العراق وطن يبحث عن وطن
الأحد - 04 سبتمبر 2022
Sun - 04 Sep 2022
كمواطن عربي أتمنى أن يعود العراق بثقله التاريخي والإقليمي لحاضرته العربية، فالعراق يعني حمورابي أشهر ملك بابلي عراقي سن قوانين قبل الميلاد، العراق يعني حضارات سومر في بلاد الرافدين جنوبا وآشور شمالا، العراق يعني الدولة العباسية عندما كانت بغداد عاصمة العالم.
إن طريق العراق للعودة الآن يحتاج إلى قائد لا يرتدي عمامة وإن تعددت ألوانها ومذاهبها، في انسحاب الصدر ثبت أن مشكلة العراق أكبر، ولا سبيل لحلها إلا بولادة نظام سياسي وطني جديد يبني مؤسسات الدولة التي مزقتها المصالح الفردية أو التبعية الولائية لإيران.
وبعيدا عن قناعاتي بالصدر أو نقاط الاختلاف الدائم معه لم يفاجئني انسحابه من المشهد السياسي بهذا الأسلوب فهو دائما عندما يبدأ يحقق نتائج ميدانية ملموسة ومؤثرة للقرارات والأحداث التي يصنعها ويحركها ويوجهها يتراجع وينسحب، ثم في اليوم التالي يأمر اتباعه بالانسحاب خلال ستين دقيقة، مهملا ما تعرض له عشرات الآلاف ممن خرجوا تحت تأثير العمامة التي يرتديها، أو تحت تأثير شعارات الصدريين الرنانة، ومضحيا بأرواح عشرات القتلى ودماء مئات الجرحى وألم آلاف المصابين، الأخطر من ذلك هو إضعاف وتعرية صفوف التكتلات الوطنية التي تشكلت من عموم الشعب العراقي الحر أفرادا أو عشائر وأنظمة تحت لوائه أملا في عراق جديد بلا عبودية ولا مذهبية ولا طائفية لكنها وجدت نفسها فريسة سهلة للميليشيات الإيرانية وبلا قيادة توجهها، ولا سلاح يحميها، كما حدث في ثورة تشرين، لا بل وقعت تحت تهديد نسيجها الاجتماعي العروبي المتمثل في عشائرها.
والأدهى والأمر أن التيار الصدري ما أن يجد أن العملية السياسية تتجه في مسار التغيير الصحيح حتى يقوم بمناورة فيها الكثير من عوامل التوظيف للالتفاف على الجماهير تؤدي لإنقاذ الطبقة السياسية المسيطرة على المشهد السياسي العراقي، كان آخرها في الانتخابات الماضية، حيث رفع شعارات الإصلاح والتغيير وطالب الشعب العراقي بانتخابه ووصل فعلا للأغلبية البرلمانية على أكتاف الجماهير التي صدقت وعودهم وانتخبتهم، ثم ينسحب بطريقة مهينة ويعلن انهزامه تحت مظلة المرجعية الدينية الموجودة في قم الإيرانية.
رغم أن المواجهة كانت متوقعة من البداية والتغيير يحتاج إلى التضحية فلماذا هذا الاستسلام؟ وما دمت لست مستعدا للمواجهة وبهذا الضعف أليس من الأولى تركك للعراقيين يدخلون انتخاباتهم بدون أن تحشر نفسك في زاوية تحسب عليك تاريخيا، وتكشف بعض الحقائق الغائبة عن وعي أتباعك أو من كسبت تعاطفه، بل سيظل السؤال عن الثمن الذي قبضته في مقابل ذلك يطاردك ويطارد أتباعك، فقد حقق انهزامك كل أهداف ميليشيات إيران في المجلس التنسيقي في طريقهم لعزل الرئيس مصطفى الكاظمي وتعيين مرشحهم لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني أصبح أسهل في ظل خلو مجلس البرلمان من الصدريين، وما بعدها أشد وطأ.
أخيرا.. العراق وطن يبحث عن وطن وإن طال الطريق وقست مسالكه سيهتدي إليه يوما، ويبقى التاريخ حافظا لكل سجلات المارين على صفحاته.
hq22222@
إن طريق العراق للعودة الآن يحتاج إلى قائد لا يرتدي عمامة وإن تعددت ألوانها ومذاهبها، في انسحاب الصدر ثبت أن مشكلة العراق أكبر، ولا سبيل لحلها إلا بولادة نظام سياسي وطني جديد يبني مؤسسات الدولة التي مزقتها المصالح الفردية أو التبعية الولائية لإيران.
وبعيدا عن قناعاتي بالصدر أو نقاط الاختلاف الدائم معه لم يفاجئني انسحابه من المشهد السياسي بهذا الأسلوب فهو دائما عندما يبدأ يحقق نتائج ميدانية ملموسة ومؤثرة للقرارات والأحداث التي يصنعها ويحركها ويوجهها يتراجع وينسحب، ثم في اليوم التالي يأمر اتباعه بالانسحاب خلال ستين دقيقة، مهملا ما تعرض له عشرات الآلاف ممن خرجوا تحت تأثير العمامة التي يرتديها، أو تحت تأثير شعارات الصدريين الرنانة، ومضحيا بأرواح عشرات القتلى ودماء مئات الجرحى وألم آلاف المصابين، الأخطر من ذلك هو إضعاف وتعرية صفوف التكتلات الوطنية التي تشكلت من عموم الشعب العراقي الحر أفرادا أو عشائر وأنظمة تحت لوائه أملا في عراق جديد بلا عبودية ولا مذهبية ولا طائفية لكنها وجدت نفسها فريسة سهلة للميليشيات الإيرانية وبلا قيادة توجهها، ولا سلاح يحميها، كما حدث في ثورة تشرين، لا بل وقعت تحت تهديد نسيجها الاجتماعي العروبي المتمثل في عشائرها.
والأدهى والأمر أن التيار الصدري ما أن يجد أن العملية السياسية تتجه في مسار التغيير الصحيح حتى يقوم بمناورة فيها الكثير من عوامل التوظيف للالتفاف على الجماهير تؤدي لإنقاذ الطبقة السياسية المسيطرة على المشهد السياسي العراقي، كان آخرها في الانتخابات الماضية، حيث رفع شعارات الإصلاح والتغيير وطالب الشعب العراقي بانتخابه ووصل فعلا للأغلبية البرلمانية على أكتاف الجماهير التي صدقت وعودهم وانتخبتهم، ثم ينسحب بطريقة مهينة ويعلن انهزامه تحت مظلة المرجعية الدينية الموجودة في قم الإيرانية.
رغم أن المواجهة كانت متوقعة من البداية والتغيير يحتاج إلى التضحية فلماذا هذا الاستسلام؟ وما دمت لست مستعدا للمواجهة وبهذا الضعف أليس من الأولى تركك للعراقيين يدخلون انتخاباتهم بدون أن تحشر نفسك في زاوية تحسب عليك تاريخيا، وتكشف بعض الحقائق الغائبة عن وعي أتباعك أو من كسبت تعاطفه، بل سيظل السؤال عن الثمن الذي قبضته في مقابل ذلك يطاردك ويطارد أتباعك، فقد حقق انهزامك كل أهداف ميليشيات إيران في المجلس التنسيقي في طريقهم لعزل الرئيس مصطفى الكاظمي وتعيين مرشحهم لرئاسة الحكومة محمد شياع السوداني أصبح أسهل في ظل خلو مجلس البرلمان من الصدريين، وما بعدها أشد وطأ.
أخيرا.. العراق وطن يبحث عن وطن وإن طال الطريق وقست مسالكه سيهتدي إليه يوما، ويبقى التاريخ حافظا لكل سجلات المارين على صفحاته.
hq22222@