الصقارون الصغار ونقل الهواية للمستقبل

الأحد - 28 أغسطس 2022

Sun - 28 Aug 2022

عندما يتم تنظيم عمل كبير في حجم معرض ومزاد الصقور في ملهم شمال مدينة الرياض، ويهتم بإحدى الهوايات التراثية العريقة، ثم لا يغفل أن يكون بين أجنحته العديدة جناح للأطفال تحت اسم «صقاري المستقبل»، يصبح من واجبنا أن نحتفي بهذا العمل ونقدم الشكر لمنظميه وهم نادي الصقور السعودي، الذي استطاع -وبكل موضوعية- أن يقدم عملا كبيرا وعالميا، يستحق أن نقف أمامه بفخر واعتزاز.

فإشراك الأطفال في مثل هذا العمل لم يأت مصادفة أو على سبيل التنوع، بل جاء عن وعي وفهم للدور والهدف والرسالة، حيث يسعى المعرض إلى التعريف بهذه الهواية التراثية وتنميتها في نفوس الأطفال، وربطهم بهوية تاريخية وإرث متجدد، وإيجاد جيل جديد ومتمكن من صقاري المستقبل، بالإضافة إلى نقل هذه الهوية الوطنية والهواية التراثية للأجيال القادمة، ضمن أجواء حماسية ممزوجة بالمعرفة والترفيه، لتضم نشاطات مسلية وغنية بالخلفيات التعليمية لحياة

الصقور وبيئتها.

وهكذا يبرز وعي نادي الصقور السعودي بأهمية جذب الأجيال الناشئة لهواية الأجداد من أجل

الحفاظ عليها ونقلها نقلا آمنا نحو المستقبل، وذلك من خلال منطقة فريدة التصميم، تعنى بتدريب الطفل عمليا على كيفية الإمساك بالصقر، والتدرب على حمله بالطريقة التي توارثها الصقارون، وتعويد الطفل على ذلك من قبل صقارين محترفين، وكذلك تزويد جناحهم بالعديد من عوامل الجذب الأخرى، من فعاليات مميزة وتفاعلية، وألعاب ومغامرات يرتبط كثير منها بالصقور وعالمها.

والحقيقة أن من يتتبع نادي الصقور السعودي منذ نشأته قبل نحو خمس سنوات وإلى الآن، سوف يدرك ما يقوم به النادي من أدوار عظيمة في إطار تنظيم هواية الصيد بالصقور وحفظ تراثها للأجيال القادمة، باعتبارها هوية ثقافية يتميز بها الإنسان العربي بشكل عام والسعودي بشكل خاص، وهو ما يؤكد لنا أن الاهتمام بالصقارين الصغار وجذب الأجيال الناشئة لممارسة تلك الهواية، جاء بناء على وعي بالرسالة والهدف، فالمحافظة على التراث والترويج له وللتقاليد التاريخية لثقافة الصيد بالصقور في المملكة تعد أهم رسائل النادي، كما أن أهم أهدافه هو المحافظة على التراث التاريخي والتقاليد المرتبطة بثقافة الصيد بالصقور ولعب أدوار تتعلق بالتوعية والبحوث والعمل على حماية الصقور وازدهار هواية الصيد بها، لتبقى إرثا سعوديا أصيلا، يتم توارثه جيلا بعد جيل.