مشروع الأدب السعودي والآخر!
الثلاثاء - 30 أغسطس 2022
Tue - 30 Aug 2022
من ضمن محاور ملتقى الأدباء السعوديين المنعقد قبل أيام في الطائف محور (الأدب السعودي والآخر)، تحدث فيه مترجم وأكاديمية ووكيل أدبي، طرحوا أفكارهم ورؤاهم، ثم فتح المجال لمداخلات الحاضرين، ولم أك من المحظوظين، لذلك لجأت إلى زاويتي في صحيفتي العزيزة للتعبير عن وجهة نظري حول هذا الأمر.
الآخر، هو كل ما هو خارج الذات، لكنه هنا يتغيا الآخر خارج المملكة العربية السعودية (الآخر الأجنبي) ولا أظن تحديده بالغربي دقيقا، بل يسوّغ اعتباره أهم الآخرين، فنحن معنيون بالآخر في تلقي أدبنا، أيا وأينما كان، فالشرق له صلاته الوثقى بنا، ولنا في الغرب مآرب يبررها تقدمه الحضاري.
استقطاب دور النشر الأجنبية لترجمة أدبنا إلى لغة الآخر، ونشر إبداعات الأدباء السعوديين خطوة جيدة إذا أحسن المستقطبون اختيار المدونة الأدبية الجديرة بالترجمة والنشر، وهذه الخطوة ليست سوى جزء من مشروع كبير له أجزاء متعددة تتآلف في تكوينه، وهو في الواقع مشروع قائم يعمل بتناغم هادئ تحت رؤية 2030 حسب قراءتي للمشهد، من خلال هيئات وزارة الثقافة، ووزارات أخرى، وفي هذا الشأن يجب أن نحرص على مد جسور التعاون بين الهيئات من جهة، وبينها وبين الجهات الأخرى كالسياحة والترفيه، لاستثمار الجهود وضبط الإيقاع لإحداث الأثر.
من المهم أولا أن نزيد من متانة الجسور بين الأدب السعودي والفنون، فالمسرح والأغنية والمسلسل والفيلم تقوم على النص الأدبي، والعمل على تطوير هذه الفنون أس في تقديم الأدب السعودي إلى الآخر، أولا: من خلال النص الأساسي للعمل، ثانيا: تضمين مقتطفات من أعمال الأدباء السعوديين في هذه النصوص، والتطرق للأسماء المميزة، فقلما تجد عملا دراميا غربيا أو شرقيا يخلو من الإشارة إلى مقولات أدبائهم ومفكريهم.
كذلك من المهم أن تحرص هيئة الأدب على حضور الأدب السعودي وفاعليته في الحركة السياحية المتنامية، وأن تكون له مراكزه في المعالم السياحية التي تستقطب السياح كالعلا والبحر الأحمر ونيوم وغيرها، فاللغة لم تعد عائقا، وكذلك من خلال وسائط تحوي أعمالا من أدبنا، ونبذا عن المبدعين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن موسم الحج مناسبة عظيمة يمكن استثمارها لالتقاء الأدباء السعوديين بأدباء من شتى أنحاء العالم، فلا يكفي أن تقول للآخر: «هاؤم اقرؤوا أدبي»! بل الأميز أن يقدم الآخر أدبك إلى الآخرين بقناعة ذاتية، وأن يكون الأدب السعودي جزءا من حديثه عن رحلة الحج ودهشة المشاعر المقدسة، والبلاد السعودية حضارة وثقافة وأدبا.
من جهة أخرى، لبلادنا سفارات في معظم أنحاء العالم، ولها ملحقيات ثقافية، يجب استثمارها في تقديم الأدب السعودي، فاستغلال المناسبات العالمية لثقافتنا أو لثقافة الآخر، ومشاركة الأدباء السعوديين فيها سيصنع فرقا مهما في رأيي، وكذلك استثمار علاقات السياسيين بالأعلام والإعلام في تلك البلدان، ثم تحفيز ورعاية الأدباء السعوديين الذين لهم صلات بأدباء الأمم الأخرى، فهم نوافذ تطل منها ثقافتنا على الآخر، عبر الملتقيات الأدبية، وعبر الترجمات الأدبية، وربما عبر وسائل الإعلام التقليدي والجديد.
وعلى ذكر وسائل الإعلام، فمن المهم أن يكون للأدب السعودي حضوره عبرها سواء في مجلات عالمية، أو عبر قنوات وإذاعات، أو عبر المواقع الالكترونية الأدبية، وكذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المهتمة بالأدب، فالتفاعلية سمة عصرية مهمة يجب استثمارها على الوجه الأمثل، وتشجيع المبادرات الفردية والمؤسسية التي تعمل في هذا الجانب.
وعلى ما سبق، فلا تكفي دور النشر العالمية، مهما كان حضورها أن تنهض بمهمة تقديم الأدب السعودي إلى الآخر منفردة، بل يجب أن تحرص وزارة الثقافة بكامل هيئاتها على بناء منظومة تتكامل فيها الجهود لترقي إبداعاتنا وتقديم منتجاتنا الثقافية إلى الآخر ومن ضمنها الأدب السعودي في أبهى الحلل وأيسر الطرق، فلدينا ما يستحق الحضور والمباهاة، ولا تنسوا أننا في الزمن السعودي الذهبي.
ahmad_helali@
الآخر، هو كل ما هو خارج الذات، لكنه هنا يتغيا الآخر خارج المملكة العربية السعودية (الآخر الأجنبي) ولا أظن تحديده بالغربي دقيقا، بل يسوّغ اعتباره أهم الآخرين، فنحن معنيون بالآخر في تلقي أدبنا، أيا وأينما كان، فالشرق له صلاته الوثقى بنا، ولنا في الغرب مآرب يبررها تقدمه الحضاري.
استقطاب دور النشر الأجنبية لترجمة أدبنا إلى لغة الآخر، ونشر إبداعات الأدباء السعوديين خطوة جيدة إذا أحسن المستقطبون اختيار المدونة الأدبية الجديرة بالترجمة والنشر، وهذه الخطوة ليست سوى جزء من مشروع كبير له أجزاء متعددة تتآلف في تكوينه، وهو في الواقع مشروع قائم يعمل بتناغم هادئ تحت رؤية 2030 حسب قراءتي للمشهد، من خلال هيئات وزارة الثقافة، ووزارات أخرى، وفي هذا الشأن يجب أن نحرص على مد جسور التعاون بين الهيئات من جهة، وبينها وبين الجهات الأخرى كالسياحة والترفيه، لاستثمار الجهود وضبط الإيقاع لإحداث الأثر.
من المهم أولا أن نزيد من متانة الجسور بين الأدب السعودي والفنون، فالمسرح والأغنية والمسلسل والفيلم تقوم على النص الأدبي، والعمل على تطوير هذه الفنون أس في تقديم الأدب السعودي إلى الآخر، أولا: من خلال النص الأساسي للعمل، ثانيا: تضمين مقتطفات من أعمال الأدباء السعوديين في هذه النصوص، والتطرق للأسماء المميزة، فقلما تجد عملا دراميا غربيا أو شرقيا يخلو من الإشارة إلى مقولات أدبائهم ومفكريهم.
كذلك من المهم أن تحرص هيئة الأدب على حضور الأدب السعودي وفاعليته في الحركة السياحية المتنامية، وأن تكون له مراكزه في المعالم السياحية التي تستقطب السياح كالعلا والبحر الأحمر ونيوم وغيرها، فاللغة لم تعد عائقا، وكذلك من خلال وسائط تحوي أعمالا من أدبنا، ونبذا عن المبدعين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن موسم الحج مناسبة عظيمة يمكن استثمارها لالتقاء الأدباء السعوديين بأدباء من شتى أنحاء العالم، فلا يكفي أن تقول للآخر: «هاؤم اقرؤوا أدبي»! بل الأميز أن يقدم الآخر أدبك إلى الآخرين بقناعة ذاتية، وأن يكون الأدب السعودي جزءا من حديثه عن رحلة الحج ودهشة المشاعر المقدسة، والبلاد السعودية حضارة وثقافة وأدبا.
من جهة أخرى، لبلادنا سفارات في معظم أنحاء العالم، ولها ملحقيات ثقافية، يجب استثمارها في تقديم الأدب السعودي، فاستغلال المناسبات العالمية لثقافتنا أو لثقافة الآخر، ومشاركة الأدباء السعوديين فيها سيصنع فرقا مهما في رأيي، وكذلك استثمار علاقات السياسيين بالأعلام والإعلام في تلك البلدان، ثم تحفيز ورعاية الأدباء السعوديين الذين لهم صلات بأدباء الأمم الأخرى، فهم نوافذ تطل منها ثقافتنا على الآخر، عبر الملتقيات الأدبية، وعبر الترجمات الأدبية، وربما عبر وسائل الإعلام التقليدي والجديد.
وعلى ذكر وسائل الإعلام، فمن المهم أن يكون للأدب السعودي حضوره عبرها سواء في مجلات عالمية، أو عبر قنوات وإذاعات، أو عبر المواقع الالكترونية الأدبية، وكذلك حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المهتمة بالأدب، فالتفاعلية سمة عصرية مهمة يجب استثمارها على الوجه الأمثل، وتشجيع المبادرات الفردية والمؤسسية التي تعمل في هذا الجانب.
وعلى ما سبق، فلا تكفي دور النشر العالمية، مهما كان حضورها أن تنهض بمهمة تقديم الأدب السعودي إلى الآخر منفردة، بل يجب أن تحرص وزارة الثقافة بكامل هيئاتها على بناء منظومة تتكامل فيها الجهود لترقي إبداعاتنا وتقديم منتجاتنا الثقافية إلى الآخر ومن ضمنها الأدب السعودي في أبهى الحلل وأيسر الطرق، فلدينا ما يستحق الحضور والمباهاة، ولا تنسوا أننا في الزمن السعودي الذهبي.
ahmad_helali@