علي أحمد القاسم

التاكسي الأصفر السياحي

الاثنين - 22 أغسطس 2016

Mon - 22 Aug 2016

منذ أن رأت عيني النور في أحد أحياء مكة المكرمة البسيطة اعتادت كما هو الحال مع أهلها وزوارها من الداخل والخارج على رؤية التاكسي الأصفر وخصوصا (كرسيدا موديل 1980) الشهيرة، فلا أظن أحدا عاش تلك الفترة، وأعني تحديدا الثلاثين سنة الماضية، وهو لا يعرف ذلك التاكسي العتيق الذي كان فيما مضى أحد معالم مكة البارزة، ليس فقط بلونه وشكله بل أيضا برائحته الخاصة وسائقيه الذين عادة ما يكونون من كبار السن الذين يشتم منهم عبق التاريخ والماضي الجميل.



وبعد السفر والانقطاع لسنوات عن مكة المكرمة للدراسة جمعتني صدفة رائعة منذ أيام مع أحد سائقي تلك التكاسي الصفراء التي اعتقدت أنها قد انقرضت ولم يعد لها أثر كما هو حال الكثير من آثار وتراث مكة التي انقرضت مع الوقت.



ولو كان ذلك الإرث الحضاري موجودا بيننا الآن لكان مصدرا ثريا للسياحة وللاقتصاد المحلي. على أية حال أعتقد أن ذلك التاكسي الذي صادفته يعمل بطريقة غير رسمية لأنه للأسف منع واستبدل به التاكسي الحديث الأبيض. المهم أنني عندما رأيته قبل أيام تفاءلت بأنه ما زال في مكة بعض من ذلك الإرث الذي لو استثمرناه سياحيا بشكل صحيح سوف يكون مصدر دخل ومعلما مهما لمكة المكرمة يتسابق عليه زوارها وأهلها للاستمتاع باستخدامه وتسجيل بعض الذكريات الجميلة معه.



التاكسي الأصفر من الممكن أن يكون شبيها لتاكسي وباص لندن و(تكتك) مصر والدراجة ثلاثية العجلات في الهند والصين وغيرها من وسائل النقل العديدة التي استخدمتها وروجت لها تلك الجهات السياحية كأحد الرموز السياحية والحضارية المهمة لتلك الدول. لذلك قد لا تجد سائحا في لندن لم يستخدم التاكسي اللندني الأسود أو الباص الأحمر ذا الدورين ليأخذهم في جولة سياحية في أنحاء المدينة.



ومن هنا أدعو هيئة السياحة وأمانة مكة المكرمة والمدينة المنورة وكل من له علاقة بقطاع السياحة بالمسارعة في احتواء ما تبقى من التاكسي الأصفر وذلك من خلال التعاقد مع شركة تختص في جمع ما تبقى من ذلك التاكسي بالإضافة إلى جمع كل السيارات من نوع كرسيدا موديل 1980 في المملكة وتطويرها وتحويلها إلى تاكسي أصفر ليكون رمزا سياحيا يستخدم فقط في أغراض الجولات السياحية داخل مكة المكرمة والمدينة المنورة.



أتمنى أن يؤخذ هذا المطلب في الاعتبار وأن نستغل كل ما يمكن استغلاله لتعزيز السياحة سواء في مكة المكرمة أو في غيرها من مدن وطننا الغالي لتحقيق جزء يسير من رؤية المملكة 2030 للسياحة.