عبدالله محمد الشهراني

ساعة بس!

الأربعاء - 24 أغسطس 2022

Wed - 24 Aug 2022

كم هو مؤلم مشهد تلك الأسرة التي لم تلحق بالرحلة الوحيدة العائدة للوطن في ذلك اليوم، بكاء وحسرة على وجوه الأطفال ومنظر يدعو للشفقة لرب الأسرة الذي ضاقت عليه الأرض بما رحبت بعدما علم أن جميع الرحلات التالية لا توجد بها مقاعد شاغرة، هكذا تتحول الإجازة من سعادة إلى حزن والسبب «ساعة بس»! وتزداد العواقب الوخيمة لهذا الاستهتار واللامبالاة عندما يحدث مثل هذا الموقف خارج البلاد، وقد وقفت على ذلك شخصيا في إحدى المدن الأوروبية، حين أصبح رب الأسرة منهارا وحائرا لا يدري ماذا يفعل!، فقد حضر إلى المطار متأخرا فذهبت مقاعده إلى قائمة الانتظار، وكان عذره أن الطريق المؤدي إلى المطار كان مزدحما وبطيء السير، لكن ساعة واحدة كانت كفيلة بتغيير كل شيء!

ومن المعروف أن أمورا كثيرة تترتب على عدم اللحاق بموعد الرحلة وخصوصا تلك المغادرة إلى خارج البلاد، مثل حجز الفندق والذي ربما يكون غير قابل للاسترداد أو قابل لخصم المبلغ المدفوع عن أول ليلة في أحسن الأحوال، ومما ينتج عن الأمر أيضا إلغاء الرحلة التالية في حالة الترانزيت وما يترتب عليها من خسائر مالية فادحة، حيث يضطر المسافر حينها إلى حجز ليلة أو أكثر في أحد الفنادق المجاورة للمطار حتى تتوافر مقاعد على إحدى الرحلات التالية، وربما يصبح الموقف أكثر تعقيدا عندما يكون موعد العودة في آخر يوم من صلاحية التأشيرة، حينها وعند وقت المغادرة لابد أن يكون العذر مقبولا لدى موظف الجوازات وإلا باتت الأمور سيئة وصعبة بحق!، أو يتأخر الأبناء في العودة للمدارس ويفوتهم البداية وانطلاق الدراسة.

كل ما سبق كانت تغني عنه ساعة من الزمن وحسب، ساعة تغنيك عن الشد العصبي والتوتر، تغني رب الأسرة عن السباق مع الزمن والعجلة والصراخ المستمر: «تعال يا ولد، اقعدي يا بنت»!، ساعة ترحمه من تجاوز الطابور والقفز فوق الحواجز متوجها نحو هذا أو ذاك! كل هذا لأن (الساعة تفرق معاه وليش أروح المطار بدري؟).

ساعة بس، تجعلك تعيش لحظات استمتاع مع أفراد أسرتك، تصل فيها إلى المطار باكرا موفرة لك الوقت الكافي لكي تجامل وتشكر سائق التاكسي الذي أوصلك وحامل الحقائب، وتدخل إلى الصالة باحثا عن مكان مناسب للانتظار تترك فيه عائلتك وتتجه إلى الكاونترات فتنهي إجراءات السفر، وتتجه بعدها أنت وعائلتك إلى بوابات المغادرة بكل هدوء وطمأنينة وراحة بال، مستمتعين بمرافق المطار.

ختاما.. تأكد ومن خلال تطبيق خرائط قوقل وسؤال أهل المنطقة عن المدة الزمنية الكافية لضمان الوصول إلى المطار قبل موعد الرحلة بوقت مناسب. أما وإن حدث الأمر و «وقع الفأس بالرأس» سواء بإهمال أو بسبب خارج عن السيطرة، فكل ما عليك فعله هو، أن تتصرف بهدوء وأن تتوقف عن إلقاء اللوم على نفسك أو غيرك، تحدث مع الموظف المسؤول واطلب منه خيارات عدة ليمكنك دراستها واختيار الأنسب منها، أبلغ الفندق مباشرة بما حدث ويفضل عن طريق البريد الالكتروني، أعد جدولة كل الأمور المترتبة على هذا التأخير، وقبل كل هذا رتب الخطوات حسب الوقت والأهمية.

عودا حميدا.

ALSHAHRANI_1400@