بسام فتيني

الحركة الذكية من الخطوط السعودية

راصد بلا مراصد
راصد بلا مراصد

الاحد - 21 أغسطس 2016

Sun - 21 Aug 2016

في البداية أعترف وأنا بكامل قواي العقلية أني أحترم الذكاء وتوظيفه لخدمة الهدف، وهذه المرة لن أنتقد الخطوط السعودية أو إدارتها أو حتى المتنفذين منها وفيها، بل سأرفع لهم عقالي وغترتي وطاقيتي وأبين لهم لمعة صلعتي الموقرة بكل قوة وشموخ كشموخ طائراتها الجديدة!



فالخطوط السعودية اصطفت بعض مشاهير السوشيال ميديا وبعض كتاب الصحف وأخذتهم معها في جولة لمصنع الطائرات التي تملكتها وتسلمتها أخيرا، فعبر التاريخ أثبتت هذه النظرية أنها حل ناجع لإزعاج المنتقدين من الكتاب والمشاهير، فرحلة مدفوعة الثمن مع علية القوم كافية لتغيير القناعات وضرب الورنيش وسماع مقطوعة موسيقية مع الطبل البلدي!



بعيدا عن كل هذا علينا أيضا احترام ذكاء الخطوط حين (اختلقت) خدمة (البيرق) لتقول للهوامير تعالوا يا حبايب بالأحضان وحندلعكم بفلوسكم بس آمروا وتدللوا، بل واحترمت ذكاءها أكثر حين راعت أيضا طبقة المنتفين الكادحين المفلسين ذوي الدخل المحدود المقرود فقالت لهم لم ولن ننساكم و(اختلقت) لهم أيضا طيران (أديل) الاقتصادي حتى تكون محبة للفقراء، حتى لو لم تكن منهم، وبهذا الذكاء المزدوج ضمنت 3 شرائح تحت إبطها الحديدي (المشاهير والهوامير وقليلي الحظ المطافير) والمطافير هم «الطفرانين» المساكين حسب المعجم المحلي، ما علينا واتركونا من كل هذا فكل ما تقوله الخطوط أو ضيوفها المرافقون لها في رحلتها الميمونة لتسلم طائراتها الجديدة شيء وأرض الواقع شيء آخر، وعلى الخطوط السعودية أن تنظر لآراء وتطلعات البسطاء فهم المقياس الحقيقي لخدماتها، بل وحتى ربحها، لذلك عليها الاستماع إليهم، فالخدمة والتطوير المتكامل لا يشملان الجمادات فقط (الطائرات – الصالات – المرافق) بل يشملان أخلاقيات العمل وحقوق العميل واحترامه وإعطاءه حقه والحفاظ على متعلقاته وجميع ما تشمله خدمات نقله (بفلوسه) من محطة لأخرى، وحتى أختم مقالي ومن باب «اجرح وداوي» أؤكد أن التميز الحقيقي للخطوط السعودية هو في موقعها الالكتروني المتطور والذي يمنحك فرصة الحجز واختيار المقعد والوجبة، بل وحتى مراعاة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة بضغطة زر، لكن أتمنى وبصدق إضافة (خانة) تقييم الخدمة بعد كل رحلة لتقييم طاقم الرحلة من مضيفين وكابتن ونظافة الطائرة وكل ما يمكن قياسه حتى تكون المعادلة متوازنة وحقيقية لتؤدي الغرض.



خاتمة/ حين يكون كيان (ما) يحمل اسم (السعودية) فمن حق كل مواطن أن يغار على اسمها وسمعتها وأن لا يقبل بمظاهر التقصير التي يمكن حلها ببديهية انطلاقا من واجبه نحو عميله رأسماله، وحين ينجح سنصفق له، لكن حين يقصر أو يخفق فلا ينتظر إلا النقد للتحسين فهل يعي المسؤول ذلك؟