الصخب الخافت
الأربعاء - 24 أغسطس 2022
Wed - 24 Aug 2022
في قانون نيوتن بعلم الفيزياء «أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه» أما في قانون واطسون بعلم النفس «فإن لكل فعل رد فعل سلوكي يوازي الفعل يزيد وربما ينقص بحسب سمة الشخصية أو النمط الانفعالي»، أي أن ردة الفعل يستشعرها الإنسان في سكناته وحركاته في ذاته وتعاملاته وقد تحدث ردود أفعال داخلية مكبوتة في النفس البشرية لا يسمع صخبها سوى الإنسان نفسه ويعجز عن التصريح بها ربما بسبب الخجل أو الخوف وهنا يكمن لب الصراع.
قال تعالى في محكم تنزيله (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور). سورة الملك الآية 13.
برأيي الخاص أجد في هذه الآية الكريمة لمحة تؤكد على أن الإنسان تصيبه حالات من الصخب السري الكامن وغالبا ما يتأثر البشر ولا يثرثرون على سبيل المثال إذا تعدى مدير على موظف أمام زملائه لفظيا بتوبيخه بسبب إخفاقه فإن الموظف في هذه الحالة يصاب بجمود تحت وطأة التأثر النفسي الذي يسيطر عليه ويمنعه من الرد بسبب ما يعتريه من حالة الخجل العام من زملائه أو الخوف الخاص من مديره.
هذا المشهد فيه رد فعل داخلي عنيف يحرك جنبات ما بداخل الصدر من براكين الغيظ والحنق ونجد أن نفسية الموظف وهو الحلقة الأضعف في هذه الأثناء قد أصابها ذلك الضجيج الصامت مما يخالجه من شعور كامن مزعج لا يكاد يتحمله يتمثل له وكأنها أصوات تدوي بداخله مثل دوي النحل وهو يحاول مداراتها وعدم إظهارها قدر المستطاع ويكبتها ويجعلها حبيسة صدره فتؤثر عليه سلبا الأمر الذي يؤدي به إلى فقد الاتزان والشعور بانفعال الغضب تجاه المدير، وتتلبس الموظف حالة من انفعال الحزن العام على نفسه وهذا ما استعاذ منه نبينا الكريم وسماه «قهر الرجال».
هذا الصخب الخافت أيضا يصول ويجول داخل النفس البشرية بسبب ارتكاب الأمر المحرم شرعا أو الفعل العيب عرفا كما قال عليه الصلاة والسلام «الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس».
من وجهة نظري النفسية من الممكن أن يخرج الإنسان من حالة الصخب الخافت ويحولها إلى حالة من الحوار الذاتي الذي يتم بين الذات والتراكمات بشكل مستدام حتى يروض نفسه على تجاوز تلك المرحلة المزعجة بالوعي المدرك بأن البشر يخطئون بفطرتهم وأن الأمر يحتاج إلى فهم قانون العلاقات في التعاملات البشرية برسم الحدود البينية مع الآخرين والتصريح بعدم التجاوز الأخلاقي أو التطاول العشوائي وتفعيل دور ثلاثية القيم الإنسانية وهي «الاحترام والالتزام والسلام» واليقين بأن الخطأ مع البشر يستلزم الاعتذار والخطأ مع رب البشر يستلزم الاستغفار.
همسة أخيرة «كثيرا من الوعي الثابت قليلا من الصخب الخافت».
Yos123Omar@
قال تعالى في محكم تنزيله (وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور). سورة الملك الآية 13.
برأيي الخاص أجد في هذه الآية الكريمة لمحة تؤكد على أن الإنسان تصيبه حالات من الصخب السري الكامن وغالبا ما يتأثر البشر ولا يثرثرون على سبيل المثال إذا تعدى مدير على موظف أمام زملائه لفظيا بتوبيخه بسبب إخفاقه فإن الموظف في هذه الحالة يصاب بجمود تحت وطأة التأثر النفسي الذي يسيطر عليه ويمنعه من الرد بسبب ما يعتريه من حالة الخجل العام من زملائه أو الخوف الخاص من مديره.
هذا المشهد فيه رد فعل داخلي عنيف يحرك جنبات ما بداخل الصدر من براكين الغيظ والحنق ونجد أن نفسية الموظف وهو الحلقة الأضعف في هذه الأثناء قد أصابها ذلك الضجيج الصامت مما يخالجه من شعور كامن مزعج لا يكاد يتحمله يتمثل له وكأنها أصوات تدوي بداخله مثل دوي النحل وهو يحاول مداراتها وعدم إظهارها قدر المستطاع ويكبتها ويجعلها حبيسة صدره فتؤثر عليه سلبا الأمر الذي يؤدي به إلى فقد الاتزان والشعور بانفعال الغضب تجاه المدير، وتتلبس الموظف حالة من انفعال الحزن العام على نفسه وهذا ما استعاذ منه نبينا الكريم وسماه «قهر الرجال».
هذا الصخب الخافت أيضا يصول ويجول داخل النفس البشرية بسبب ارتكاب الأمر المحرم شرعا أو الفعل العيب عرفا كما قال عليه الصلاة والسلام «الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس».
من وجهة نظري النفسية من الممكن أن يخرج الإنسان من حالة الصخب الخافت ويحولها إلى حالة من الحوار الذاتي الذي يتم بين الذات والتراكمات بشكل مستدام حتى يروض نفسه على تجاوز تلك المرحلة المزعجة بالوعي المدرك بأن البشر يخطئون بفطرتهم وأن الأمر يحتاج إلى فهم قانون العلاقات في التعاملات البشرية برسم الحدود البينية مع الآخرين والتصريح بعدم التجاوز الأخلاقي أو التطاول العشوائي وتفعيل دور ثلاثية القيم الإنسانية وهي «الاحترام والالتزام والسلام» واليقين بأن الخطأ مع البشر يستلزم الاعتذار والخطأ مع رب البشر يستلزم الاستغفار.
همسة أخيرة «كثيرا من الوعي الثابت قليلا من الصخب الخافت».
Yos123Omar@