سعد باسلوم

الطب التكميلي «أرقام اقتصادية»

السبت - 17 سبتمبر 2022

Sat - 17 Sep 2022

لا نستطيع النظر للطب البديل والتكميلي بعيدا عن منظومة الصحة والسياحة والاقتصاد، إذ يمكن النظر إلى الطب البديل كأحد الحلول ذات المنافع المتنوعة إن أحسن التعامل معه وتضمينه في الخطط والبرامج الاقتصادية المتنوعة لزيادة مخرجات رؤية 2030، فمع تزايد الإقبال على الطب البديل أو التكميلي أصبح التعاطي مع هذا السوق كمجال استثماري أمرا ضروريا لما يحمله من فرص واعدة تنهض بالاقتصاد وتعزز من جودة الحياة وتزيد من خيارات الرعاية الصحية المتكاملة من خلال توفير فرص العمل المتنوعة وإيجاد نظام صحي تكاملي يخدم المواطنين ويسهم في رفع الناتج المحلي للمملكة العربية السعودية.

سوق واعد

يشهد مجال الطب البديل والطب التكميلي نموا متزايدا إذ من المتوقع أن يواصل نموه العالمي بنسبة 22.03% خلال الفترة المقبلة حتى العام 2028، ووفقا للدراسات فإن حجم السوق العالمي للطب البديل والطب التكميلي قدر بحوالي 82.27 مليار دولار أمريكي في العام 2020 وشكلت المبيعات المباشرة الحصة الأكبر من الإيرادات بأكثر من 73%.

أما في منطقة الشرق الأوسط فبلغت قيمة السوق 4.52 مليارات دولار أمريكي في عام 2019 ومن المتوقع أن يواصل نموه بمعدل سنوي يبلغ 22.75% حتى العام 2027. تهيمن المملكة العربية السعودية على أكثر من 27% من أسواق الطب البديل والتكميلي بالمنطقة بعدة مجالات كالوخز بالإبر والحجامة والعلاج بالأعشاب والتدليك الطبي وغيرها.

أما مجموعة IMARC للدراسات والبحوث فتتوقع أن يصل حجم السوق العالمي إلى 315.5 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2027! آخذة في الاعتبار تأثيرات فيروس كورونا (كوفيد 19) المحتملة.

وبالنسبة لأسواق الأدوية العشبية فمن المتوقع أن تنمو عالميا بمعدل سنوي يبلغ 6.69% تستحوذ القارة الآسيوية على نحو 42% منه بينما تسيطر أوروبا على حصة 30%.

ثم تأتي أسواق الطب الصيني بمعدل نمو يقدر بـ 5.1% خلال الفترة من 2020 إلى 2030 تحتل منطقة الشرق الأوسط المرتبة الخامسة إذ تهيمن أمريكا الشمالية على أكثر من 64.7% من أسواق الطب الصيني التقليدي.

فرص متنوعة

يتمتع مجال الطب البديل والتكميلي بميزة التنوع إذ هناك العديد من الاختصاصات التي يمكن أن تكون هدفا للاستثمارات الداخلية والخارجية، خصوصا أن المجال يشكل رافدا أساسيا لقطاع السياحة الصحية كالمنتجعات الصحية ودور التأهيل التي تحقق عائدا يقدر بـ119 مليار دولار، ومن المؤكد أن للسعودية مقومات كثيرة تمكنها لتكون رائدة في الاستثمار في هذا المجال لعوامل تميزها عن غيرها كالتنوع البيئي الذي يتميز بحياة فطرية ثرية ومتباينة في أنحاء مناطق المملكة، ناهيك عن الانفتاح السياحي الذي تشهده المملكة والذي ارتبط باهتمام متصاعد من قبل السياح من حول العالم، كما أن للمملكة السبق في تنظيم وتصريح الممارسات للطب البديل والتكميلي على مستوى المنطقة مما يعطيها التميز في القدرة على تطوير القطاع إقليميا وعالميا.

SaadBaslom@