زيارة تايوان.. الأسباب والمبررات
الثلاثاء - 23 أغسطس 2022
Tue - 23 Aug 2022
لا تزال أصداء زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي تعصف بالإعلام العالمي، صحيح أن الزيارة قد مرت بسلام بين أعتى قوتين على وجه الأرض، بيد أن الحديث هنا عن ما وراء تلك الزيارة؟ أي الأسباب والمبررات.
البعض اعتبرها مجرد سلوك استفزازي للصين حتى تقدم على غزو تايوان مما يعطي واشنطن المبرر القانوني لفرض العقوبات الشاملة على الصين من أجل كبح جماح نموها الاقتصادي، تماما مثلما حصل مع قيصر روسيا، وبالتالي تقع بكين ضحية في فخ الاستنزاف الاقتصادي، ويعد هذا التفسير مقبولا ضمن رؤية إبقاء نمطية القطبية الواحدة لصالح الولايات المتحدة.
البعض الآخر قرأ الصورة بمنحنى مغاير تماما، وهو أن صورة الولايات المتحدة الدولية كحليف استراتيجي موثوق به قد اهتزت كثيرا في العقدين الماضيين، ولذا هي تسعى اليوم بضراوة لإعادة الصورة الوثيقة عنها، فعلى سبيل المثال، وفي خضم معركتها الاستراتيجية مع روسيا سعت لإحياء حلف الناتو بعد أن اعتبره الأوروبيون مؤخرا في حكم الميت سريريا، وبالتالي فزيارة نانسي بيلوسي لتايوان تقع ضمن إطار إظهار مصداقية التحالف الاستراتيجي مع واشنطن أمام حلفائها التقليديين، وإعادة إعطاء صورة الموثوقية للبيت الأبيض.
الصورة الثالثة لمبررات زيارة تايون هي نمطية اقتصادية بحتة، وتتعلق بموضوع أشباه الموصلات، وأعني تلك الرقائق الالكترونية التي يراها البعض نفط القرن الواحد والعشرين باعتبار أنها الجزء الأساس لكل الصناعات الالكترونية الحديثة، فهي المادة الحيوية في الصناعات العسكرية والفضائية والاتصالات وصناعة الحواسيب الآلية والسيارات والطائرات والسفن البحرية وحتى ألعاب الأطفال، وأهم عناصرها مادتي السيليكون والجيرمانيوم، وهما مادتان نادرتان في كوكب الأرض.
تستحوذ دولة تايوان على 90% من الإنتاج العالمي لتلك الرقائق الالكترونية عبر شركتها TSMC الشهيرة، ومن هنا تأتي أهمية تايوان وموقعها في مساحة الصراع الجيوستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة، فعودة تايوان للوطن الأم يعني تجاوز بكين لواشنطن اقتصاديا وبلوغها الرقم واحد عالميا، باعتبار أن الصين قد سيطرت على الصناعة الحيوية التي تقوم عليها أغلب الصناعات في العالم.
وفي الختام.. تعد شركة سامسونغ الكورية رائدة في مجال أشباه الموصلات وهي تمتلك خط إمداد ضخم تجاه مصانع أوروبا وأستراليا والصين، لكن التقارير الاقتصادية الأخيرة تشير إلى تقدم الولايات المتحدة وتفوقها دوليا عبر شركة إنتل العالمية، ولهذا تحاول واشنطن أن تستمر متفوقة على الصين في هذا الجانب الاستراتيجي، ولا يمكن ذلك أبدا إلا بمنع عودة تايوان لوطنها الأم (الصين)، وهذه الصورة الثالثة قد تكون مبررا مهما وراء زيارة نانسي بيلوسي لتايوان.
@albakry1814
البعض اعتبرها مجرد سلوك استفزازي للصين حتى تقدم على غزو تايوان مما يعطي واشنطن المبرر القانوني لفرض العقوبات الشاملة على الصين من أجل كبح جماح نموها الاقتصادي، تماما مثلما حصل مع قيصر روسيا، وبالتالي تقع بكين ضحية في فخ الاستنزاف الاقتصادي، ويعد هذا التفسير مقبولا ضمن رؤية إبقاء نمطية القطبية الواحدة لصالح الولايات المتحدة.
البعض الآخر قرأ الصورة بمنحنى مغاير تماما، وهو أن صورة الولايات المتحدة الدولية كحليف استراتيجي موثوق به قد اهتزت كثيرا في العقدين الماضيين، ولذا هي تسعى اليوم بضراوة لإعادة الصورة الوثيقة عنها، فعلى سبيل المثال، وفي خضم معركتها الاستراتيجية مع روسيا سعت لإحياء حلف الناتو بعد أن اعتبره الأوروبيون مؤخرا في حكم الميت سريريا، وبالتالي فزيارة نانسي بيلوسي لتايوان تقع ضمن إطار إظهار مصداقية التحالف الاستراتيجي مع واشنطن أمام حلفائها التقليديين، وإعادة إعطاء صورة الموثوقية للبيت الأبيض.
الصورة الثالثة لمبررات زيارة تايون هي نمطية اقتصادية بحتة، وتتعلق بموضوع أشباه الموصلات، وأعني تلك الرقائق الالكترونية التي يراها البعض نفط القرن الواحد والعشرين باعتبار أنها الجزء الأساس لكل الصناعات الالكترونية الحديثة، فهي المادة الحيوية في الصناعات العسكرية والفضائية والاتصالات وصناعة الحواسيب الآلية والسيارات والطائرات والسفن البحرية وحتى ألعاب الأطفال، وأهم عناصرها مادتي السيليكون والجيرمانيوم، وهما مادتان نادرتان في كوكب الأرض.
تستحوذ دولة تايوان على 90% من الإنتاج العالمي لتلك الرقائق الالكترونية عبر شركتها TSMC الشهيرة، ومن هنا تأتي أهمية تايوان وموقعها في مساحة الصراع الجيوستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة، فعودة تايوان للوطن الأم يعني تجاوز بكين لواشنطن اقتصاديا وبلوغها الرقم واحد عالميا، باعتبار أن الصين قد سيطرت على الصناعة الحيوية التي تقوم عليها أغلب الصناعات في العالم.
وفي الختام.. تعد شركة سامسونغ الكورية رائدة في مجال أشباه الموصلات وهي تمتلك خط إمداد ضخم تجاه مصانع أوروبا وأستراليا والصين، لكن التقارير الاقتصادية الأخيرة تشير إلى تقدم الولايات المتحدة وتفوقها دوليا عبر شركة إنتل العالمية، ولهذا تحاول واشنطن أن تستمر متفوقة على الصين في هذا الجانب الاستراتيجي، ولا يمكن ذلك أبدا إلا بمنع عودة تايوان لوطنها الأم (الصين)، وهذه الصورة الثالثة قد تكون مبررا مهما وراء زيارة نانسي بيلوسي لتايوان.
@albakry1814