كيف أصبحوا راشدين؟
الأربعاء - 07 سبتمبر 2022
Wed - 07 Sep 2022
تحدثت في مقال سابق يوم الخميس الماضي بتاريخ 1 سبتمبر 2022 عن موضوع «طريق الوصول إلى الحكمة»، والذي أشرت فيه عن أمسية قدمها سعادة الدكتور علي شراب طرح خلالها نموذجا يوضح فيه رأيه عن تصميم وبناء الفكر والثقافة وكيف تتكون لدى الإنسان من خلال عدة محطات يمر بها ابتداء من التصميم ثم البناء ثم الفكر ثم التكوين ليصل إلى محطة الثقافة والتي تقوده إلى الحكمة في استشراف الحق والصواب في كيفية التبصر بالاستخلاف وإعمار الأرض والعيش بكرامة إنسانية نرتضيها نحن والآخرون كما كرمنا ورضيها لنا خالقنا.
ومن وجهة نظري وجدت ما يتطابق مع ذلك الفكر والتوجه المسلكي للوصول إلى قمة المعرفة إذا ما أسقطناه على الواقع الفكري الثقافي للصحابة -رضوان الله عليهم- من خلال تساؤل أطرحه وأناقشه ضمن أسطر هذا المقال وهو كيف أصبحوا راشدين؟
فلسفة المعرفة وإدارتها والتي نادى بها في كتاباته الفيلسوف الأمريكي بيتر دراكر الذي يعتبر الأب الروحي للإدارة وعراب الفكر التنظيمي ومستشارا للعديد من المنظمات استنتج جراء رحلته التجريبية ما سماه بالمعرفة التي فسرها بالخبرات والتجارب والمهارات والقدرات والإمكانات التي يمتلكها رأس المال البشري ضمنيا وظاهريا والتي تمكنه بأن يكون متميزا ومؤهلا نفسيا ومجتمعيا في مجال معين ليصبح واعيا فيما يناقشه ويتخذه من قرارات لذلك لخص كلمة المعرفة بأنها القوة سواء كانت فردية للشخص نفسه بأن يبرز وينعكس ما يتعلمه على ما يعمله أو أن المعرفة تنظيمية سواء كانت لشركة أو لمؤسسة خاصة أو عامة لتستطيع أن تنافس وتبقى في ظل تكتلات الأعمال.
درجة ومرحلة الرشد المدرك يصل إليها الإنسان في أعلى قمة الهرم المعرفي والذي يبدأ من قاعدة البيانات والتي قد تكون كلمات ومفردات ليس لها معنى إلى أن يتم ربطها وتجميعها لتعطي دلالات تامة ترتقي إلى مفهوم المعلومات والتي تتم ممارستها وتطبيقها عمليا بطريقة متكررة ومنظمة ومحترفة لترتقي إلى مرحلة التجارب والخبرات العميقة وهي المعرفة التي تتنامى وتتطور فيتم تبنيها واختزالها إلى أن تصبح مهارة كامنة تصل بصاحبها إلى درجة الرشد في اتخاذ القرارات.
عندما جاء الوحي لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ترتب على ذلك توضيح بيانات الثقافة الإسلامية الجديدة وتطلب الأمر السرية التامة لتأليف بعض أصحاب الفكر المكي آنذاك وتوضيح مبادئ الدين الإسلامي الغريب من وجهة نظر مشركي مكة مثل «إله واحد ورسول وصلاة وصوم وزكاة وحج» وكما قيل في المثل «الإنسان عدو ما يجهل».
تطلب ذلك جهدا مضاعفا في دعوته عليه الصلاة والسلام وعزما إلى أن جهر بذلك لتجميع تلك البيانات فأصبحت معلومات متسلسلة بأن هنالك واحدا أحد فردا صمدا نشهد به وبمن جاء رسولا من عنده ومعرفة كيفية أداء الصلوات والزكاة والصيام والحج لتجريبها وتطبيقها عمليا مثلما رأى الصحابة المقربين فعل قائدهم نبي الأمة ليخرجوا من ظلمات الشرك إلى نور المعرفة بعدها أدركت المنية ناقل المعرفة الأول عليه الصلاة والسلام واستلم الزمام صحابته الكرام.
أصبح بذلك الصحابة المقربون جاهزين لإدارة الدولة الإسلامية بأسلوب استخلاف سلس واع بالفهم والإدراك والمعرفة تولاها أبوبكر ثم عمر ثم عثمان وصولا إلى علي -رضوان الله عليهم- أجمعين فحق لهم أن يطلق عليهم الخلفاء الراشدون؛ لأنهم تدرجوا لقمة الهرم المعرفي فأصبحت قراراتهم إجماعا مصدرا تشريعيا «فعل الصحابة» نستمد منه بعد الكتاب والسنة قوانيننا وأنظمتنا لتسيير حياتنا الدينية والدنيوية الخاصة والعامة برشد.
@Yos123Omar
ومن وجهة نظري وجدت ما يتطابق مع ذلك الفكر والتوجه المسلكي للوصول إلى قمة المعرفة إذا ما أسقطناه على الواقع الفكري الثقافي للصحابة -رضوان الله عليهم- من خلال تساؤل أطرحه وأناقشه ضمن أسطر هذا المقال وهو كيف أصبحوا راشدين؟
فلسفة المعرفة وإدارتها والتي نادى بها في كتاباته الفيلسوف الأمريكي بيتر دراكر الذي يعتبر الأب الروحي للإدارة وعراب الفكر التنظيمي ومستشارا للعديد من المنظمات استنتج جراء رحلته التجريبية ما سماه بالمعرفة التي فسرها بالخبرات والتجارب والمهارات والقدرات والإمكانات التي يمتلكها رأس المال البشري ضمنيا وظاهريا والتي تمكنه بأن يكون متميزا ومؤهلا نفسيا ومجتمعيا في مجال معين ليصبح واعيا فيما يناقشه ويتخذه من قرارات لذلك لخص كلمة المعرفة بأنها القوة سواء كانت فردية للشخص نفسه بأن يبرز وينعكس ما يتعلمه على ما يعمله أو أن المعرفة تنظيمية سواء كانت لشركة أو لمؤسسة خاصة أو عامة لتستطيع أن تنافس وتبقى في ظل تكتلات الأعمال.
درجة ومرحلة الرشد المدرك يصل إليها الإنسان في أعلى قمة الهرم المعرفي والذي يبدأ من قاعدة البيانات والتي قد تكون كلمات ومفردات ليس لها معنى إلى أن يتم ربطها وتجميعها لتعطي دلالات تامة ترتقي إلى مفهوم المعلومات والتي تتم ممارستها وتطبيقها عمليا بطريقة متكررة ومنظمة ومحترفة لترتقي إلى مرحلة التجارب والخبرات العميقة وهي المعرفة التي تتنامى وتتطور فيتم تبنيها واختزالها إلى أن تصبح مهارة كامنة تصل بصاحبها إلى درجة الرشد في اتخاذ القرارات.
عندما جاء الوحي لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ترتب على ذلك توضيح بيانات الثقافة الإسلامية الجديدة وتطلب الأمر السرية التامة لتأليف بعض أصحاب الفكر المكي آنذاك وتوضيح مبادئ الدين الإسلامي الغريب من وجهة نظر مشركي مكة مثل «إله واحد ورسول وصلاة وصوم وزكاة وحج» وكما قيل في المثل «الإنسان عدو ما يجهل».
تطلب ذلك جهدا مضاعفا في دعوته عليه الصلاة والسلام وعزما إلى أن جهر بذلك لتجميع تلك البيانات فأصبحت معلومات متسلسلة بأن هنالك واحدا أحد فردا صمدا نشهد به وبمن جاء رسولا من عنده ومعرفة كيفية أداء الصلوات والزكاة والصيام والحج لتجريبها وتطبيقها عمليا مثلما رأى الصحابة المقربين فعل قائدهم نبي الأمة ليخرجوا من ظلمات الشرك إلى نور المعرفة بعدها أدركت المنية ناقل المعرفة الأول عليه الصلاة والسلام واستلم الزمام صحابته الكرام.
أصبح بذلك الصحابة المقربون جاهزين لإدارة الدولة الإسلامية بأسلوب استخلاف سلس واع بالفهم والإدراك والمعرفة تولاها أبوبكر ثم عمر ثم عثمان وصولا إلى علي -رضوان الله عليهم- أجمعين فحق لهم أن يطلق عليهم الخلفاء الراشدون؛ لأنهم تدرجوا لقمة الهرم المعرفي فأصبحت قراراتهم إجماعا مصدرا تشريعيا «فعل الصحابة» نستمد منه بعد الكتاب والسنة قوانيننا وأنظمتنا لتسيير حياتنا الدينية والدنيوية الخاصة والعامة برشد.
@Yos123Omar