اماني يماني

المبدعون في مكان العمل

الاثنين - 29 أغسطس 2022

Mon - 29 Aug 2022

لحسن حظي أنني أعمل في مكان ملئ بالمبدعين والمتحمسين، هذا الأمر يعد نعمة بالنسبة لي؛ لأنه حتى عملي السباق كان مليئا بالمبدعين والفنانين، ويعد العمل مع المبدعين والفنانين أمرا ممتعا للغاية، حيث إنهم يمدوك بطاقة إيجابية.. جلست مع نفسي وأخذت أجمع الصفات، أحلل الشخصيات ووجدت أن المبدعين الفنانين الذين عملت مهم تجمعهم صفات عديدة وهي:

1- الانطواء والانبساط

يميل معظم الناس لأن يكونوا إما انطوائيين أو منفتحين، فإما يفضلون بشدة رفقة الآخرين أو قضاء الوقت بمفردهم، لكن الأشخاص المبدعين يميلون إلى إظهار هاتين السمتين الشخصيتين. ينشطون من خلال المواقف الاجتماعية، ويستلهمون من الآخرين، لكنهم يحتاجون أيضا إلى وقت بمفردهم لإعادة شحن هذا الإلهام ومعالجته، إحدى الزميلات كانت ذات شخصية عجيبة ولكن كنا نرى منها إبداعا لا يوصف فكانت عندما تجلس على جهازها قمة الانطواء ولكن غير ذلك فهي العكس تماما.

2- تحمل المخاطر

لقد تعلم العديد من المفكرين المبدعين أن يتقبلوا التحديات في العمل ولا يخيفهم احتمال الفشل، كانت تقوم بالتصميم بطريقة خطرة وهي تدرك أنه قد يطلبون منها إعادته؛ لأنه خارج عن المألوف، ولكنها من خلال المخاطرة وتجربة طرق جديدة للقيام بأشياء تزيد من الإبداع في مكان العمل كانت تستطيع اختبار ما إذا كانت فكرتها تعمل أم لا، حيث تتيح لها هذه العملية تحسين أفكارها لدرجة أنه يمكن استخدامها بسهولة على أساس يومي في العمل.

3- التركيز العالي

يميل المبدعون إلى فقدان مسار الوقت عند مشاركتهم في العملية الإبداعية، يصبح ذهنهم شديد التركيز على المهمة التي يقومون بها حتى يتمكنوا من العمل، وقد يعملون لساعات في كل مرة دون أن يدركوا ذلك.

سواء الآن أو سابقا ألاحظ أنهم عند الابتكار والإبداع شديدي التركيز مما يشعرك أنهم يعيشون في عالم آخر فلا يشعرون بالوقت ولا بمروره أبدا، مكافأتهم الوحيدة هي انتهاء العمل بإبداع ونجاح.

4- حل المشكلات

يجد المفكرون المبدعون أنه من الأسهل تطبيق خيالهم على السيناريوهات اليومية، يمكن أن يساعدهم ذلك في التوصل إلى حلول فريدة للتحديات التي قد يواجهونها في العمل. تلعب العقول المبدعة بالمعلومات بدلا من مجرد تخزينها، حيث يقومون باستجوابها، والبناء عليها، وتطبيقها في حياتهم، رغم كونهم أكثر من يقعون في المشاكل بسبب انخراطهم في تحليل المشكلات ولكن حلولوهم مبدعة.

5- الاستقلال

في حين أن المبدعين يجدون الإلهام من التعاون مع فريق، إلا أنهم غالبا ما يزدهرون بأقل قدر من التحكم، إنهم يميلون إلى أن يكونوا مستقلين، ويتبنون المهارات التي قد تجعلهم مختلفين عن زملائهم في العمل ولكنها تضيف إلى الإبداع في مكان العمل.

لم أعمل مع فنان يحب العمل الجماعي إلا نادرا فهم يعشقون العمل بلمساتهم الخاصة، والعمل الجماعي كان يحدث فقط في حال توافق الأهواء والميول.

6- الاهتمام بالتفاصيل

تميل العقول الإبداعية إلى تقدير الإعداد وهي بارعة في التفكير في الحلول الممكنة للمشكلات من زوايا متعددة، يفكرون في القضايا المحتملة التي قد يحتاجون إلى تحسينها قبل أن يضعوا أفكارهم موضع التنفيذ.

أذكر أني كنت أشعر بالملل من كثر ما كانت إحدى الزميلات تلاحظ التفاصيل في التصميم من حيث التعامد والتوازي وكانت تكبر الصفحة لتلاحظ شيئا لا يلاحظ بالعين العادية على الإطلاق.

7- النقد بين القبول والرفض

يستثمر المبدعون عاطفيا في عملهم، لكن يجب أن يظلوا موضوعيين عند مراجعة عمل الجميع، بما في ذلك أعمالهم. هذا يعني أنهم غالبا ما يكونون منفتحين على النقد البناء وتقييم عملهم بشكل عادل، يستخدمون الملاحظات لتحسين أفكارهم والاستمرار في التعلم. ولكن هذا لا يعني تقبلهم للنقد بصورة مريحة بل إن النقد يسبب لهم بعض العناد أحيانا فيصرون على فكرتهم فإما أن ينجحوا وإما أن يفشلوا في الاقناع.

8- أخلاقيات العمل القوية

يبذل قدرا كبيرا من الجهد في الإبداع وتعزيز الإبداع في مكان العمل، مما يعني أن المفكرين والمبدعين يأخذون عملهم على محمل الجد ويظلوا واقعيين بشأن مقدار الوقت والجهد الذي سيستغرقه إكمال المشروع، هذه خاصية تتحسن بشكل كبير بمرور الوقت وتساعد على تطوير نهج وأخلاقيات قوية تجاه العمل.

ومن خلال تجربتي في العمل مع المبدعين أجد أن هؤلاء المبدعين أكثر الناس احتراما للمليكة الفكرية وحقوق الآخرين وبعضهم يرفض أن يضع اسمه على عمل حمل تصميمه فقط ولم يحمل فكرته كاملة.

إضاءة.. العمل مع المبدعين أمر جيمل وأن تكون محاطا بالمبدعين هو نعمة يجب عليك تقديرها، فشكرا لجميع زملائي وزميلاتي المبدعين الذين يدفعوني للعمل بشكل أكبر وأفضل، ولإيماني الدائم بإبداعهم فأتابع أعمالهم وأحاول نشرها بين الآخرين.