لا أحد يحميك أكثر منك
الاثنين - 22 أغسطس 2022
Mon - 22 Aug 2022
في المجمل، الإنسان غير معني بحماية نفسه، ويضع على عاتق الآخر حمايته، بينما هو يترك نفسه على سجاياها منتظرا من يحميه، ينتظر الدولة تحمي حقوقه، وينتظر المفكرين ليحموا جناب العقل، وينتظر حتى الشارع أن يحمي التربية لأبنائه، وكأنه غير معني بحماية نفسه، فهو منشغل التفكير بشيء آخر!
يمكن للدولة أن تقدم لك الأمن والأمان من خلال منظومة الأمن وحماية الناس وفق أدواتها، لكن أكثر الأماكن بالعالم لا يمكن أن تقدم الحماية لك إن تركت ممتلكاتك الثمينة في الشارع وذهبت لتتركها دون أن تساهم في حماية ممتلكاتك، ولا تتوقع أن تكون في مأمن وأنت تترك أبواب بيتك مشرعة، مفتحة النوافذ، ولا تتوقع أن يأتي من هو ضعيف نفس أن ينال منك لأنك اعتمدت على أمان النظام ولم تؤمن نفسك!
يمكن لوزارة التجارة أن تؤمن لك حماية للمستهلك بحد معين، لكنها لا تستطيع أن توقف حيل التاجر ليجعلك تستهلك ما لا تحتاجه إن كنت أنت تقرر أن تنفق ما في جيبك دون أن تفكر فيما يجب أن تستهلك ما تحتاجه وليس كل ما تثار إليه تستهلكه، لا يمكن أيضا أن يكون هناك من يوجه المستهلك لنمط استهلاكي سيئ ثم تطلب من الآخرين أن يحموك وكأنك لا تملك قرارك أو لا تملك أي نوع من السيطرة على نفسك أمام سيل طلبات الاستهلاك وفنون التسويق المختلفة.
لا يمكن لأي نظام بالعالم أن يحمي عقلك من أن تغزوه فكرة سيئة (رغم إيماني بالوعي الجمعي) لولا تراخيك في حماية نفسك حتى صارت أدنى فكرة رديئة يمكنها أن تخترق عقلك الصغير لأنك تراخيت عن السعي في حماية عقلك، ولا يمكن لأي فكرة سيئة أن تعشش في رأسك لولا وجود مساحة فارغة في عقلك كانت قادرة على أن تستولي عليها فكرة مشبوهة أو خاطئة لأنك بالغت في تجاهل ملء المساحات الخالية في فكرك من الأفكار الإيجابية ليقابلها –حتما– أفكار مضللة تقودك لفكرة خطأ ومن ثم سلوك خاطئ أيضا، أو على الأقل تكرس السذاجة والتفاهة في عقلك!
احم قيمتك الشخصية، لا أحد يحمي شخصيتك مثلك، لا يمكن لشخص آخر أن يقدم لك قيمة شخصية دون أن تكون أنت سعيت لبناء شخصية لطيفة أو قوية أو مؤثرة أو مهمة تمثلك؛ أنت هنا وبهذه الحالة سعيت لبناء شخصيتك أولا ثم لحمايتها ثانيا؛ تلك القيم هي التي جعلت منك ذا قيمة، أما إذا أهملت نفسك (قيمك الشخصية) تخيل أن يتجرأ كل عابر عليك، وليس هذا فحسب، بل لك أن ترى أنك بلا شخصية أصلا، كعابر أو نكرة في سياق القوم، لا تلم الناس بل لم نفسك التي لم تصنع لنفسك القيمة ثم تحافظ عليها.
حتى صحتك لك أيضا، فاحمها من كل مسوق يريد أن يسرق جيبك باسم شهوة الجسد والأكل والشرب، احمها من كل ما يؤذيها ولا تتوقع أن يحميها غيرك من أجلك!
وما يصغر يكبر أيضا، فالرؤية واحدة والفكرة واحدة، فالأمة عبارة عن شخصية تتناهبها أمم أخرى، تريد أن تنال منها، فإن لم تكن مؤسساتنا الثقافية والفكرية والصحية والخدمية والتنموية تخدم نفسها بحماية نفسها ووطنها من خلال عمل تنموي دؤوب ومخلص صرنا أمة مستهلِكة ومستهلَكة، يحتاج الانتصار لأضعاف مضاعفة، فالنهوض والتعافي يحتاج قوة عظيمة لا تتكرر لأي أمة أخرى، وهذا ما يجب أن يستشعره الوزير والمسؤول والموظف، فالمؤسسات صيد سهل إلا إذا تجاسر المسؤول لحماية جنابها!
Halemalbaarrak@
يمكن للدولة أن تقدم لك الأمن والأمان من خلال منظومة الأمن وحماية الناس وفق أدواتها، لكن أكثر الأماكن بالعالم لا يمكن أن تقدم الحماية لك إن تركت ممتلكاتك الثمينة في الشارع وذهبت لتتركها دون أن تساهم في حماية ممتلكاتك، ولا تتوقع أن تكون في مأمن وأنت تترك أبواب بيتك مشرعة، مفتحة النوافذ، ولا تتوقع أن يأتي من هو ضعيف نفس أن ينال منك لأنك اعتمدت على أمان النظام ولم تؤمن نفسك!
يمكن لوزارة التجارة أن تؤمن لك حماية للمستهلك بحد معين، لكنها لا تستطيع أن توقف حيل التاجر ليجعلك تستهلك ما لا تحتاجه إن كنت أنت تقرر أن تنفق ما في جيبك دون أن تفكر فيما يجب أن تستهلك ما تحتاجه وليس كل ما تثار إليه تستهلكه، لا يمكن أيضا أن يكون هناك من يوجه المستهلك لنمط استهلاكي سيئ ثم تطلب من الآخرين أن يحموك وكأنك لا تملك قرارك أو لا تملك أي نوع من السيطرة على نفسك أمام سيل طلبات الاستهلاك وفنون التسويق المختلفة.
لا يمكن لأي نظام بالعالم أن يحمي عقلك من أن تغزوه فكرة سيئة (رغم إيماني بالوعي الجمعي) لولا تراخيك في حماية نفسك حتى صارت أدنى فكرة رديئة يمكنها أن تخترق عقلك الصغير لأنك تراخيت عن السعي في حماية عقلك، ولا يمكن لأي فكرة سيئة أن تعشش في رأسك لولا وجود مساحة فارغة في عقلك كانت قادرة على أن تستولي عليها فكرة مشبوهة أو خاطئة لأنك بالغت في تجاهل ملء المساحات الخالية في فكرك من الأفكار الإيجابية ليقابلها –حتما– أفكار مضللة تقودك لفكرة خطأ ومن ثم سلوك خاطئ أيضا، أو على الأقل تكرس السذاجة والتفاهة في عقلك!
احم قيمتك الشخصية، لا أحد يحمي شخصيتك مثلك، لا يمكن لشخص آخر أن يقدم لك قيمة شخصية دون أن تكون أنت سعيت لبناء شخصية لطيفة أو قوية أو مؤثرة أو مهمة تمثلك؛ أنت هنا وبهذه الحالة سعيت لبناء شخصيتك أولا ثم لحمايتها ثانيا؛ تلك القيم هي التي جعلت منك ذا قيمة، أما إذا أهملت نفسك (قيمك الشخصية) تخيل أن يتجرأ كل عابر عليك، وليس هذا فحسب، بل لك أن ترى أنك بلا شخصية أصلا، كعابر أو نكرة في سياق القوم، لا تلم الناس بل لم نفسك التي لم تصنع لنفسك القيمة ثم تحافظ عليها.
حتى صحتك لك أيضا، فاحمها من كل مسوق يريد أن يسرق جيبك باسم شهوة الجسد والأكل والشرب، احمها من كل ما يؤذيها ولا تتوقع أن يحميها غيرك من أجلك!
وما يصغر يكبر أيضا، فالرؤية واحدة والفكرة واحدة، فالأمة عبارة عن شخصية تتناهبها أمم أخرى، تريد أن تنال منها، فإن لم تكن مؤسساتنا الثقافية والفكرية والصحية والخدمية والتنموية تخدم نفسها بحماية نفسها ووطنها من خلال عمل تنموي دؤوب ومخلص صرنا أمة مستهلِكة ومستهلَكة، يحتاج الانتصار لأضعاف مضاعفة، فالنهوض والتعافي يحتاج قوة عظيمة لا تتكرر لأي أمة أخرى، وهذا ما يجب أن يستشعره الوزير والمسؤول والموظف، فالمؤسسات صيد سهل إلا إذا تجاسر المسؤول لحماية جنابها!
Halemalbaarrak@