محمد حطحوط

الخطوط السعودية

الاثنين - 22 أغسطس 2016

Mon - 22 Aug 2016

في جلسة مكاشفة إعلامية مع مدير الخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر في مدينة تولوز الفرنسية الأسبوع الماضي.. قلت له وبالحرف الواحد: الخطوط السعودية بقيادتها لديها رؤية استراتيجية جديدة طموحة، فهي تعزم على تحسين تجربة المسافر ورفع معدلات النمو، من خلال تقسيم شرائح المستفيدين لأربعة أصناف محددة، حيث انطلقت (البيرق) وذلك لخدمة شريحة تمثل مصدر دخل عال بالنسبة للخطوط، وستنطلق في منتصف العام المقبل خدمة (أديل) وهي النسخة السعودية لطيران ساوث ويست المخفض السعر، وهناك عشرات المبادرات التي انطلقت لخدمة هذه الأهداف الاستراتيجية.. ولكن يجب أن نأخذ بالحسبان أن ذلك، إذا لم ينعكس على جودة المنتج النهائي، فلا قيمة لكل هذه الجهود، وأعني هنا تحديدا، متعة التجربة النهائية للمسافر، والانطباع الجيد عن الشركة، وهذا يتطلب إعادة هندسة للشركة ليكون صوت العميل هو محور القرارات الإدارية.



واحد من التحديات الكبرى التي تواجه الخطوط أنها لا تملك كل قراراتها، فمثلا أسعار التذاكر الداخلية قرارها تملكه الدولة، ولا يحق للشركة رفعها، مقارنة بالرحلات الدولية والتي تخضع لسندان العرض والطلب.



جلي للمتابع أن هناك حراكا قويا داخل الخطوط السعودية، وعند انقلاب تركيا كان العبد الفقير في إسطنبول، وفي مطار أتاتورك الدولي وبعد إيقاف جميع الرحلات، كان كاونتر السعودية الوحيد الذي لا يوجد فيه زحام، لأنهم أداروا الأزمة باحترافية وتميز، ومع انتقال الرحلات الداخلية للصالة الجديدة في الرياض، وافتتاح مطار جدة الجديد، تكون الخطوط حينها استكملت نسبة كبيرة من بنيتها التحتية، مما يفتح الآفاق أمامها لإنجاز رؤيتها الطموحة.



رفعت القبعة احتراما لناقلنا الوطني عندما بدأت عاصفة الحزم وتم إغلاق مطار نجران، حيث تم نقل جميع الرحلات إلى مطار أبها، بل ووفرت الخطوط السعودية باصات مجانية تقل المسافرين من نجران إلى أبها ذهابا وإيابا، إضافة للخدمات الخاصة والمخفضة لجنودنا البواسل وأهليهم.



يختم المقال بما بدأ به: سننتقد «السعودية» عندما تخطئ، وسنثني عليها عندما تبدع، وفي بحر الأيام المقبلة ستظهر لنا ملامح جديدة لهذا المخاض الإداري والاستراتيجي الذي ردد علينا مرارا قائد ربانه المهندس الجاسر، أن نقد المجتمع للناقل الوطني.. هو نقد المحب. أظن الرجل سيفاجئ الجميع خلال الفترة المقبلة، خصوصا عندما يعود للعمل 5 آلاف مبتعث في أنحاء العالم كدماء جديدة لتنضم تحت لوائه.

[email protected]