها براحته، وليس ذلك فقط، بل أن يضحي ببعض مكتسباته المادية أو المعنوية، فالحقيقة هي الهدف السامي الذي يجري خلفه، ليحقق شعار «السلطة الرابعة»، فهو أشبه برجل الأمن الذي يسعى بكل جهد لحل طلاسم القضايا وتعقيداتها بحثا عن الحقيقة، وردعا للمتجاوزين والفاسدين والمقصرين، دون أن يؤدي بحثه إلى ضرره أو ضرر المؤسسة، وتأتي التضحية في تقديمه للحقيقة على كل ما عداها، فلا يحول بينه وبينها خوف على علاقة أو مصلحة، أو رهبة من متنفذ يلوح في وجهه بسوط السلطة.
إعلامنا ثري بالكفاءات الإعلامية المهنية، ومؤسساتنا الإعلامية تعنى عناية كبرى بها، وأملنا عريض في زيادة الاهتمام والعناية، وحث منسوبي المؤسسات الإعلامية بمختلف أحجامها على ضرورة الحصول على الرخصة المهنية، وتطوير ذواتهم بالمزيد من الدورات المنتظمة في هذا الشأن، كما أن الطموح كبير في أن يكون الإعلام منافسا أو شريكا أساسيا (لنزاهة) في التحقيق والكشف عن قضايا الفساد المالي والإداري والعلمي والأخلاقي، والغوص في القضايا الجنائية، ليكون سلطة رابعة حقيقية، يحسب لها الفاسدون والانتهازيون ألف حساب.
ومن هذا المنبر أدعو وزارة الإعلام إلى تخصيص جائزة إعلامية مرموقة، لا يتقدم إليها الإعلاميون، بل تمنحها الوزارة وفق استراتيجيات ومؤشرات خاصة للإعلامي وللمؤسسة، وتظل طموحا لكل مؤسسة، ولكل إعلامي قدم المهنية على ما عداها، وحقق منجزات إعلامية نوعية، تستحق الإشادة والاقتداء.
ahmad_helali@