ملك بريطانيا رقص في الجنادرية وتوشح بزي السعودية

قصة عشق تشارلز الثالث مع المملكة تغزو مواقع التواصل العالمية زار الرياض 10 مرات وأدمن القهوة.. وأطلقوا عليه تشارلز العرب
قصة عشق تشارلز الثالث مع المملكة تغزو مواقع التواصل العالمية زار الرياض 10 مرات وأدمن القهوة.. وأطلقوا عليه تشارلز العرب

الأحد - 11 سبتمبر 2022

Sun - 11 Sep 2022

فيما يطلق بعضهم على ملك بريطانيا الجديد لقب «تشارلز العرب»، انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي العالمية بعرض قصة العشق التي جمعته مع السعوديين على وجه الخصوص، حيث زار الرياض 10 مرات، رقص في مهرجان الجنادرية التراثي، وشرب القهوة مع أفراد شعبها، وتوشح أكثر من مرة بزيها الوطني.

احتفى العرب والمسلمون بشكل عام، والسعوديون على وجه الخصوص بتعيين الملك تشارلز الثالث «73 عاما»، ملكا للمملكة المتحدة التي يضم تاجها 15 دولة، حيث عرف عنه دفاعه عن الإسلام ومطالباته الدائمة بتخفيف اللهجة الموجهة للعالم الإسلامي.

يحفظ الكثير من السعوديين كلمات الحب والتقدير التي عبر عنها الملك تشارلز دائما تجاه وطنهم، وكانت أخرها في افتتاح منتدى «مبادرة السعودية الخضراء» عندما قال «المملكة تحظى بإمكانيات هائلة من الطاقة المتجددة بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الخضراء، وهذه الإمكانيات من الممكن أن تتيح إمكانيات كبيرة لتوفير فرص العمل ومزيد من الاستثمارات».

علاقة خاصة

علاقة الملك تشارلز الثالث مع السعوديين خاصة جدا، فلا يوجد بلد في العالم زاره بقدر زيارته للسعودية، حيث زارها 10 مرات، وشارك في الكثير من المناسبات الوطنية، وعلى رأسها المهرجان الوطني للثقافة والتراث «الجنادرية» وبالتحديد النسخة 29 من المهرجان، عندما شارك في رقصة العرضة الشهيرة مع عدد من الأمراء والمواطنين.

توشح تشارلز بالزي السعودي الخاص بالعرضة، وهو عبارة عن قطيفة مطرزة بالخيوط الذهبية والفضية ذات أكمام طويلة، ولبس معها الشماغ والعقال، وهذا اللباس عادة ما يرتديه من يؤدي الرقصة المصاحبة للعرضة، وبدأ تشارلز يتمايل بالسيف المذهب الذي يعد عماد العرضة.

وفيما أدمن تشازلر القهوة السعودية، لقت تصرفات ولي عهد بريطانيا في بلده الثاني السعودية ترحاب الجمهور الذي ردد الأهازيج احتفاء به.

وفي زيارته لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 2006، خلق جوا من الارتياح حول احترام الدين الإسلامي بشكل ربما لا يستطيع غيره من الأوروبيين فعله، وفي نفس العام أصر على ارتداء زي الحرفيين وهو يزور كلية التقنية بالرياض، وشارك عددا من الطلاب والأساتذة في ممارسة العمل الحرفي.

مشاعر حب

ويقول سفير بريطانيا لدى المملكة شيرارد كوبر كولز «الأمير تشارلز لديه خبرة طويلة في الشرق الوسط ولديه بنفس الوقت حب وتفهم عميق للعالم العربي والإسلامي، كنت معه في زيارته للمملكة وكانت الأجواء مريحة جدا وإيجابية».

ويضيف «يكن مشاعر محبة جدا للشعب السعودي وللعائلة المالكة، زياراته الكثيرة للمملكة ترمز لهذا الحب وتفهم التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة نحو الإصلاح والتغيير، علاقة تشارلز بالعائلة المالكة مقربة جدا وله العديد من الأصدقاء من الأمراء السعوديين وهي علاقة تجعل العلاقة بين السعودية وبريطانيا خاصة جدا وحميمة، من منا لم يشعر بلطفه وهو يرتدي البالطو الأزرق ويمسك الأزميل ويطرق قطعة الحديد بين الطلاب السعوديين في الكلية التقنية؟!».

غزو عالمي

وغزت صورة ملك بريطانيا وهو يؤدي العارضة مواقع التواصل الاجتماعي العالمي، وتداول مغردون صورا ومقطع فيديو يظهر تشارلز الثالث، يرتدي شماغا وعقالا وملابس سعودية تراثية ويؤدي رقصة «العرضة» خلال زيارة إلى الرياض، منذ 8 أعوام، قبل أن يصبح ملكا.

وتعود الصورة إلى زيارة للأمير تشارلز إلى الرياض أجراها في 18 فبراير من عام 2014 وقد ظهر في الصور محاطا بعدد من الأمراء والحراس، ويؤدي الرقصة الشعبية وهو يحمل سيفا، وكان تشارلز قد أجرى زيارة خاصة إلى السعودية في ذلك العام وشارك في مهرجان الجنادرية الشعبي في منطقة الدرعية بالمملكة.

ويؤكد وزير الثقافة والإعلام السعودي السابق عادل الطريفي أن «اهتمام الأمير تشارلز بالسعودية والإسلام نبع من اهتمامه بالعمارة الإسلامية، وامتد هذا الاهتمام لتكوين علاقة بالعالم الإسلامي من خلال معرفته بشخصيات كثيرة أصبحت صديقة له، خلال وجود في بريطانيا سمعت ثلاث تصريحات له عن الإسلام وهي تصريحات ممتازة جدا. تدعم الاتجاه المتفهم للأديان والحضارات».

دقلة البشري

المثير للدهشة والإبهار، احتفاظ كاميليا عقيلة الملك بـ «دقلة سعودية» وارتداؤها في حفل «يوبيل الملكة»، إذ كان المصمم السعودي يحيى البشري أهداها إلى تشارلز عندما زار جنوب السعودية قبل ربع قرن.

وتبدو علاقة الملك تشارلز بالسعودية عميقة، حيث بدأت قبل أكثر من 40 عاما، مع رفيقه دربة ديانا، حيث زار الاثنان المملكة، ونقل تفاصيل ذلك الأديب والوزير السابق غازي القصيبي في كتابه «الأسطورة»، حيث يصف تشارلز قائلا «أستطيع أن أؤكد لكم أنه إنسان مثقف جدا، ذكي جدا، يهتم بالعاطلين في بريطانيا، وبالمعوزين في بنجلاديش، ويود حماية الطبيعة من التلوث، والمدن من المباني القبيحة، وهو إنسان مليء بالتسامح، يحترم كل الأديان ويؤمن بأن للمعرفة أكثر من طريق، يقضي جل وقته في جمع التبرعات لمشاريعه الإنسانية العديدة».

الملك والأهرامات

وتداول رواد مواقع الاجتماعي صورة الملك الجديد وعقيلته أخيرا في مصر وخلفهما الأهرام، في رحلة قيل إنها الخارجية الأولى له بعد أزمة «كورنا»، مما يعكس حجم المنطقة العربية في ذاكرة ابن الملكة الراحلة ووريثها الذي تكن له دول الخليج احتراماً خاصا، إذ كان استقرار الحكم في لندن مثالا يحتذى، وإن كان لكل حالة ظروفها وخصائصها المغايرة. وخلال زيارته إلى مصر، انتهز شيخ الأزهر أحمد الطيب فرصة وجوده، فدعاه إلى زيارة الأزهر، حيث أعرب عن سعادته بلقياه، إذ «وجد فيه قائدا يتحلى بالحكمة والمسؤولية وصوتا غربيا منصفا في حديثه عن الإسلام والمسلمين».

وأشاد الكثير من علماء الدين في مصر بالملك تشارلز، واعتبروه أحد الذين ينشرون التسامح، ويحاربون خطاب الكراهية والإرهاب، ويحاولون مد جسور الفضيلة بين الأديان السماوية.

مفتون بالإسلام

وصنفت تقارير إعلامية عالمية الملك تشارلز في سنوات ماضية بأنه مفتون بالإسلام، إذ اعتاد الحديث بإيجابية وانبهار أحيانا نحو الحضارة الإسلامية وتجربته الروحية، مما يعتقد أنه ليس ممكنا بنفس المستوى لملك بريطانيا من الناحية البروتوكولية على الأقل.

وعلى سبيل التمثيل على آراء ملك بريطانيا الجديد نحو الإسلام، كلمته التي جرى تناولها على نطاق واسع في 2010 بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس مركز الدراسات الإسلامية في جامعة أكسفورد الذي أنشأته السعودية، وكان فيها صريحا في دعوة العالم للإفادة من قيم الإسلام الجوهرية وسط انتقاد شديد للحضارة المادية. وأضاف «مما أعرفه عن القرآن أنه يصف مراراً وتكراراً العالم الطبيعي على أنه صناعة أنتجتها قوة توحيدية راعية، والقرآن يقدم رؤية تكاملية للكون تشمل الدين والعلم والعقل والمادة جميعا».

رتق الجروح

ويحفظ العالم الإسلامي للملك تشارلز دفاعه عن الإسلام، فبعد الرسوم الكاريكتيرية المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام كان الانفصال واضحا بين العالم الإسلامي أوروبا بشكل يشبه الانفصال العاطفي التي تحدثها الحروب بين شعبين ولكن زيارة الأمير تشارلز للسعودية ومصر حققت هدفها في المساعدة على رتق الجروح التي انفتحت.

أرقام في حياة تشارلز الثالث:

  • 1948 ولادته في قصر بكنغهام بلندن.

  • 1952 ورث العرش البريطاني وبات وليا للعهد.

  • 1981 تزوج من الأميرة ديانا.

  • 1996 وفاة زوجته الأميرة ديانا.

  • 2005 تزوج من كاميلا دوقة كورنوال.

  • 2022 تولى عرش المملكة المتحدة.

الأكثر قراءة