عبدالله العولقي

تساؤلات حول الاتفاق النووي

الأحد - 11 سبتمبر 2022

Sun - 11 Sep 2022

يعود الحديث هذه الأيام عن الاتفاق النووي الوشيك مع نظام الملالي في طهران، وحول هذا الاتفاق العجيب تظهر على محيا اللبيب عدة علامات استفهامية وتساؤلات عن سر هذه الهرولة الغربية تجاه نظام إرهابي من الطراز الأول، صحيح أن الأوروبيين لديهم مصالح اقتصادية وراء هذه الصفقة لكن السؤال هنا عن الأمريكان الذين تتعارض مصالحهم ومصالح حلفائهم الاستراتيجيين مع هذه الصفقة الغريبة؟

التساؤل الثاني، سبق أن طرحه خبير السياسة الدولية هنري كيسنجر عن طبيعة النظام في طهران، هل هو دولة أم ثورة؟ والإجابة واضحة من خلال تساؤله، فسلوك النظام الإيراني منذ اندلاع الثورة الخمينية في عام 1979م وواجباتها الرئيسة تتجه نحو تصدير الثورة إلى محيطها الإقليمي، للتحول إلى شرطي الغرب في المنطقة، وبالفعل فقد استفاد الإيرانيون من الأوضاع الداخلية في بعض البلدان العربية لتصل إلى مبتغاها التوسعي، لاسيما أن ثورات ما يسمى بالربيع العربي قد منحت طهران بعدا توسعيا مريبا، فهي تعشق الفوضى والخلافات الداخلية، ولديها مخططات طويلة المدى لتغلغل في أعماق الأوطان ثم زراعة الوكلاء والميليشيات المسلحة، هذه هي صورتها الوقحة اليوم في بعض دول المنطقة التي سقطت في الوحل الإيراني.

التساؤل الثالث عن الانقسامية الحادة في وجهات النظر للسياسة الخارجية الأمريكية بين الجمهوريين والديمقراطيين، فبعد أن ألغى الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب الاتفاقية السابقة مع طهران كونها لا تتوافق مع طبيعة الأوضاع في منطقة حساسة كالشرق الأوسط إلا أن اليسارية المهيمنة على الحزب الديمقراطي في الإدارة الأمريكية الحالية تريد إعادة الاتفاق السابق دون أي حسابات استراتيجية لما سيترتب حول هذه الاتفاقية من إضرار بالمصالح الدولية بما فيها المصالح الأمريكية نفسها!!

التساؤل الرابع، لماذا يصر الخطاب الإعلامي الغربي بالتعامل في مفاوضاته النووية مع إيران على أساس أنها دولة طبيعية، دون النظر إلى مخلفاتها الفوضوية في المنطقة، ويكفي أن الدستور الإيراني نفسه ينص على أنها دولة ثورية، فهؤلاء الذين يصرون على التفاوض مع طهران وأغلبهم من ذوي التوجهات اليسارية في الحزب الديمقراطي الأمريكي أو بعض الأوروبيين الذين تربطهم مصالح تجارية مع النظام الثوري يغضون الطرف عما تقترفه إيران من فوضى واضطرابات في المنطقة والعالم!!

وفي الختام، يظل التساؤل الخامس هو الأهم، ويرتكز حول مستقبل المنطقة في حال أن تم الاتفاق النووي، فهل سيتمكن الغرب من تقييد التحركات الإيرانية سياسيا واقتصاديا، وهذا الأمر يبدو بعيدا في ظل الانبطاح الغربي أمام مشروع طهران النووي، أم أننا سنشهد كما يرى بعض المحللين سباق تسلح نووي في المنطقة؟ أم أن لقادم الأيام متغيرات أخرى؟ الله أعلم.

albakry1814@