اماني يماني

كيف يمكن أن تغير عاداتك لتصبح أكثر سعادة؟

الأربعاء - 24 أغسطس 2022

Wed - 24 Aug 2022

جميعنا نرغب في أن نكون سعداء بشكل أو بآخر، لولا هذا لما كانت الكتب الأكثر مبيعا هي كتب تطوير الذات والبحث عن السعادة وتغير العادات وخلافه، من خلال هذه الكتب وجدت أن تغير العادات أحد أسباب السعادة حيث إنك تستبدل غير المفيدة بالمفيدة منها، وما إن نعدل من عاداتنا نتمكن من تحقيق أهدافنا دون تفكير، ومن خلال مراقبة زملائي وزميلاتي ونفسي وجدت أنه توجد عادات مشتركة أضعها هنا ودون مبالغة بعد التدقيق بها أجد أنها أفضل ما تميز حياتي وحياة من حولي:

1- الترتيب:

يساعدنا على التقاط الأشياء والحفاظ عليها منظمة وحتى مجرد ترتيب السرير على الشعور بالتحسن، ويساعدنا الترتيب على أن نكون أكثر كفاءة، ويسمح لنا بنوم أفضل ليلا، بل ويساعدنا على التعايش مع من حولنا بشكل أفضل.

بالنسبة لي أنا مرتبة في حال كنت وحدي ولكن وجود الوالدة معي يجعلني شبه فوضوية؛ لأنني أدرك أن هناك من يساعدني، ولكن الترتيب يساعدني على ترتيب الأفكار، وأسهل طريقة لي بالترتيب هي الصباح حين أرتب مكتبي يوميا قبل أن أبدأ بالعمل، أرتب أولوياتي، هذه العادة تجعلني أرتب يومي تلقائيا.

2- الإدارة:

من أهم عادات الأشخاص الناجحين الإنفاق المتزن، يمكن أن يكون الإنفاق اعتياديا وتلقائيا. عندما ندخل في روتين تمرير بطاقة الائتمان في كل نزوة، يمكن أن تخرج عن نطاق السيطرة بسرعة وتتحول إلى فوضى خطيرة، خاصة مع وجود "آبل بي" مؤخرا فنحن نصرف دون إدراك، وفي ظل كثرة المقاهي والإعلانات المغرية تجد نفسك قد اشتريت أمورا لست بحاجة لها.

في أحد المرات كنت أتسوق وبعد مراجعة رحلة العودة وجدت أنني صرفت مبلغا كبيرا في أمور لست بحاجة لها، ومن يومها وجدت أن واحدة من أفضل الطرق للتعود على إدارة الأموال الواعية هي أخذ بعض الوقت قبل الضغط على كلمة اتمام الشراء، الطريقة الأسهل هي تركها في السلة لعدد من الأيام، وحين أعود أقرر إن كنت بحاجة لها أو لا.

طبعا وأفضل ما أقوم به هو جعلي من المعتاد فحص حسابي المصرفي وميزانيتي يوميا، فمجرد قضاء 5 دقائق يوميا في إلقاء نظرة خاطفة عليها والتحقق من أن الأمور تسير بسلاسة يمكن أن يكتشف المشكلات على الفور، قد ترغب حتى في التفكير في فتح حساب توفير منفصل، لا يتم ربطه بآبل باي إطلاقا.

3- الامتنان:

إحدى العادات التي يمكنها بالتأكيد تغيير وجهة نظرك على الفور تقريبا هي أن تتعمد اختيار موقف الامتنان.

يستطيع الأشخاص الناجحون تحديد الأشياء الإيجابية في حياتهم وإظهار التقدير لها. عندما كنت أواجه صعوبة خاصة مع أحد أفراد الأسرة، أخبرني أحد الأصدقاء أن أجلس وأعد قائمة بكل ما أقدره في هذا الشخص، كلما شعرت بالإحباط أو الغضب منه، كنت أعود إلى تلك القائمة، ويساعد التركيز على ما أنت ممتن من أجله في بناء تقدير لما لديك. إنه يساعدنا على الشعور بالبركة، حتى نتمكن من العثور على الجمال في لحظات الحياة العادية، فعندما تسوء الأمور، يساعدنا الشعور بالشكر على إعادة التركيز على كل الأشياء التي تسير على ما يرام.

تقبيل والدتي يوميا بالنسبة لي هو نوع من الامتنان، حيث أشعر بالامتنان لوجودها معي في حياتي، وأصبحت يوميا أحدد 3 أشياء كل يوم تشعرني بالامتنان، يمكن أن يكون هذا بسيطا مثل تناول وجبة فطور لذيذة أو الاستماع إلى صديق وشرب القهوة معه.

فحاول أن تدرج الأمور التي تمتن لها كل يوم في مفكرة جوالك أو في دفتر يومياتك (أو في أي مكان يمكنك إعادة النظر له بسهولة في كثير من الأحيان)، فسوف تندهش من مدى سعادتك.

إلقاء السلام والمحادثة مع بعض الزملاء صباحا يشعرني بالامتنان، التحدث مع أشخاص أذكياء يشعرني بالامتنان.

4- شرب المياه:

لقد سمعنا جميعا حتى الآن عن الفوائد العديدة لشرب الماء: المزيد من الطاقة، والجلد الأكثر صفاء، وتحسين الهضم. أحاول دوما أن أشرب كمية كبيرة من المياه وأسهل طريقة هي أن أكافئ نفسي عندما أشرب الكمية المناسبة من المياه.

لماذا لا تجعل من المعتاد شرب كوب من الماء أول شيء كل صباح، أو شرب المزيد من الماء طوال اليوم؟ بدلا من التفكير في أن حساب 8 أكواب من الماء يوميا يعد عقابا لك، فكر في الأمر كطريقة رائعة لتزويد جسمك بالطاقة.

احمل زجاجة ماء معك وأعد تعبئتها عندما تستطيع. فكر في كم هو مدهش أن نحصل على الماء طوال اليوم تقريبا، كل يوم، بالنسبة لي أضع منه لشرب المياه وهذا يساعد على التحسن.

5- التخطيط:

الأشخاص الناجحون يخططون، يكتبون المواعيد (ويحتفظون بها)، ويستخدمون قائمة المهام اليومية، ويستخدمون التقويمات الخاصة بهم كخريطة لتحقيق أهدافهم.

لكل عنصر من عناصر المهام، حدد وقتا في التقويم الخاص بك واكتبه. قد يكون تحديد وقت لأشياء مثل التمارين والقراءة ووقت الفراغ أمرا مضحكا في البداية، ولكن بمجرد أن تصبح عادة، فهي طريقة رائعة للحصول على نظرة شاملة لأسبوعك. تساعدك الجدولة على إدارة وقتك بحكمة، بحيث يمكنك تعظيم "المكافآت" وتوقع احتياجات عائلتك.

ما أقوم به عادة النظر في التقويم الخاص بي وكتابة قائمة المهام الخاصة بي قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة. يمكنك الذهاب للنوم وأنت تعلم أن لديك خطة لليوم التالي، وغالبا ما يعمل عقلك الباطن على إيجاد حلول لمشاكل نومك.

6- العائلة:

يعد تقوية العلاقات الأسرية ومراعاة احتياجاتهم أحد أهم العوامل في أي قرار. في ثقافة اليوم، نتحدث كثيرا عن "الحياة التي تريدها" ونجاح الـ "أنا". نرى أيضا الكثير من الزيجات غير السعيدة والكثير من حالات الطلاق. لا ترتبط هذه الأشياء دائما بالطبع، لكن وضع احتياجات شخص آخر قبل احتياجاتك يحدث فرقا حقا.

اجعل وقت العائلة أولوية واجعل أطفالك أولوية. قبل أن تلتزم بنشاط آخر أو تضغط على شيء آخر في جدول مزدحم بالفعل، تأكد من أنك لا تتجاوز احتياجات المقربين إليك، لهذا احرص على تحويل الهاتف لعدم الازعاج بعد الساعة 8 لأتمكن من الجلوس مع والدتي وقضاء وقت طيب معها وكذلك احرص على الذهاب للسينما معها كل اسبوع.

7- الاستيقاظ باكرا:

أنا أستيقظ مبكرا لا يتعلق الأمر بكوني شخصا صباحيا في حد ذاته، ولكني أجد أنه إذا كنت أرغب في تحقيق كل ما أخطط للقيام به في أي يوم؛ فإن الاستيقاظ مبكرا يمنحني الوقت للبدء.

هل تريد التعود على الاستيقاظ مبكرا؟ حدد أفضل وقت وأعمل مرة أخرى بزيادات قدرها عشر دقائق في الأسبوع، ستجد أنك تستيقظ مبكرا في أسرع وقت. احرص على الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت كل ليلة، وإذا كنت بحاجة إلى مزيد من النوم فاخلد إلى الفراش مبكرا (بدلا من النوم لاحقا). أيضا من الأمور التي تعينك على الاستيقاظ مبكرا اضبط المنبه على نفس الوقت كل يوم، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.

الذين يستيقظون مبكرا هم أكثر إنتاجية ويجدون المزيد من الوقت لمعالجة المشاكل في البداية بدلا من اللعب طوال اليوم. حتى عشر دقائق إضافية في الصباح يمكن أن تعني الخروج من المنزل في الوقت المحدد وبطريقة منظمة.

8- الاستعداد مبكرا:

على غرار الاستيقاظ مبكرا، يساعدنا التحضير قبل النوم على القفز بسرعة. اجعل من العادة أن تجهز ملابسك لليوم التالي، وترتب حقيبتك وأغراضك حتى لا تضيع وقتا في الصباح، جهز أي شيء تحتاجه للفطور والغداء والعشاء. ما يستغرق 10 أو 15 دقيقة قبل النوم يمكن أن يستغرق 20 أو 30 وسط الصباح وفوضى الأيام.

في ظل الظروف العادية، يجب أن تتأكد من أن حقائب العمل جاهزة، وأن المفاتيح على المنضدة وأن كل شيء جاهز لتحقيق النجاح في الغد. إذا جعلت من المعتاد أن تكون استباقيا وتستعد لما ينتظرك، فسوف تتجنب أي خلل في الصباح..

9- الحركة:

الأشخاص الناجحون والسعداء والمنتجون لديهم عادة منتظمة في المشاركة في بعض الحركات الصحية كل يوم، هذا لا يعني بالضرورة الجري لمسافة 5 أميال (إلا إذا كان هذا هو الشيء الذي تفضله بالطبع). هناك فوائد مدهشة للتمرين حتى 10 دقائق، أو أخذ 20 دقيقة للقيام بجولة حول المبنى، أو صعود الدرج، أو إذا كان عليك التوجه إلى المتجر للحصول على أي ضروريات، فقم بإيقاف سيارتك بعيدا قليلا عن متجر البقالة.

إذا كنت تواجه صعوبة في جعل الانتقال عادة، فهناك العديد من التطبيقات والأجهزة للمساعدة. تحقق من متتبع اللياقة البدنية، مثل Fitbit أو 007 Fitness Tracker. يمكن ضبط العديد من أجهزة تتبع اللياقة البدنية على الاهتزاز كل ساعة أو على الأقل لتذكيرك بالبقاء نشطا. هذا لا يعني أنك بحاجة إلى التمرن كل نصف ساعة أو أي شيء، تحرك فقط: الاستيقاظ للحصول على كوب من الماء أو الذهاب في رحلة قصيرة إلى آلة التصوير في المكتب يمكن أن يضيف المزيد من الحركة إلى حياتك، اجعل الحركة عادة.

أتنافس أنا وصديقاتي بالدوام على من تتحرك أكثر وهذا يدفعنا للتحرك معا ومعرفة من مشت خطوات أكثر

10- الأولوية:

في حين أن إعطاء الأولوية لعائلتك أمر مهم، فإن هذا لا يعني أنه يجب عليك التخلي تماما عن احتياجاتك الخاصة. يعرف الأشخاص السعداء والناجحون حقا متى يحتاجون إلى أخذ قسط من الراحة ومتى يحتاجون إلى رعاية أنفسهم.

هذا لا يعني دائما يوما في السباق أو التسوق. اعثر على القليل من المكافآت أو الهدايا التي تقدمها لنفسك طوال اليوم، تذوق كوبا من القهوة، استنشق رائحة البن، اشربه ببطء، واشعر بالدفء بين يديك والبخار على وجهك. حقا فكر في الأمر كهدية، خذ الوقت الكافي للتركيز عليه وكن يقظا.

تواصل مع صديق لمدة 10 دقائق وانخرط حقا في محادثة دون تشتيت الانتباه. مارس التمارين التي تحبها أو اذهب في نزهة واستمتع بالعالم من حولك.

مهما كان ما تستمتع به حقا، خذ الوقت الكافي لتكون يقظا وامنح نفسك شيئا مميزا. اجعل هذا "الوقت الخاص بي" عادة وافعله يوميا. قد يكون من الصعب أن تجد الوقت الكافي لرعاية نفسك؛ لكنها مهمة، افعلها دون الشعور بالذنب واستمتع بها. بالنسبة لي أحاول أن أستمتع بشرب قهوتي في الصباح وأحاول أن أشربها ببطء حتى تتسلل إلى حواسي، وفي منتصف اليوم أكافئ نفسي بكوب آخر أو مشروب بارد، فلا أحد يستحق الدلال مثل أن تدلل نفسك.

إضاءة.. من السهل أن تكون سعيدا إن اقتنعت أنك تستحق أن تكون سعيدا، استمتع بحياتك، رتب حياتك، كن سعيدا.