اتفاق الأكاذيب والتناقضات

غيتستون: الغرب يرتجف من روسيا ويمنح إيران القوة
غيتستون: الغرب يرتجف من روسيا ويمنح إيران القوة

السبت - 03 سبتمبر 2022

Sat - 03 Sep 2022








وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان والممثل الأوروبي جوزيب بوريل  (مكة)
وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان والممثل الأوروبي جوزيب بوريل (مكة)
وصف العقيد المتقاعد في الجيش البريطاني ريتشارد كمب، الاتفاق النووي الذي تنوي الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب إبرامه مع إيران بـ»اتفاق الأكاذيب والتناقضات».

وكتب في تحليل لـ»معهد غيتستون»، «إن الغرب الذي يرتجف في مواجهة تهديدات روسيا النووية، يوشك على إبرام اتفاق سيعطي إيران القوة نفسها ضده»، مشيرا إلى أن طهران كانت تشن حربا دون توقف ضد الغرب وحلفائه في الشرق الأوسط منذ ثورة 1979.

وشدد على أن استرضاء طهران بدعم برنامجها النووي وتسليمها مليارات الدولارات، من خلال تخفيف العقوبات سيقوي المرشد الإيراني علي خامنئي، ويشجعهم على اعتداءات أكبر من ذي قبل، حسب موقع (24) الإماراتي.

اتفاق سيئ

وأكد كمب أن الاتفاق الذي يوشك على الظهور، سيكون أسوأ حتى من الأول، وأشار إلى أن حجة هؤلاء أنه يشتري الوقت للغرب مع تفاؤل غير مسؤول بأن شيئا ما سيظهر. هذا التفكير واضح من خلال أمل بايدن غير المعقول بأنه قادر على إطالة وتعزيز الاتفاق فور إبرامه، وأن التفاؤل ليس استراتيجية، وبالتأكيد ليس استراتيجية للتعامل مع نظام ثوري عنيف ومتقلب مصمم على تدمير الدولة اليهودية التي يراها كوكيل لعدوه الأول، أمريكا.

ووفقا للتحليل، حين أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أنه لن يتم السماح لإيران ببناء أسلحة نووية تحت ناظريه، كان ينبغي أن يعلم أن الطريق الوحيد لمنع ذلك هو العمل العسكري أو ربما العقوبات المعيقة، لكنه لم يكن يريد اللجوء إلى أي من الخيارين فكانت النتيجة أنه أجل المشكلة لتصبح من مسؤولية شخص آخر.

قيادة إرهابية

ويتأسف الكاتب لأن الطريق كان قصيرا وأصبح أقصر اليوم، حيث إن بنود الغرب في اتفاق أوباما لن تخضع للتمديد في الاتفاق الجديد، وهذا يعني أن طهران تستطيع بشكل مشروع بدء عملية تخصيب اليورانيوم في أجهزة طرد متطورة خلال سنتين، بالتوازي مع العمل المكثف على تطوير صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية ومع قيادة نشاطات إرهابية، وهما موضوعان غير مشمولين بالاتفاق. في أفضل الأحوال يستطيع بايدن تحويل الأزمة إلى خلفه.

ويرى أن حجة «شراء الوقت» هي حجة لأي اتفاق، فعالة فقط بالنسبة إلى شخص لا يفهم إيران، وهو ساذج بما يكفي كي يصدق أن النظام سيحترم ما يوافق عليه.

أكاذيب وسلبيات

ويقول كمب «الحقيقة التي يفشل المتفائلون وغير المتعلمين في إدراكها هي أن النظام في طهران سيتجاهل القيود التي لا تعجبه، هذا ما فعله مع الاتفاق النووي الأساسي وتعهداته الدولية الأخرى، بما فيها معاهدة الحد من الانتشار التي انتهكها بشكل متكرر، وهذا ما أكدته مجددا هذه السنة الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

ويستشهد الخبير بما قاله رئيس جهاز الموساد ديفيد برنيع منذ أيام قليلة عن أن الاتفاق مبني على أكاذيب، مضيفا أن طهران ستواصل تطوير القدرة النووية التي تراها حقا لها بوجود أو بعدم وجود اتفاق وبالسرعة التي تريد حتى يتم إيقافها ماديا عن ذلك.

ويقول «مهما كان شكل اتفاق بايدن، فستكون هناك سلبيات فقط للغرب والشرق الأوسط وإيجابيات لطهران. سوف يعطي التوقيع على الاتفاق إيران شرعية متجددة بينما سيرفع مسؤولية مواجهة الواقع عن بايدن وأصدقائه الأوروبيين، وستحصل إيران على 100 مليار دولار سنويا نتيجة لرفع العقوبات».

تسريع النووي

ولفت إلى أن هذه الدولارات، ستمكن إيران من تسريع برنامجها النووي بما فيه تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على إطلاق رؤوس نووية لا على الشرق الأوسط وحسب بل على أوروبا والولايات المتحدة أيضا. ستعزز هذه الدولارات اعتداءات إيران الإقليمية مهددة السعودية والإمارات العربية المتحدة من اليمن، وإسرائيل من لبنان وسوريا وغزة، كما الولايات المتحدة وأوروبا والعالم بواسطة شبكتها العالمية من الوكلاء الإرهابيين.

وأوضح أن هذا الخبث العنيف الذي سيشتد مع ضخ سيولة هائلة ظهر أخيرا مع إطلاق وكلاء طهران في غزة آلاف الصواريخ في المنطقة، ومع محاولة اغتيال سلمان رشدي في الولايات المتحدة ومع مخططات إيرانية تم الكشف عنها أخيرا لاغتيال أعضاء سابقين في إدارة ترمب. كل ذلك بينما تملي طهران الشروط على طاولة التفاوض.

إنتاج اليورانيوم

وأضاف «بعد تحررها من العقوبات، ستستخدم روسيا إيران كملاذ اقتصادي للتهرب من العقوبات الدولية. لن يكون المواطنون الغربيون مرتاحين لو علموا بأن حكوماتهم تتحرك لتخفيف الألم الاقتصادي عن روسيا، بينما يتحملون هم أنفسهم معاناة اقتصادية هائلة نتيجة للقيود نفسها التي سيتخطاها بوتين».

ووفقا لمسودة الاتفاق، ستتمكن إيران من الإبقاء على اليورانيوم الذي أنتجته بطريقة غير مشروعة منذ الاتفاق الأساسي، الذي تم تخصيبه لما هو أبعد من متطلبات برنامج نووي سلمي. ويبدو أن روسيا بالرغم من تهديداتها النووية المتكررة، ستحتفظ بهذا المخزون من اليورانيوم. ومع أخذ المنافع التي ستعود على الصين بالاعتبار أيضا، فسيتعارض الاتفاق بوضوح مع المصالح القومية لأمريكا وأوروبا وإسرائيل أيضا. هذا ليس سوء تقدير استراتيجي يمكن اكتشافه بمرور الوقت فقط. إنه واضح بشكل صارخ منذ اليوم.