اماني يماني

وظيفة الأحلام.. ما هي؟ ولماذا؟

الأربعاء - 17 أغسطس 2022

Wed - 17 Aug 2022

وظيفة الأحلام....سمعنا عن هذه الكلمة مرارا وتكرارا، وهناك من يظل يبحث ويبحث دون جدوى، وهناك محظوظون يجدونها سريعا، بالنسبة لي فوظيفة الأحلام هي أن أعمل في دار نشر، حيث أطلع على الكتب قبل أن تصل الأسواق، أو أن أعمل في المجال الأكاديمي، حيث إني أعرف مدى قدرتي على إيصال المعلومة ولحبي للتدريس، طبعا ما أرغب بتدريسه هو الإحصاء وطرق البحث، التقويم التربوي، الرياضيات، ولكن للأسف رغم محاولاتي المستميتة، فإن اختلاف المسار كان عائقا، وأخيرا أرغب أن أعمل في مجال الأبحاث، حيث أتمكن من تقديم والعمل على أبحاث، والرصد والتحليل للأبحاث، حلمي أن أعمل في أحد هذه الثلاثة... متى سأحظى بها؟.. سؤال هام، ولكن السؤال الأهم الآن، ما الذي يجب أن تهدف إليه في وظيفة أحلامك؟

بالنسبة لي فوظيفة الأحلام تحمل المكونات التالية:

1- الجاذبية

ما يهم حقا ليس راتبك أو حالتك أو الجهة وما إلى ذلك، بل ما تفعله يوما بعد يوم، ساعة بساعة.

الانخراط في العمل هو العمل الذي يجذبك ويجذب انتباهك ويمنحك إحساسا بالتدفق. هذا هو السبب في أن قضاء ساعة في تعديل جدول بيانات يمكن أن يبدو كأنه عمل شاق خالص، في حين أن ساعة واحدة من لعب لعبة الكمبيوتر قد لا تبدو وكأنها وقت على الإطلاق، بالنسبة لي حين يكون بين يدي شئ أحبه فلا أشعر بالوقت، فحين أصنع محتوى معينا، أو أقرأ بحثا جديدا، أو أبدأ بالبحث، أو حتى أشرح شيئا لشخص آخر فلا أشعر بالوقت بالعكس أشعر بالبهجة وأتمنى أن يطول الوقت.

2- المساعدة

هناك أدلة على أن مساعدة الآخرين هي عنصر أساس للرضا عن الحياة، فالأشخاص الذين يتطوعون هم أقل اكتئابا وأكثر صحة، مساعدة الآخرين ليست الطريق الوحيد للحصول على وظيفة ذات معنى، ولكن من المقبول على نطاق واسع من قبل الباحثين إنها واحدة من أقوى الوظائف، فعادة حين أمضي وقتا في مساعدة شخص فحالة الرضا عندي ترتفع لدرجة كبيرة، وهذه من الأسباب التي تجعل الوظائف التي ذكرتها من قبل أحد أحلامي.

3- الإجادة

يمنحك كونك جيدا في عملك إحساسا بالإنجاز، وهو عنصر أساسي للرضا عن الحياة اكتشفه علم النفس الإيجابي، ويمنحك القدرة على التفاوض بشأن المكونات الأخرى لوظيفة مرضية، مثل القدرة على العمل في مشاريع ذات مغزى، والاضطلاع بمهام جذابة وكسب أجر عادل.

هذا لا يعني أنه يجب عليك فقط القيام بالعمل الذي تجيده. ومع ذلك، فأنت ترغب في الحصول على إمكانات جيدة في ذلك، وهذا أحد الأسباب التي تشعرني بالبهجة عندما أشرح معلومة إحصائية أو بحثية؛ لأنه مجالي وأيضا صناعة المحتوى فأجد أني أغرق من فكرة إلى أخرى.

4- العمل مع الداعمين

من الواضح إذا كنت تكره زملاءك ورئيسك، فلن تكون راضيا، ونظرا لأن العلاقات الجيدة تعد جزءا مهما من التمتع بحياة مرضية، فمن المهم أن تكون قادرا على تكوين صداقات مع شخصين على الأقل في العمل. وربما يعني هذا العمل مع عدد قليل من الأشخاص المشابهين لك على الأقل.

ومع ذلك لا تحتاج إلى أن تصبح صديقا للجميع، أو حتى مثل جميع زملائك.

عندما نفكر في وظائف الأحلام فإننا نركز عادة على الدور. لكن من تعمل معه يكاد يكون بنفس الأهمية. يمكن أن يفسد المدير السيئ موقع الأحلام، في حين أن العمل الممل يمكن أن يكون ممتعا إذا تم القيام به مع صديق؛ لذا عند اختيار الوظيفة هل ستتمكن من تكوين صداقات مع بعض الأشخاص في مكان العمل؟ والأهم من ذلك هل تسهل ثقافة مكان العمل الحصول على المساعدة والحصول على التعليقات والعمل معا؟

5- عدم وجود سلبيات رئيسة

لكي تكون راضيا، كل شيء أعلاه مهم. لكنك تحتاج أيضا إلى عدم وجود أشياء تجعل العمل مزعجا. كل ما يلي يميل إلى أن يكون مرتبطا بالرضا الوظيفي.

ولكن تذكر أنه لا يوجد مكان مثالي، ولكن طموحك لوظيفة أحلامك سيجعلك بلا شك تتجاهل السلبيات وتحولها إلى إيجابيات.

6- عمل يتناسب مع بقية حياتك

لست مضطرا للحصول على كل شئ من وظيفتك، من الممكن العثور على وظيفة تدفع الفواتير؛ أو إيجاد معنى من خلال العمل الخيري أو العمل التطوعي، لذا فإن هذا العامل الأخير هو تذكير للنظر في كيفية تناسب حياتك المهنية مع بقية حياتك.

السؤال الآن، كيف يمكننا تلخيص كل هذا؟ هل يجب عليك فقط اتباع شغفك؟

أصبحت عبارة "اتبع شغفك" جزءا محددا من النصائح المهنية، اتبع مشاعرك واتبع شغفك واخلق شغفك، الفكرة هي أن مفتاح العثور على وظيفة رائعة هو تحديد اهتمامك الأكبر "شغفك" وممارسة مهنة تنطوي على هذا الاهتمام. إنها رسالة جذابة: فقط التزم بشغفك، وستتمتع بمهنة رائعة. وعندما ننظر إلى الأشخاص الناجحين، فإنهم غالبا ما يكونون متحمسين لما يفعلونه.

على الرغم من كل ما ذكرته سابقا، فهل يجب أن أتابع البحث عما أحبه!؟ يقول الجميع دائما "اتبع أحلامك!" لكن لا يفعلها الجميع، تتدخل الحياة، وتتراكم الفواتير، وفي بعض الأحيان يتعين علينا القيام بوظائف لا نريد القيام بها لمجرد قضاء اليوم. ومع ذلك هناك عدد من الأسباب تعينك لمتابعة أحلامك، وعيش الحياة التي طالما رغبت فيها.. إليك بعض تلك الأسباب:

1- تصبح الحياة أجمل.

أحلامك هي ما يمكن أن تسعدك حتى في أسوأ الأيام. فإذا كنت تكافح، فإن أحلامك هي سبب استمرارك، هي سبب استيقاظك في الصباح والمحاولة مرة أخرى، هي ما تجعل حياتك بأكملها تستحق العيش، لو أنت تعمل فيما تحبه فستستيقظ بحماس وستعمل ساعات إضافية بشغف.

بدون أحلامنا فنحن لا شيء.

2- ستقابل باحثين آخرين عن الأحلام.

عندما تكون متحمسا لتحقيق أحلامك، ستجذب أشخاصا آخرين لديهم نفس القيم والاهتمامات.

كلما احطت نفسك بأصحاب الإنجازات العالية تقدمت. ثم عندما تصبح الأوقات صعبة ويصعب عليك الاستمرار سيحفزك أصدقاؤك على مواصلة الانجاز، والحمد لله أني محاطة دوما بأصدقاء داعمين، مشجعين.

3- أن تكون مصدر إلهام للآخرين.

إذا قررت الذهاب والسعي وراء أحلامك فستعطي الأمل للآخرين الذين يريدون أن يفعلوا الشيء نفسه، يمكنك أن تكون بمثابة مثالهم وسبب قيامهم بتجربته، يمكنك مساعدتهم وتدريبهم وتشجيعهم على الاستمرار.

تستغرق بعض الأحلام وقتا أطول من غيرها لتحقيقها، لكن هذا ما يجعل الهدف النهائي يستحق كل هذا العناء.

4- العمل في وظيفة تكرهها يجعل الأيام تسير ببطء.

لماذا يجب أن تعمل في وظيفة تكرهها؟ ستحسب الوقت، وستخشى الاستيقاظ في الصباح. بدلا من ذلك، تابع أحلامك! كن متحمسا بشأن يومك، واستمتع بعملية فعل ما تحب.

5. لا أحد سوف يتبع أحلامك من أجلك.

دعنا نواجه الأمر، لن يسعى أي شخص آخر لتحقيق أحلامك من أجلك. لكل فرد أحلامه وأهدافه الخاصة لما يريد تحقيقه في الحياة. إذا لم تقم بذلك، فلن يفعل ذلك أحد.

6- حتى تكون سعيدا في النهاية.

الحياة بدون أحلام محبطة، ابحث على نطاق واسع عن ما يخصك، واقطع وعدا لنفسك بأنك ستبدأ في السعي وراءها.

بمجرد أن تسير على الطريق نحو هدفك، ستلاحظ تغيرا واضحا في شعورك.

٧- ستجعلك فخورا.

ستفتخر بنفسك! سترتفع ثقتك بنفسك، وستستمتع بالإثارة والأدرينالين الذي يأتي مع القيام بشيء لطالما أردت القيام به، وهذا سيمنحك الدافع لعمل المزيد.

8- أنت تعيش مرة واحدة فقط.

الحياة قصيرة، أيامنا معدودة، فلماذا نقضيها في فعل شيء لا نحبه؟ حان الوقت لاتخاذ قرار بالذهاب إليه. اطمح للكثير، ركز على أحلامك واسعى لتحقيقها.

ولكن ماذا لو لم أجد وظيفة أحلامي ولم أتوظف بها؟!! هنا تكمن الإيجابية في فعل ما تحبه في وظيفتك، جد وقتا ومارس ما تحبه لتشعر بالبهجة والسعادة والايجابية.


فكرة مضيئة:



لا تتوقف، لا تجعل الحزن أو الإحباط يوقفك بل حلق في عالم الأحلام، إن كنت تحب الفنون فارسم وصمم، إن كنت تحب الكتابة فاكتب.. لا تتوقف بل حلق عاليا.