حاولت أن أقرأ دون جدوى!
الخميس - 15 سبتمبر 2022
Thu - 15 Sep 2022
سألني أحدهم سؤالا عله يجد جوابا له. قال إنه يعاني من مشكلة مؤرقة له، حيث إنه لا يحب القراءة ويجد صعوبة بالغة في قضاء دقائق مع كتاب، بل ويشعر بالتعاسة عند رؤية من يقرؤون ويلخصون الكتب، ويرتادون المكتبات ومعارض الكتاب محملين بأنواع الكتب، وهو في أشد الحاجة للقراءة، لتخصصه الذي يتطلب القراءة الفاحصة لإثراء حصيلته المعرفية، وطلابه الذين يقوم بتعليمهم.
قلت له هون عليك يا أخي فلكل مشكلة حل ولكل داء دواء، المهم هو الشعور بالمشكلة وأعراضهما والبحث عن حل لها، وما دمت سألتني فاسمع مني الجواب كاملا، ثم انظر في أمرك وابدأ في تناول الدواء الموصوف، فلن تجد طبيبا يناول المريض دواءه صباح مساء، فتلك مهمته وحده.
تعتبر الكتب قديما وحديثا رافدا أساسيا في نقل المعرفة وتدوين إنجازات وحياة البشر عبر ملايين السنين التي قضوها على وجه الأرض، وامتدادا أساسيا لتراكمية العلم وسبر أغوار الماضي واستشراف حياة المستقبل، وفرصة للقارئ للعيش في الماضي وفهم طبيعة الحاضر والتحليق في المستقبل، ولا يستطيع إنسان في وقتنا الحاضر أن يخوض غمار هذه الحياة بدون القراءة، وبمقدار تلك القراءة ونوعيتها ومجالها وفنونها تتكون أفكار وإبداعات البشر، وتتشكل معارفهم واتجاهاتهم، وترتسم سطور حياتهم.
اعلم أخي أنك لست وحدك من يشعر بهذا الشعور في زمن السرعة والتقنية وكثرة الانشغالات ووجود الملهيات، فالقراءة مهارة يتفاوت فيها البشر، منهم من ينشأ محبا للقراءة منذ صغره، ينهل من الكتب، ويتجول في بساتين العلم ليقطف فيها ما شاء من العلوم، وتجده يفضل مجال على مجال وكاتب على آخر، ويتخصص في فن من الفنون، ومنهم من لا يقرأ إلا ما يلزمه من دراسة أو عمل أو بحث أو غيره، وهذا أوسطهم، أما الثالث وأنت منهم فبينه وبين القراءة خصام، فيبتعد عن كل ما يذكره بها ويدعوه لها، وإن أجبر على شيء من ذلك ذهب لمن يساعده في إنجاز ما كلف به بشكل أو بآخر، وهذا الأخير هو من يحتاج أن يقف وقفات مع نفسه، لا سيما ونحن في زمن التنافس والتميز وزمن ثورة معلوماتية تتزايد بشكل مضطرد، ومن له عمل يرتبط بهذا التطور يلزمه أن يتقن مهارة القراءة وما هي بصعبة تلك المهارة.
أول خطوة في ذلك أخي العزيز أن تعلم أنه لا يوجد هناك قارئ يحب كل ما يقرأ، بل قد يكون هدف القراءة بحثيا أو دراسيا أو نقديا أو تجاريا أو تطويريا، وهناك من يحب القراءة للمتعة والتعلم ومحبة رفقة الكتب ويركز على نوعا من الكتب، وليس جميعها، ولكي تتحسن رغبتك في القراءة، اسأل نفسك لماذا أقرأ؟ وماذا يجب أن أقرأ؟ وماذا سأخسر لو لم أقرأ؟ وما هي المجالات التي أحب القراءة فيها لو خيرت؟ وما هو وقتي الذي يمكن أن يكون أفضل وقت أقرأ به؟ ومن من أصدقائك يحب القراءة؟
فإن أجبت على تلك الأسئلة فقد شخصت المشكلة ويبقى فقط وصف العلاج وهو بعد سؤال الله العون والتوفيق أن تضع لك ترتيب لأولوياتك بأن تبدأ بما يساعدك في عملك من الكتب التي قد ترتاح لها، ثم تبحث عن أكثر مواضيع تحبها وتقتني كتب فيها، ثم تخصص لك وقت ولو بسيط بشكل يومي تحاول أن تلخص ما تقرأ، ثم تتدارس مع أحد أصدقائك ما قرأت، وعندما يشدك عنوان كتاب في مكتبة أو معرض فابتعه وضعه بجانب سرير نومك حتى لو لم تقرأه الآن، فلا بد أن تأتيك لحظة تطلع على ما فيه.
اعلم أن متعة القراءة تأتي بعد ألم تعلمها، وأن تذوق معانيها يأتي بعد صبر على فهم مدلولاتها، وأن القراءة حياة، وأول ما أمر الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- «اقرأ»، وستبقى القراءة نورا ينير لصاحبه عتمات الحياة، ويبقى الكتاب رفيقا وفيا مؤنسا لصاحبه، وأنت ستكون حتما بعد هذا الحوار أحد أصحابه.
@salehsalmanalen
قلت له هون عليك يا أخي فلكل مشكلة حل ولكل داء دواء، المهم هو الشعور بالمشكلة وأعراضهما والبحث عن حل لها، وما دمت سألتني فاسمع مني الجواب كاملا، ثم انظر في أمرك وابدأ في تناول الدواء الموصوف، فلن تجد طبيبا يناول المريض دواءه صباح مساء، فتلك مهمته وحده.
تعتبر الكتب قديما وحديثا رافدا أساسيا في نقل المعرفة وتدوين إنجازات وحياة البشر عبر ملايين السنين التي قضوها على وجه الأرض، وامتدادا أساسيا لتراكمية العلم وسبر أغوار الماضي واستشراف حياة المستقبل، وفرصة للقارئ للعيش في الماضي وفهم طبيعة الحاضر والتحليق في المستقبل، ولا يستطيع إنسان في وقتنا الحاضر أن يخوض غمار هذه الحياة بدون القراءة، وبمقدار تلك القراءة ونوعيتها ومجالها وفنونها تتكون أفكار وإبداعات البشر، وتتشكل معارفهم واتجاهاتهم، وترتسم سطور حياتهم.
اعلم أخي أنك لست وحدك من يشعر بهذا الشعور في زمن السرعة والتقنية وكثرة الانشغالات ووجود الملهيات، فالقراءة مهارة يتفاوت فيها البشر، منهم من ينشأ محبا للقراءة منذ صغره، ينهل من الكتب، ويتجول في بساتين العلم ليقطف فيها ما شاء من العلوم، وتجده يفضل مجال على مجال وكاتب على آخر، ويتخصص في فن من الفنون، ومنهم من لا يقرأ إلا ما يلزمه من دراسة أو عمل أو بحث أو غيره، وهذا أوسطهم، أما الثالث وأنت منهم فبينه وبين القراءة خصام، فيبتعد عن كل ما يذكره بها ويدعوه لها، وإن أجبر على شيء من ذلك ذهب لمن يساعده في إنجاز ما كلف به بشكل أو بآخر، وهذا الأخير هو من يحتاج أن يقف وقفات مع نفسه، لا سيما ونحن في زمن التنافس والتميز وزمن ثورة معلوماتية تتزايد بشكل مضطرد، ومن له عمل يرتبط بهذا التطور يلزمه أن يتقن مهارة القراءة وما هي بصعبة تلك المهارة.
أول خطوة في ذلك أخي العزيز أن تعلم أنه لا يوجد هناك قارئ يحب كل ما يقرأ، بل قد يكون هدف القراءة بحثيا أو دراسيا أو نقديا أو تجاريا أو تطويريا، وهناك من يحب القراءة للمتعة والتعلم ومحبة رفقة الكتب ويركز على نوعا من الكتب، وليس جميعها، ولكي تتحسن رغبتك في القراءة، اسأل نفسك لماذا أقرأ؟ وماذا يجب أن أقرأ؟ وماذا سأخسر لو لم أقرأ؟ وما هي المجالات التي أحب القراءة فيها لو خيرت؟ وما هو وقتي الذي يمكن أن يكون أفضل وقت أقرأ به؟ ومن من أصدقائك يحب القراءة؟
فإن أجبت على تلك الأسئلة فقد شخصت المشكلة ويبقى فقط وصف العلاج وهو بعد سؤال الله العون والتوفيق أن تضع لك ترتيب لأولوياتك بأن تبدأ بما يساعدك في عملك من الكتب التي قد ترتاح لها، ثم تبحث عن أكثر مواضيع تحبها وتقتني كتب فيها، ثم تخصص لك وقت ولو بسيط بشكل يومي تحاول أن تلخص ما تقرأ، ثم تتدارس مع أحد أصدقائك ما قرأت، وعندما يشدك عنوان كتاب في مكتبة أو معرض فابتعه وضعه بجانب سرير نومك حتى لو لم تقرأه الآن، فلا بد أن تأتيك لحظة تطلع على ما فيه.
اعلم أن متعة القراءة تأتي بعد ألم تعلمها، وأن تذوق معانيها يأتي بعد صبر على فهم مدلولاتها، وأن القراءة حياة، وأول ما أمر الله نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- «اقرأ»، وستبقى القراءة نورا ينير لصاحبه عتمات الحياة، ويبقى الكتاب رفيقا وفيا مؤنسا لصاحبه، وأنت ستكون حتما بعد هذا الحوار أحد أصحابه.
@salehsalmanalen