فتاة عشرينية تفجر غضبا جديدا على الملالي

الكردية مهسا أميني تتعرض للضرب على جمجمتها حتى الموت مظاهرات غاضبة ترفع شعار: الموت لخامنئي وسنقتل قاتل أختنا رجوي تدعو لإعلان الحداد وتفكيك دورية الملالي المناهضة للمرأة
الكردية مهسا أميني تتعرض للضرب على جمجمتها حتى الموت مظاهرات غاضبة ترفع شعار: الموت لخامنئي وسنقتل قاتل أختنا رجوي تدعو لإعلان الحداد وتفكيك دورية الملالي المناهضة للمرأة

السبت - 17 سبتمبر 2022

Sat - 17 Sep 2022

دفعت شابة إيرانية حياتها ثمنا للنظام القمعي في إيران، بعدما تعرضت للتعذيب والضرب على جمجمتها حتى الموت، بداعي عدم مطابقة ملابسها للقواعد الصارمة التي وضعتها الحكومة لملابس النساء في البلاد.

وتسبب مقتل مهسا أميني واسمها جينا أميني (22 عاما) في اندلاع مظاهرات شعبية غاضبة ضد نظام الملالي، وانتشرت مشاعر الحزن والألم لدى عموم أبناء الشعب الإيراني، واحتج أهالي طهران أمام مستشفى كسرى حيث توفيت هناك.

وانتشرت صور الفتاة على مواقع التواصل وحسابات ناشطين إيرانيين ومعارضين، وهي على سرير المستشفى، والضمادات على رأسها وأذنيها، كما انتشرت صورة لها ممددة، وعلى رأسها يد سوداء تشدها بشعرها، في إشارة إلى «القمع الذي تمارسه» ما تسمى شرطة الأخلاق.

احتجاجات غاضبة

واحتج كثير من المواطنين في طهران على جريمة الملالي بإطلاق أبواق سياراتهم، وفي بعض أنحاء طهران هتف الأهالي من فوق أسطح المنازل «الموت للديكتاتور».

وردد المتظاهرون بصوت مرتفع «الموت لخامنئي، كلنا مهسا»، واشتبك المواطنون مع حشد من الجلاوزة القمعيين الذين كانوا يحاولون تفريق المتظاهرين، واعتقل رجال الأمن المتنكرين بملابس مدنية بعض المتظاهرين.

وقطع عدد من النساء الطرقات ورددن هتافات «يا داعشي يا عديم الشرف»، وفي بعض المناطق تجمع المواطنون وهتفوا حول ساحة الأرجنتين في طهران «سنقتل قاتل أختنا»، وأغلقوا الشارع باتجاه مستشفى كسرى الذي شهد الوفاة.

بكاء ونحيب

وشارك الإيرانيون فيديوهات لأهل مهسا واسمها الحقيقي جينا أميني، في المستشفى خلال تلقي خبر وفاتها بعد أن كانت لأيام في غيبوبة دماغية، حيث تعالت صيحات البكاء والنحيب.

واتهموا السلطات الإيرانية التي تفرض قوانين قمعية على النساء في البلاد منذ سنوات بقتل الصبية، كما رفع عدد من المحتجين في طهران مساء أمس هتافات «قتلوا أختنا»، والنظام أشبه بداعش، والموت للديكتاتور، في إشارة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي. ونشر عدد من الناشطين فيديوهات تدل على تعامل القوى الأمنية بعنف، مؤكدين أن تلك الجرائم ليست جديدة، وطالب المتظاهرون المواطنين الآخرين بالانضمام إلى الاحتجاجات بشعارات تدعوهم للانخراط إليهم، واستمرت الهتافات» «نتحداكم من كردستان إلى طهران» و»اضطهاد المرأة، هيهات منا الذلة، الموت للظالم، دورية الإرشاد دورية القتل، وخامنئي قاتل وولايته باطلة.

قصة القتل

وبدأت قصة الشابة العشرينية، عندما أتت قبل أيام من مدينة سقز في كردستان إيران، إلى طهران مع عائلتها لزيارة أقاربها، إلا أن الشرطة اعتقلتها الثلاثاء الماضي، واصطحبتها مع أخريات إلى السجن، بداعي عدم ارتدائها الحجاب، وزعمت أنها ستشركها في دورة إرشادية وتوجيهية في الأخلاق، وأكدت لشقيقها أنها ستطلق سراحها بعد ساعة، لكن ذلك لم يحصل.

ونقلت الشابة إلى المستشفى يوم الأربعاء في غيبوبة دماغية تامة، شبه ميتة، لتؤكد عائلتها لاحقا أنها توفيت، متوعدة بالتمسك بدم ابنتها.

وأفادت قناة «تصوير 1500» التي تراقب الانتهاكات في البلاد بأن الشابة تلقت ضربة على رأسها، قبل نقلها لمستشفى كسرى في العاصمة، ووصف المحامي الإيراني البارز سعيد دهقان بتغريدة على تويتر وفاة أميني بأنها «جريمة قتل»، قائلا إنها تعرضت لضربة على الرأس تسببت بكسر قاعدة جمجمتها. وأدعت السلطات الإيرانية أن مهسا أصيبت بنوبة قلبية فجأة، وقالت في بيان «إنه لم يحصل أي احتكاك جسدي بين الضباط والموقوفة، لكن عائلتها رفضت تلك المزاعم، مؤكدة أنها كانت بصحة جيدة تماما قبل توقيفها».

جدل واسع

وفيما وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وزير داخليته أحمد وحيدي بمتابعة الحادث والتحقيق فيه خوفا من رد الفعل الشعبي على هذه الجريمة الوحشية، أثارت عملية القتل جدلا واسعا داخل إيران وخارجها بشأن سلوك الشرطة الأخلاق والتشدد في القوانين.

وخلال السنوات الماضية، نظمت العديد من الحملات النسائية في البلاد، إلا أن السلطات كانت في كل مرة تقمعها، وتعتقل عشرات الناشطات، كما أتى الحادث بعد أسابيع على توقيع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 16 أغسطس الماضي مرسوما يفرض التشدد في لباس النساء، وينص على فرض عقوبات أقسى على كل من يخرق القانون، سواء علنا في الشوارع أو عبر الإنترنت. وجاء هذا المرسوم بعدما اعتقلت عشرات النساء، بجميع أنحاء البلاد، في 12 يوليو الفائت، وكان بين المعتقلات الكاتبة والفنانة «سيبيده راشنو» التي تعرضت سابقا للاعتقال السياسي أيضا وللضرب والتعذيب أثناء الحجز قبل أن تقدم اعتذارا قسريا على شاشة التلفزيون.

تفكيك النظام

وأعربت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، عن تعاطفها العميق مع عائلة مهسا أميني، وصرحت أن سياسة نظام الملالي القمعية ضد النساء والفتيات الإيرانيات تأخذ ضحايا كل يوم، ودعت إلى تفكيك دورية الإرشاد القامعة للمرأة.

وأشارت إلى أن الاعتداء الوحشي على الشابة الكردية مهسا من قبل جلاوزة النظام يثير مشاعر الغضب والكراهية لدى كل إنسان، واضطهاد الملالي وحراس الجهل والجريمة سيتم تحطيمه بصمود ومقاومة المرأة الإيرانية ويجب القيام بذلك بكل قوة، وطالبت النساء الشجاعات في إيران إلى احتجاج وطني ضد هذا النظام الشرير القامع للمرأة.

من جهتها، دعت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مجلس حقوق الإنسان ونشطاء حقوق المرأة إلى إدانة هذه الجريمة الوحشية وعدم الرضوخ لهذا النظام القامع للمرأة واسترضائه.

قالوا عن الشابة القتيلة:

ضرب

«مهسا أمني تعرضت للضرب خلال احتجازها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية. موتها أمر لا يُغتفر، نشعر بقلق عميق إزاء ما يحدث» جيك سوليفان -مستشار الأمن القومي الأمريكي

قتيلة

«حاولت التدخل فقالوا: إن أختي ستنقل إلى مركز الشرطة لمدة ساعة واحدة لإعادة تثقيفها، لكن أراها مرة أخرى قتيلة» كياراش أمين -شقيق القتيلة العشرينية

غيبوبة

«جينا تتمتع بصحة جيدة ولا تعاني من أمراض قلب، والقول بأنها أصيبت بنوبة قلبية أو غيبوبة لا يصدق» أسرة مهسا أميني