ليأتِ ملكوتك
الأحد - 28 أغسطس 2022
Sun - 28 Aug 2022
الحدث: نذر حرب أهلية.
المكان: الولايات المتحدة الأمريكية.
الزمان: (2016 - لا أحد يعرف)، فعلا لن تجد أحدا هذه الأيام يعرف الإجابة. متى وكيف ستنتهي هذه الحالة من الغليان في المشهد السياسي والاجتماعي الأمريكي.
أين تريد أن تبحث عن الإجابة؟ وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون؟ الجميع يكذّب الجميع. مواقع المراكز البحثية والجامعات؟ الكثير من النشرات والتحليلات التي لن تزيدك إلا تشتتا. وسائل التواصل الاجتماعي؟ أرجوك لا تحدثني عنها مجددا.
التراشق الإعلامي والاستقطاب الحزبي والتخندق الانتخابي وصل إلى مرحلة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ أربعين عاما.
لأول مرة تستبدل الشفافية بالضبابية وتتآكل الثقة في الحكومة. حقيقة لم أعد متأكدا من شيء بهذا الخصوص، ما عدا شيئا واحدا: لقد عبثوا مع الرجل الخطأ.
نعم إنها الحقيقة، فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري كان مفاجأة مرعبة للديموقراطيين. لا مجال للتراجع وإلا ستغرق بنا السفينة.
منذ عام 2016 لا صوت يعلو فوق صوت ترامب، عفوا الملك دونالد جي ترامب ملك الولايات المتحدة الأمريكية، إنها ليست مبالغة بل على العكس قد يتهمك أنصاره أو بالأصح (جحافله) بسوء الأدب مع المقام السامي. ترامب لم يعد يستطيع التخلص من نفسه، إنه عالق وسط هذه التجمعات الفدائية من اليمين المسيحي والعنصريين البيض، إنهم يتساءلون فيما بينهم: لا بد وأنه المسيح المخلص!!. لم يكن ترامب يقصد هذا عندما كان يتحدث في حملاته الانتخابية وخطاب التنصيب عن المنسيين، أو الطبقة المتوسطة من المواطنين الأمريكيين، لكنه الآن لا يبدو على عجلة من أمره من ناحية سحب الحطب من تحت المرجل وتهدئة الوضع، بل لربما قذف بالمزيد.
سيشهد التاريخ أن هذه الحقبة هي حقبة دونالد جي ترامب. علق الناقد الإعلامي جيمس بونيوزك على ذلك: لقد كان كخبر تحطم طائرة كل يوم، إنه في الأخبار عندما يتحدث، انه في الأخبار حتى لو لم يتحدث. انه الرجل الأقوى والأكثر نفوذا في الولايات المتحدة الأمريكية. ان لم تدرك ذلك بعد فكر الرئيس الحالي جو بايدن أتظن أن له مؤيدين على استعداد للتحرك عند أية إشارة، فكر في نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تم إلغاء (منتدى القيادة النسائية) بسبب عدم حضور أحد، علق جيسي واترز من قناة فوكس على ذلك بالقول: (هل ستدفع آلاف الدولارات لتستمع الى كامالا هاريس؟ أعرف أشخاصا على استعداد لدفع آلاف الدولارات لكي لا يستمعوا إلى كامالا هاريس).
منذ ما قبل الثمانينيات لم تكن هذه هي المعادلة الأيديولوجية لكلا الحزبين، كان البيض العنصريون يكرهون الحزب الجمهوري؛ لأنه حزب أبراهام لينكولن، بينما يزدهر الحزب الديموقراطي في هذه البيئة، فهو الحزب الذي ينتمي إليه مؤسسو جماعة (KKK) وهو حزب جورج والاس وستروم ثورموند. اليوم يتهم الجمهوريون بالعنصرية لميلهم أكثر إلى الأيديولوجيات المحافظة كتقديس الحياة العائلية والتمسك بالقيم والأخلاق، على عكس الديموقراطيين الذين يفضلون الحريات في كل شيء على أساس ان أمريكا أسست على مبدأ الحرية والمساواة. حسنا، هل هناك حدود للحرية؟ يتساءل الجمهوريون!!
هناك ديموقراطيون محافظون لا يعلمون ما الذي يقوم به هذا اليسار الراديكالي المتطرف الذي يتطفل على الديموقراطيين. هذا التيار المستحدث والمدعوم من كيانات متعددة تملك نفوذا لا يتسع المجال لذكرها. هذا اليسار لا يعرف حدودا للحريات والأخلاق والقيم، بل يستعر في تصاعد مستمر للحصول على أكبر قدر من التشريعات والمزيد من الانحلال، وقد بدأ العمل بزخم منذ وضع بايدن يمينه على الإنجيل.
الشذوذ الجنسي وزواج المثليين والإجهاض أصبحت من الماضي. لدينا الآن مصطلحات مثل المتحولين جنسيا، الهوية الجنسية، إخصاء المواليد وتدريس الجنس في الروضة، نعم إنها كما قرأتها تماما (الروضة) ليست خطأ مطبعيا ولا بشريا. هناك أيضا أمر آخر أخشى ان أقوله فتتهموني في مصداقيتي لكنني سأقوله على أية حال، مرشحة الرئيس جو بايدن للمحكمة العليا عندما سئلت في جلسة استماع من جمهوريي الكونغرس (ما هي المرأة؟) أطرقت كثيرا ثم قالت: لا أعرف فأنا لست متخصصة في علم الأحياء!!.. حسنا خذ هذه أيضا بروفيسورة من بيركلي في جلسة استماع أخرى أخذت تكرر عبارة (الأشخاص القادرون على الحمل - وتتجنب كلمة نساء تماما- ينتحرون لمعاناتهم من الترانسفوبيا وهو اضطهاد المتحولين) فسألها السيناتور الجمهوري جوش هولي (إنك تكررين عبارة الأشخاص القادرين على الحمل، هل يتضمن هذا الرجال المتحولين إلى إناث، هل يستطيع الرجل أن يحمل؟ قالت: ما رأيك أنت؟ قال في ذهول: بالطبع لا، قالت: إذن أنت تعاني من الترانسفوبيا وقد تتسبب في انتحار أحدهم الآن!)
هذا الانحلال الأخلاقي جعل الحاجة الى ترامب قضية حياة أو موت بالنسبة للأنجليكان واليمين المسيحي عموما. تقول كانديدا موس أستاذة اللاهوت في جامعة برمنغهام في تقريرها المنشور بصحيفة «ديلي بيست»: إن نبوءات الإنجيليين الراسخة تعتقد بأن هناك حدثا جللا
سيحدث قريبا في هذا العالم وهو «عودة المسيح لاستعادة أرض إسرائيل».
هل تذكرون زاك درو؟ صاحب مقولة إن السعودية باعت أسهم أرامكو لكي تمول المسيح الدجال (بالإنجليزية ANTICHRIST ) أين ذهب؟ أين اختفى؟ هذا هو الوقت الذي يفترض به التواجد!!! ذلك الرجل الذي اشتهر بتفسيراته العجيبة للكتاب المقدس.. سبق وأن أعلن أن أمريكا هي مملكة المسيح، عليه السلام، حين يعود!! عندما خسر ترامب الانتخابات قال: ان هذه الخسارة هي تأكيد لنبوءات الكتاب المقدس، وسيعود غدا أو بعد غد!! بحثت عنه وسألت بعض متابعيه.. فقالوا لي: لا بد أن الرجل ينتظر إشارة من السماء كي يعلن أن دونالد جي ترامب هو
المسيح المخلّص.
لذلك هو معتكف في عزلة عن العالم يتلو باستمرار الصلاة الربية: أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك لتكن مشيئتك ليأت ملكوتك.
MBNwaiser@
المكان: الولايات المتحدة الأمريكية.
الزمان: (2016 - لا أحد يعرف)، فعلا لن تجد أحدا هذه الأيام يعرف الإجابة. متى وكيف ستنتهي هذه الحالة من الغليان في المشهد السياسي والاجتماعي الأمريكي.
أين تريد أن تبحث عن الإجابة؟ وسائل الإعلام من صحف وتلفزيون؟ الجميع يكذّب الجميع. مواقع المراكز البحثية والجامعات؟ الكثير من النشرات والتحليلات التي لن تزيدك إلا تشتتا. وسائل التواصل الاجتماعي؟ أرجوك لا تحدثني عنها مجددا.
التراشق الإعلامي والاستقطاب الحزبي والتخندق الانتخابي وصل إلى مرحلة لم تشهدها الولايات المتحدة منذ أربعين عاما.
لأول مرة تستبدل الشفافية بالضبابية وتتآكل الثقة في الحكومة. حقيقة لم أعد متأكدا من شيء بهذا الخصوص، ما عدا شيئا واحدا: لقد عبثوا مع الرجل الخطأ.
نعم إنها الحقيقة، فوز دونالد ترامب بترشيح الحزب الجمهوري كان مفاجأة مرعبة للديموقراطيين. لا مجال للتراجع وإلا ستغرق بنا السفينة.
منذ عام 2016 لا صوت يعلو فوق صوت ترامب، عفوا الملك دونالد جي ترامب ملك الولايات المتحدة الأمريكية، إنها ليست مبالغة بل على العكس قد يتهمك أنصاره أو بالأصح (جحافله) بسوء الأدب مع المقام السامي. ترامب لم يعد يستطيع التخلص من نفسه، إنه عالق وسط هذه التجمعات الفدائية من اليمين المسيحي والعنصريين البيض، إنهم يتساءلون فيما بينهم: لا بد وأنه المسيح المخلص!!. لم يكن ترامب يقصد هذا عندما كان يتحدث في حملاته الانتخابية وخطاب التنصيب عن المنسيين، أو الطبقة المتوسطة من المواطنين الأمريكيين، لكنه الآن لا يبدو على عجلة من أمره من ناحية سحب الحطب من تحت المرجل وتهدئة الوضع، بل لربما قذف بالمزيد.
سيشهد التاريخ أن هذه الحقبة هي حقبة دونالد جي ترامب. علق الناقد الإعلامي جيمس بونيوزك على ذلك: لقد كان كخبر تحطم طائرة كل يوم، إنه في الأخبار عندما يتحدث، انه في الأخبار حتى لو لم يتحدث. انه الرجل الأقوى والأكثر نفوذا في الولايات المتحدة الأمريكية. ان لم تدرك ذلك بعد فكر الرئيس الحالي جو بايدن أتظن أن له مؤيدين على استعداد للتحرك عند أية إشارة، فكر في نائبة الرئيس كامالا هاريس التي تم إلغاء (منتدى القيادة النسائية) بسبب عدم حضور أحد، علق جيسي واترز من قناة فوكس على ذلك بالقول: (هل ستدفع آلاف الدولارات لتستمع الى كامالا هاريس؟ أعرف أشخاصا على استعداد لدفع آلاف الدولارات لكي لا يستمعوا إلى كامالا هاريس).
منذ ما قبل الثمانينيات لم تكن هذه هي المعادلة الأيديولوجية لكلا الحزبين، كان البيض العنصريون يكرهون الحزب الجمهوري؛ لأنه حزب أبراهام لينكولن، بينما يزدهر الحزب الديموقراطي في هذه البيئة، فهو الحزب الذي ينتمي إليه مؤسسو جماعة (KKK) وهو حزب جورج والاس وستروم ثورموند. اليوم يتهم الجمهوريون بالعنصرية لميلهم أكثر إلى الأيديولوجيات المحافظة كتقديس الحياة العائلية والتمسك بالقيم والأخلاق، على عكس الديموقراطيين الذين يفضلون الحريات في كل شيء على أساس ان أمريكا أسست على مبدأ الحرية والمساواة. حسنا، هل هناك حدود للحرية؟ يتساءل الجمهوريون!!
هناك ديموقراطيون محافظون لا يعلمون ما الذي يقوم به هذا اليسار الراديكالي المتطرف الذي يتطفل على الديموقراطيين. هذا التيار المستحدث والمدعوم من كيانات متعددة تملك نفوذا لا يتسع المجال لذكرها. هذا اليسار لا يعرف حدودا للحريات والأخلاق والقيم، بل يستعر في تصاعد مستمر للحصول على أكبر قدر من التشريعات والمزيد من الانحلال، وقد بدأ العمل بزخم منذ وضع بايدن يمينه على الإنجيل.
الشذوذ الجنسي وزواج المثليين والإجهاض أصبحت من الماضي. لدينا الآن مصطلحات مثل المتحولين جنسيا، الهوية الجنسية، إخصاء المواليد وتدريس الجنس في الروضة، نعم إنها كما قرأتها تماما (الروضة) ليست خطأ مطبعيا ولا بشريا. هناك أيضا أمر آخر أخشى ان أقوله فتتهموني في مصداقيتي لكنني سأقوله على أية حال، مرشحة الرئيس جو بايدن للمحكمة العليا عندما سئلت في جلسة استماع من جمهوريي الكونغرس (ما هي المرأة؟) أطرقت كثيرا ثم قالت: لا أعرف فأنا لست متخصصة في علم الأحياء!!.. حسنا خذ هذه أيضا بروفيسورة من بيركلي في جلسة استماع أخرى أخذت تكرر عبارة (الأشخاص القادرون على الحمل - وتتجنب كلمة نساء تماما- ينتحرون لمعاناتهم من الترانسفوبيا وهو اضطهاد المتحولين) فسألها السيناتور الجمهوري جوش هولي (إنك تكررين عبارة الأشخاص القادرين على الحمل، هل يتضمن هذا الرجال المتحولين إلى إناث، هل يستطيع الرجل أن يحمل؟ قالت: ما رأيك أنت؟ قال في ذهول: بالطبع لا، قالت: إذن أنت تعاني من الترانسفوبيا وقد تتسبب في انتحار أحدهم الآن!)
هذا الانحلال الأخلاقي جعل الحاجة الى ترامب قضية حياة أو موت بالنسبة للأنجليكان واليمين المسيحي عموما. تقول كانديدا موس أستاذة اللاهوت في جامعة برمنغهام في تقريرها المنشور بصحيفة «ديلي بيست»: إن نبوءات الإنجيليين الراسخة تعتقد بأن هناك حدثا جللا
سيحدث قريبا في هذا العالم وهو «عودة المسيح لاستعادة أرض إسرائيل».
هل تذكرون زاك درو؟ صاحب مقولة إن السعودية باعت أسهم أرامكو لكي تمول المسيح الدجال (بالإنجليزية ANTICHRIST ) أين ذهب؟ أين اختفى؟ هذا هو الوقت الذي يفترض به التواجد!!! ذلك الرجل الذي اشتهر بتفسيراته العجيبة للكتاب المقدس.. سبق وأن أعلن أن أمريكا هي مملكة المسيح، عليه السلام، حين يعود!! عندما خسر ترامب الانتخابات قال: ان هذه الخسارة هي تأكيد لنبوءات الكتاب المقدس، وسيعود غدا أو بعد غد!! بحثت عنه وسألت بعض متابعيه.. فقالوا لي: لا بد أن الرجل ينتظر إشارة من السماء كي يعلن أن دونالد جي ترامب هو
المسيح المخلّص.
لذلك هو معتكف في عزلة عن العالم يتلو باستمرار الصلاة الربية: أبانا الذي في السموات ليتقدس اسمك لتكن مشيئتك ليأت ملكوتك.
MBNwaiser@