عمر العمري

القبول في الجامعات.. واللحظة الأصعب

الاثنين - 19 سبتمبر 2022

Mon - 19 Sep 2022

انتهت إجراءات القبول في أغلب الجامعات والكليات التقنية والعسكرية، وكانت المنافسة شديدة هذا العام للطلاب والطالبات وخاصة في المدن الرئيسة، والحظ الأوفر لمن يمتلك درجات عالية وفق النسب المركبة والموزونة لدرجات الثانوية العامة مع اختبارات القدرات والتحصيلي ووفق معاير القبول لكل جهة.ونتيجة لمحدودية المقاعد في هذه الجهات التعليمية وغيرها لم يتمكن عدد كبير من الطلاب والطالبات المتخرجين من التعليم العام الالتحاق بها وبالتالي أصبحوا في ظل عدم القدرة على إكمال الدراسة من ضمن نسب العاطلين عن العمل أو طالبي العمل.

وتولدت اللحظة الأصعب عند الكثيرين من أبنائنا الطلاب والطالبات عندما لم يحالفهم الحظ للقبول في الجامعة، وتغلبت عليهم مشاعر الإحباط وفقدان الشغف والإصرار على المضي قدما، وخف بريق الأمل لديهم، وهم وقلق يتخلج الأسرة وشعور بالمسؤولية ينعكس على الوالدين وقلبهم الحنون ويثقل كاهلهم، لتبدأ رحلة المشورات والاستشارات، كيف الصنيع لهذه المشكلة وإن بدأت كارثية في أولها! فعدم القبول الجامعي لخريج الثانوية العامة صدمة مؤلمة ليست للطالب أو الطالبة فقط وإنما لأهله الذين يعتقدون أن فرص ابنهم الحياتية المستقبلية قد انتهت عند بوابة الجامعة.

الأقدار والأرزاق مكتوبة والحياة مستمرة والجامعات ليست الطريق الوحيد للنجاح والتميز أو الطريق الأوحد لكسب الرزق والمضيء في هذه الحياة، نعم هي أحد الطرق للحصول على الوظيفة وفق تخصص ما ولكن ليس الطريق الوحيد، كثير من التجار أو رواد الأعمال أو الموظفين وبعضهم متميزون وأصحاب مداخيل عالية لم يحظوا بتعليم جامعي، إذن ما هي الفكرة؟ وما هو سر الخطلة؟

أعتقد أغلبهم اتفقوا على التحرك والخروج من هذا الوضع، ثم إدراك الموقف الحالي، ثم تطوير المهارات الشخصية والقراءة؛ فالتعليم والتعلم ليس فقط في مقاعد الدراسة وإنما كل مصادر التعلم مفتوحة بين يديك الآن؛ فأفكارك هي التي سوف تكوّن حياتك ومستقبلك.

أتفق مع كثيرين في أن سوق العمل ليس جاهز بالكفاية في استقطاب نسب كبيرة من خريجي الثانويات العامة وقد يرجع السبب في رأيهم إلى عدم جاهزيتهم للعمل وفقدانهم إلى المهارات الضرورية لبيئة السوق وظروفه، في ظل عدم رغبة القطاع الخاص في أن يكون عليه كفلة تدريبية لهؤلاء وإعدادهم وفق احتياجات الفرص الوظيفية لديهم، وإن كان جزء من هذه المشكلة في طور أن تنحل بعد نظام مرحلة المسارات الثانوية ليساعد في تحقيق متطلبات التنمية الوطنية المستقبلية في المملكة.

الجامعات عليها مسؤولية اجتماعية كبيرة في توعوية الطلاب والطالبات الذين لم يقبلوا ومازال لديهم الطموح في إكمال الدراسة الجامعية، زيادة عدد فرص التدريب المنتهي بالتوظيف في القطاعات الحكومية والخاصة والشركات الكبيرة، إعداد خطة شاملة ووطنية من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لاحتوائهم؛ فهؤلاء هم مستقبل الوطن، ولا يمكن أن يتركوا للفراغ والضياع والتشتت، لابد من رسم خطط لمستقبلهم واستثمار طاقاتهم قبل أن تنفذ.

3OMRAL3MRI@